باسيل يعلن الاتفاق على حكومة برئاسة من يدعمه الحريري

الوزير جبران باسيل مترئساً اجتماع تكتله النيابي أمس (الوكالة الوطنية)
الوزير جبران باسيل مترئساً اجتماع تكتله النيابي أمس (الوكالة الوطنية)
TT

باسيل يعلن الاتفاق على حكومة برئاسة من يدعمه الحريري

الوزير جبران باسيل مترئساً اجتماع تكتله النيابي أمس (الوكالة الوطنية)
الوزير جبران باسيل مترئساً اجتماع تكتله النيابي أمس (الوكالة الوطنية)

أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، أمس، أن «موقفنا الأساسي أن تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين ذوي خلفية سياسية بالإضافة إلى أشخاص من الحراك، لكنّ هذا الطرح لم يتم التوافق عليه»، لافتاً إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري «لم يعد يريد ترؤس الحكومة»، مشدداً على «أننا لا نعرقل بل نسهّل حتى إلغاء الذات لتشكيل حكومة وإنقاذ البلاد».
وأعلن باسيل بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي» الأسبوعي أنه «تم الاتفاق على الصيغة التالية: حكومة برئاسة شخصية يدعمها الحريري بالتسمية والثقة ويتم التوافق عليها، أي حكومة مفتوحة للجميع ليشارك فيها ومن بينهم الحراك، على أساس احترام التوازنات». وقال: «تحملنا الكثير من الاتهامات غير الصحيحة وسكتنا كي لا يتأزم الوضع لأن الأولوية هي النجاح بالتكليف والتأليف والثقة، وعلى هذا الأساس الرئيس يستعمل صلاحياته بهدوء وحكمة لتحقيق هذه الأمور الثلاثة كي لا يدخل البلد في المجهول».
وأمل باسيل أن «تكون الأمور شارفت على خواتيمها السعيدة وتسمية رئيس للحكومة»، مضيفاً أن «مشاركتنا فيها ومنحها الثقة هو رهن تحقيق هدف النجاح». وقال: «وجودنا كتيار وكتكتل هو ثانوي بالنسبة إلى نجاح الحكومة، فلا شرط أهم من توفر شروط النجاح، ومعيار مشاركتنا بالحكومة مرتبط بالنجاح». وأعلن باسيل أن «الحكومة ستتألف على أساس الميثاقية، ولا أحد يريد أن يلغي الآخر، ومن يريد أن يكون خارج الميثاقية عليه أن يختار بديله في الحكومة». وقال: «اللبنانيون يطالبوننا بإنقاذ البلد وإذا خُيّرنا بين وجودنا في الحكومة ونجاحها فنحن نختار النجاح ومستعدون أن نبادل وجودنا في الحكومة بأي عامل نجاح لها، وذلك ليس هرباً من المسؤولية بل لتحملها إلى حد التضحية بالذات سياسياً، ولسنا متمسكين بالكراسي».
وشهد اجتماع تكتل لبنان القوي نقاشات حادة بسبب الوضع الحكومي وسط انقسام بين فريقين، الأول يمثله وزير الدفاع إلياس بوصعب والوزير سليم جريصاتي، والثاني يمثله النواب إيلي الفرزلي وميشال ضاهر ونعمت أفرام، ويقول الرأي الأخير إن البلد سينهار إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ونحن سنتحمل الجزء الكبير من المسؤولية، وبالتالي لا بد من إيجاد مخارج للأزمة. وقالت مصادر مواكبة إنه على ضوء هذا النقاش، «بات باسيل أكثر قبولاً لحكومة مؤلفة من اختصاصيين ذوي خلفية سياسية بالإضافة إلى أشخاص من الحراك». وقالت المصادر إن التيار سيعرض على «حزب الله» القبول بهذا الشكل من الحكومة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.