هناك ثلاثة أندية في الدوري الإنجليزي الممتاز اعتمدت مديرين فنيين مؤقتين لفرقها الأسبوع الماضي، علما بأن كل مدرب منهم بدأ مسيرته من خلال قيادة فريق الشباب بالنادي.
الاسكوتلندي دونكان فيرغسون بدأ مسيرته التدريبية من خلال العمل كمدير فني متطوع في أكاديمية إيفرتون للناشئين تحت قيادة ديفيد مويز. وكان هايدن مولينز يعمل كمدير فني لفريق واتفورد تحت 23 عاماً عندما تمت إقالة كيكي سانشيز فلوريس الأسبوع الماضي، كما بدأ السويدي فريدي ليونغبيرغ مسيرته التدريبية مع فريق آرسنال تحت 15 عاماً في عام 2006، قبل أن يعود إلى النادي لقيادة فريق تحت 23 عاماً.
ويعني تصعيد كل من فيرغسون وليونغبيرغ ومولينز لقيادة الفريق الأول لكل فريق من الأندية التي يعملون بها أن 15 ناديا في الدوري الإنجليزي الممتاز سيقودها مديرون فنيون بدأوا مسيرتهم التدريبية مع فرق الشباب أو الرديف أو من خلال العمل بدوام جزئي.
وقد بدأ كل من بريندان رودجرز (واتفورد وتشيلسي) ودين سميث (ليتون أورينت) وإيدي هاو (بورنموث) وشون دايك (واتفورد) ورالف هاسينهول (أونترهاخينج) وجوزيه مورينيو (فيتوريا دي سيتوبال)، مسيرتهم التدريبية من خلال العمل في فرق الشباب.
كما حصل كل من كريس وايلدر ودانييل فارك على فرصة العمل لأول مرة في مجال التدريب مع أندية شبه محترفة (بدأ وايلدر مع ألفريتون في دوري المقاطعات الشمالية الشرقية، في حين بدأ فارك مسيرته في دوري الدرجة السادسة بألمانيا). وخاض روي هودجسون تجربة لا تقدر بثمن مع نادي أوديفولد بدوري الدرجة الثالثة في السويد، بعدما نجح في قيادة نادي هالمشتاد الصغير للحصول على لقبين للدوري السويدي في أول تجربة تدريبية له.
وبدأ غراهام بوتر مسيرته التدريبية بتدريب الطلاب في هال سيتي. وحصل أولي غونار سولسكاير على أول وظيفة له في مجال التدريب في أكاديمية الناشئين بنادي مانشستر يونايتد. كما تعلم جوسيب غوارديولا قواعد التدريب مع فريق الرديف بنادي برشلونة.
ويعني هذا أنه لا يشذ عن هذه القاعدة في الدوري الإنجليزي الممتاز سوى ستيف بروس، ومانويل بيليغريني، ويورغن كلوب، ونونو إسبيريتو سانتو (الذي بدأ كمدرب لحراس المرمى في نادي ملقه)، وفرانك لامبارد - على الرغم من أنه عمل هو الآخر مع فريق الشباب قبل أن يخوض أول تجربة له في عالم التدريب مع نادي ديربي كاونتي.
وتجب الإشارة إلى أن المديرين الفنيين الذين يعملون في أكاديميات الناشئين لديهم نقاط قوة مختلفة، فبعضهم يصبح خبيرا في كيفية الدفع باللاعبين الشباب وتصعيدهم للفريق الأول، وبعضهم يتعلم فن تدريب مجموعة من الشخصيات المختلفة ومساعدتهم على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب وخارجه، في حين يكون البعض الآخر خبيرا في النواحي الخططية والتكتيكية وكيفية إعداد الفريق للمباريات وإدارة اللاعبين بشكل جيد أثناء المباريات نفسها.
ويميل النوع الأول إلى الحصول على وظيفة في أكاديميات الناشئين، والعمل في وظائف تتمتع بالاستقرار والاحترام داخل اللعبة، وعدم التعرض للضغوط الإعلامية الكبيرة التي يتعرض لها المدير الفني للفريق الأول. ويعد بول درايفر مثالا جيدا على ذلك، فبعدما تولى تدريب فرق الشباب في روشدين آند دياموندز، ولوتون تاون، ودونكاستر روفرز، كان درايفر سعيدا برؤية أحد لاعبيه السابقين في فريق الشباب بنادي لوتون تاون، جيمس جاستن، وهو يلعب أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي الأسبوع الماضي.
أما النوعان الآخران من المديرين الفنيين فيسعيان للحصول على فرصة لتدريب الفريق الأول، والحصول على مميزات أفضل ورواتب أعلى، وإن كان العمل في قيادة الفريق الأول قد لا يدوم كثيرا في بيئات شديدة التقلب تشهد إقالة الكثير من المديرين الفنيين. لكن هناك شيء واحد مشترك بين جميع هؤلاء المدربين، وهو أنهم يستفيدون جميعاً من تعلم كيفية أن يصبحوا مديرين فنيين بعيدا عن الأضواء؛ حيث تكون عواقب الأخطاء التي يتم ارتكابها أقل والإخفاقات غير ملحوظة بشكل كبير بعيدا عن وسائل الإعلام.
في الحقيقة، هناك تغير واضح في طبيعة العمل في مجال التدريب، فحتى وقت قريب كان جميع المديرين الفنيين تقريبا من اللاعبين المحترفين السابقين على المستوى الاحترافي، أو من المحاضرين السابقين، أو كليهما. وكانت هناك بعض الاستثناءات القليلة للغاية. وكان هؤلاء المديرون الفنيون يعرفون كل تفاصيل اللعبة ويمكنهم الاتصال باللاعبين الشباب وقادرين على تنظيم وتقديم دروس لعدد كبير من الأشخاص.
وبعد ما يقرب من عشر سنوات على إطلاق ما يسمى بخطة أداء لاعبي النخبة، فإن أكاديميات الناشئين في الأندية من الفئة الأولى (أندية الدوري الإنجليزي الممتاز) تضم أكثر من 30 موظفاً. أما أندية الفئة الثانية (دوري الدرجة الأولى) فتضم أكثر من نصف هذا العدد، مع وجود أكثر من عشرة موظفين في أندية الفئة الثالثة (الدوريات الأدنى). وفي كل مستوى من هذه المستويات، يكون معظم الموظفين من الرجال في العشرينات من العمر، ويعملون ساعات طويلة للغاية ويتقاضون أجوراً أقل من نظرائهم في وظائف يفترض أنها أقل بريقاً. ويشمل ذلك المديرين الفنيين، الذين لم يلعب معظمهم كرة القدم على المستوى الاحترافي أو لم يعملوا كمحاضرين في مجال كرة القدم.
ويوجد الآن العشرات من المديرين الفنيين في أكاديميات الناشئين، بعضهم يعمل مع فرق تحت 18 عاما أو حتى تحت 23 عاماً، رغم أنهم لم يلعبوا من قبل في هذه المستويات، ناهيك عن الفريق الأول. وتجب الإشارة إلى أن هذا الأمر لا يجعلهم مديرين فنيين سيئين، لكنه يجعلهم مديرين فنيين مختلفين. وكل ما يعرفونه هو أنهم يسيرون على طريق من المرجح أن يؤدي إلى حصولهم على فرص لتدريب أندية في القمة - إذا أمكنهم البقاء هناك لفترات كافية.
وقد احتل حارس المرمى ديفيد مارتن عناوين الصحف في نهاية الأسبوع الماضي عندما ساعد وستهام يونايتد على الفوز على تشيلسي في أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. وخلال العام الماضي، كان مارتن يحرس مرمى ميلوول ويلعب مع فريق النادي تحت 23 عاما! لقد مر مارتن بالكثير من التجارب المختلفة؛ حيث بدأ مسيرته الكروية كمدافع مع فريق الشباب بنادي توتنهام هوتسبر قبل أن يتحول لمركز حراسة المرمى مع نادي ويمبلدون، ثم لعب مع الفريق الأول بنادي ميلتون كينز دونز. وقام مارتن بانتقال مفاجئ إلى ليفربول عام 2006، لكنه كان يلعب بشكل أساسي مع فريق الرديف بالنادي. وبعد خروجه من ليفربول معارا أكثر من مرة، عاد إلى ميلتون كونز دونز لكي يصبح الحارس الأساسي للفريق. وبعد فترة ناجحة مع نادي ميلوول، انتقل مارتن إلى وستهام يونايتد الصيف الماضي، ثم رأينا جميعا مع حدث بعد ذلك وقيادته لوستهام يونايتد للفوز على تشيلسي، ومن يعلم فربما نراه يوما ما مديرا فنيا لأحد الأندية الكبرى!.
وقد أثبتت التجارب أن الدعم النفسي الذي يبثه المدربون الصاعدون من فرق الشباب للاعبين يفوق بدرجات كبيرة الدور الذي يقوم به مدرب جديد ليس له دراية بأجواء هذا النادي. واتضح ذلك في الاختبار الأول لدنكان فيرغسون مع إيفرتون، حيث لم يتوقف عن الصراخ من المنطقة الفنية خلال أغلب فترات مباراته الأولى أمام تشيلسي بملعب جوديسون بارك التي فاز بها 3 – 1، وعلت ابتسامة عريضة وجه المدرب الاسكوتلندي عقب الفوز وجال الملعب رافعا قبضته في الهواء.
واحتضن فيرغسون أحد جامعي الكرات الشبان وجاء رد جماهير أصحاب الأرض على أفضل ما يمكن لأحد أساطير النادي الذي قدم عرضا مقنعا لفريق ظهر بشكل متواضع خلال الهزيمة المذلة 5 - 2 في قمة المدينة أمام ليفربول الأسبوع الماضي.
وبث فيرغسون الحماس في نفوس اللاعبين الذين كانوا فاقدي الثقة، وانعكس ذلك في حماس المشجعين بالمدرجات ليقتنص الفريق فوزا مهما دفعه مؤقتا بعيدا عن منطقة الهبوط.
وجاء تعليق من الجناح ثيو والكوت لتوضيح التأثير الذي أحدثه فيرغسون منذ توليه المسؤولية عقب إقالة ماركو سيلفا يوم الخميس الماضي بعد الهزيمة المذلة في أنفيلد.
وقال والكوت: «جاء دنكان والنادي في قلبه. هذا أسلوب إيفرتون. نحن نلعب من أجل بعضنا، ودومينيك كان رائعا. أردنا أن نلعب بقوة وأن نضغط عليهم وأن نستغل المساحات خلف خطوطهم(تشيلسي)، لقد وضعناهم تحت ضغط وأرغمناهم على ارتكاب أخطاء. دنكان قال العبوا بأسلوبكم واستمتعوا بالأمر. ورغم أنه يبدو طلبا مكررا، فإن هذا ما فعلناه».
ويدرك فيرغسون أنه يقوم بعمله بشكل مؤقت وبدافع حب للنادي الذي صنع شهرته، ولكن في ظل ما أظهره من حماس في الفريق وغياب بديل واضح في الأفق، فربما هو الشخص الأنسب للمنصب بشكل دائم.
هل المدير الفني للشباب هو الأقدر على قيادة الفريق الأول؟
15 مديراً فنياً من أصل 20 في الدوري الإنجليزي الممتاز بدأوا مسيرتهم التدريبية مع الناشئين
هل المدير الفني للشباب هو الأقدر على قيادة الفريق الأول؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة