أوساط اقتصادية ألمانية تأمل في تجنب عقوبات جديدة على روسيا

بوتين يلتقي رجال أعمال من 22 شركة ألمانية في سوتشي

الرئيس بوتين مع رجل الأعمال الألماني كلاوس مانغولد في سوتشي أمس (إ.ب.أ)
الرئيس بوتين مع رجل الأعمال الألماني كلاوس مانغولد في سوتشي أمس (إ.ب.أ)
TT

أوساط اقتصادية ألمانية تأمل في تجنب عقوبات جديدة على روسيا

الرئيس بوتين مع رجل الأعمال الألماني كلاوس مانغولد في سوتشي أمس (إ.ب.أ)
الرئيس بوتين مع رجل الأعمال الألماني كلاوس مانغولد في سوتشي أمس (إ.ب.أ)

أعربت أوساط اقتصادية ألمانية عن أملها في ألا تؤدي جريمة اغتيال مواطن من جورجيا في برلين، يُشتبه بتورط جهات روسية فيها، إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا. وفي خضم الضجة السياسية حول الاغتيال، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الجمعة) برجال أعمال ألمان كبار في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.
وبحسب بيانات اللجنة الاقتصادية الألمانية المعنية بدعم العلاقات الاقتصادية مع دول شرق أوروبا، فإن من بين الموضوعات التي جرت مناقشتها في اجتماع أمس؛ القمة المزمعة في باريس يوم الاثنين المقبل لحل الأزمة في شرق أوكرانيا، حيث اقترحت أوساط اقتصادية ألمانية إبرام ميثاق أوروبي للاستقرار والنمو من أجل إعادة إعمار منطقة شرق أوكرانيا المتضررة من الحرب.
ويشارك في المحادثات السنوية مع الرئيس الروسي ممثلون عن 22 شركة ألمانية، من بينهم أيضاً ممثلون عن شركة سيمنس للصناعات الهندسية والإلكترونية والمدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية، مارتن فانسليبن. وقال رئيس غرفة التجارة الخارجية الألمانية - الروسية، ماتياس شيب، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن اللقاء يدل على مدى أهمية التواصل مع رجال أعمال ألمان بالنسبة لبوتين في الأوقات السياسية الصعبة، محذراً من استباق نتائج التحقيقات بشأن جريمة الاغتيال.
يُذكر أن الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا قال، الأربعاء، إنه تولى التحقيقات بشأن جريمة اغتيال مواطن من جورجيا، مؤكداً أنه سيتعقب الاشتباه المبدئي في أن الجريمة تمت بتكليف من قبل جهات رسمية في روسيا أو في دولة الشيشان. وعلى أثر ذلك، طردت ألمانيا موظفين اثنين بالسفارة الروسية، وذلك رداً على عدم تعاون موسكو بشكل كافٍ في الكشف عن ملابسات اغتيال تورنيكه ك. في حديقة تيرجارتن العامة في برلين في 23 أغسطس (آب) الماضي، وذلك رغم المطالبات المتكررة بهذا الشأن، والصادرة من جهات رفيعة المستوى من ألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على روسيا على خلفية النزاع الأوكراني. ورغم هذه العقوبات، لا يزال هناك مجالات تسمح بالتعاون الاقتصادي بين الطرفين. وقال شيب: «حتى في أحلك أوقات الحرب الباردة، أثبت الاقتصاد الألماني جدارته كعامل مساعد على الاستقرار في العلاقات بين البلدين... فرض عقوبات جديدة لن يقود إلى حل التوترات العميقة والصدام». وأضاف شيب: «الرئيس بوتين لا يلتقي على نحو دوري وفي هذا الإطار الحصري مع أي رجال أعمال من أي دولة مثلما يفعل مع الألمان».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».