القضاء المغربي يتدخل لحل خلافات «الأصالة والمعاصرة» المعارض

TT

القضاء المغربي يتدخل لحل خلافات «الأصالة والمعاصرة» المعارض

أبطلت محكمة الاستئناف في الرباط، أمس، الحكم الابتدائي الذي قضى بعدم شرعية انتخاب سمير كودار رئيساً للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، وأكدت شرعية انتخابه، وذلك في قرار مثَّل صفعة لحكيم بنشماش، أمين عام الحزب وأتباعه.
وكان بنشماش قد رفع دعوى قضائية في يوليو (تموز) الماضي بالمحكمة الابتدائية بالرباط ضد كودار، يطالب فيها ببطلان هذه اللجنة، التي واصلت أشغالها رغم القرارات المتوالية التي اتخذها الأمين العام للحزب في حق أعضائها؛ بلغت حد الطرد من الحزب، وهي القرارات التي اعتبرها خصومه «غير قانونية».
وقضت محكمة الاستئناف بالرباط برفض طلب بنشماش، القاضي بإسقاط انتخاب اللجنة التحضيرية برئاسة كودار، بعد الحكم الابتدائي الصادر في 9 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي جاء مؤيداً للأمين العام.
وتعليقاً على الحكم الجديد، قال عبد اللطيف وهبي، النائب البرلماني والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، إن الحكم القضائي الذي أكد شرعية رئاسة كودار للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب «انتصار للقانون واحترام الديمقراطية الداخلية، واحترام الأنظمة الداخلية للأحزاب».
واعتبر وهبي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن الحكم الصادر أمس «إشارة مهمة لنا للدعوة إلى المصالحة بين جميع الإخوة داخل الحزب، من أجل الذهاب إلى المؤتمر بشكل جماعي، وتجاوز الخلافات».
وأوضح وهبي الذي يعد من رموز «تيار المستقبل» في الحزب، أن المصالحة التي يتحدث عنها «ليست على طريقة الأمين العام»؛ مبرزاً أنها ستكون «وفق حسن النية، واحترام الأحكام القضائية والأنظمة الداخلية للحزب»، ومؤكداً أن القرار القضائي أكدت من خلاله المحكمة «شرعية اللجنة التحضيرية التي يترأسها كودار، وبالتالي عليها أن تكمل عملها».
من جهته، شدد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي قضت محكمة الاستئناف بشرعية انتخابه، على أن ثقته كانت «كبيرة في القضاء»، وقال: «لقد أدلينا في الاستئناف بما يثبت قانونية انتخابي رئيساً للجنة التحضيرية، والقضاء اعتمد الوثائق التي تثبت شرعية الانتخاب».
وأضاف كودار في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ستعقد اجتماعاً الأسبوع المقبل، لـ«تقييم الوضع والحسم في موعد عقد المؤتمر»، الذي كانت اللجنة ذاتها قد حددت أيام 13 و14 و15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري موعداً له.
وأكد كودار أن اللجنة التحضيرية الشرعية ستواصل «الإعداد للمؤتمر بشكل موحد، وليس تياراً ضد آخر، وإنما كحزب (الأصالة والمعاصرة)».
وبشأن الموقف من بنشماش وتياره، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، أن الأمين العام «سيتوجه معنا بحكم القانون للمؤتمر»، وزاد في رسالة موضحاً: «سنذهب للمؤتمر بشكل موحد، ولن نفرط في أي عضو من الحزب». في إشارة إلى أن «تيار المستقبل» الذي يسيطر على اللجنة التحضيرية للمؤتمر لن يقصي المختلفين معه من المحسوبين على بنشماش.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.