القهوة... حضور دولي في الرياض وانتعاشة اقتصادية تتجاوز المزاج

السعودي يستهلك منها 3 كيلوغرامات سنوياً

شارك في المعرض ما يزيد على 117 شركة من السعودية وخارجها
شارك في المعرض ما يزيد على 117 شركة من السعودية وخارجها
TT

القهوة... حضور دولي في الرياض وانتعاشة اقتصادية تتجاوز المزاج

شارك في المعرض ما يزيد على 117 شركة من السعودية وخارجها
شارك في المعرض ما يزيد على 117 شركة من السعودية وخارجها

حكاية القهوة في العالم تأخذ في التزايد، وتصل إلى أن تكون المشروب الأعلى والأول بين سكان العالم، مع إحصائيات عالمية تفيد بأن ما يُستهلك يوميا يتجاوز ملياري كوب عبر الأرض.
ألف حكاية وحكاية رافقت القهوة منذ انتشارها في القرن العاشر وربما لوقت سابق، حسب عدد من التقارير والأساطير المتعلقة بأول استخدام لها، كما أسهمت القهوة في بلورة مكونات المنظومة السلوكية، ولها دور اجتماعي وأدبي كبير في العالم.
تلك السوق وضعت للعاصمة السعودية، الرياض، حضوراً من خلال أحد أكبر المعارض العالمية المتخصصة في القهوة والشوكولاته، استضافته المدينة وشهد إقبالاً كبيراً في حضور عشاق القهوة.
برز في المعرض الحضور الكبير الذي بدأت ترسمه المقاهي في البلاد، مع التوسع الكبير في المدن والاستيراد الكبير من دول أخرى، تُضاف إليه الفرص الاقتصادية التي عززت ذلك الجانب، وفقاً لحديث صناع القهوة السعوديين.
وتشير تقديرات وزارة البيئة والمياه والزراعة لعام 2018 إلى أن السعودية تنفق أكثر من مليار ريال (267 مليون دولار) سنوياً على القهوة، حيث يتجاوز استيرادها للبن من مختلف دول العالم 60 ألف طن، بينما الإنتاج المحلي لا يتجاوز 1000 طن سنوياً أي ما لا يتجاوز 2%، من الطلب المحلي على البن فقط.
وشارك في المعرض ما يزيد على 117 شركة من السعودية وخارجها ومشاركة شركات عالمية من الولايات المتحدة وإيطاليا والبرازيل والهند والفلبين وإندونيسيا ولبنان وعمان ومصر والإمارات، تعرض منتجات وخدمات في مجال صناعة القهوة بمختلف أنواعها، والاستثمار في المملكة.
وقال عبد الوهاب العثمان المتحدث الإعلامي للمعرض لـ«الشرق الأوسط» إن «سوق القهوة ضخمة ومتزايدة الطلب، ومعرض القهوة يدعم تأصيل ثقافة الإنتاج المحلي وتعزيز القدرات لدى المزارعين والمهتمين وذلك من خلال احتضان (مؤتمر الشرق الأوسط للقهوة) بمشاركة أكثر من 20 متحدثاً دولياً وجلسات حوارية تتضمن تعزيز قيمة الاقتصاد، والذي يتماشى مع (رؤية 2030)».
وتابع العثمان حديثه قائلاً: «أنواع البن والقهوة المختلفة تلقى رواجاً واسعاً وكبيراً لدى سكان المملكة، إذ تشير الدراسات إلى أن استهلاك الفرد السعودي للقهوة يصل إلى أكثر من 3 كيلوغرامات خلال العام الواحد».
وذكر عبد اللطيف الوشيقري مؤسس إحدى كبرى المحامص السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن سوق القهوة ستشهد ثورة جديدة بدعم الاقتصاد المتنوع للمنطقة، حيث إن القهوة تعد المنتج الرائج على مستوى العالم والذي يعد الأكثر استهلاكاً بعد الماء، مشيراً إلى أنها ستكون أكثر الأسواق تفاعلاً مع التطور السريع للمملكة، حيث تقدم هذه السوق الخيار للمواطن والمقيم والزائر للحصول على منتج مناسب ومكان ملائم لمتطلباته.
ولفت الوشيقري إلى أن متوسط عدد الأيدي السعودية في شركات ومؤسسات قطاع القهوة يزيد على 8 سعوديين في كل مقر، أي بما يعادل أكثر من 30 ألف وظيفة للشباب والشابات السعوديين، من العمل في الخطوط الأمامية أمام الجمهور امتداداً لتطوير المصادر وتعزيز سلاسل الإمداد والصيانة والتشغيل والمبيعات.
وأتاح المعرض استثمارات جديدة في هذا القطاع الحيوي، وعرْض أحدث المنتجات والخدمات ذات الصلة أمام الموردين والجمهور، وتوفير منصة لإطلاق المنتجات الجديدة، وإتاحة الفرصة لتنمية وتطوير الأعمال، مع فتح آفاق جديدة أمام رواد الأعمال، والترويج للعلامات التجارية لدى العملاء والجمهور.


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

صحتك شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء (إ.ب.أ)

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء ويعزز نمو البكتيريا المفيد بها، الأمر الذي يؤثر بالإيجاب في صحتنا ككل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القهوة غنية بمضادات الأكسدة (أ.ف.ب)

فوائد تناول البروتين مع القهوة في الصباح

يمكن للقهوة والبروتين تعزيز صحتك بطرق متنوعة، فالقهوة غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.

صحتك لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول رشفة من الكافيين؟

يرصد التقرير كيف يؤثر الكافيين علينا ويسبب تغيراً بيولوجياً في أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب أمير منطقة جازان يدشن المركز وإلى جانبه نائب الرئيس للشؤون العامة في «أرامكو» خالد الزامل (أرامكو)

«أرامكو» تدشّن مركز تطوير البن السعودي في منطقة جازان

دشّنت «أرامكو السعودية» مركز تطوير البن السعودي في جازان ضمن مبادرات المواطنة التي تقدمها لدعم زراعة وإنتاج البن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ومن البُنِّ ما قتل... مشاهير أدمنوا القهوة فشربوا 50 فنجاناً في اليوم

وصل هَوَس الكاتب هونوري ده بالزاك بالقهوة حدّ تناول 50 فنجاناً منها يومياً، أما بريتني سبيرز فتشربها بالـ«غالونات». ما سر هذا المشروب الذي أدمنه المشاهير؟

كريستين حبيب (بيروت)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».