استنفار حوثي في صنعاء تحسباً لمظاهرات مناهضة في ذكرى مقتل صالح

دوريات للانقلابيين تختطف 15 مواطناً ومداهمات واسعة تطال منازل العاصمة

TT

استنفار حوثي في صنعاء تحسباً لمظاهرات مناهضة في ذكرى مقتل صالح

استحدثت ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ يومين عدداً كبيراً من نقاط التفتيش في مداخل ومخارج وأحياء وحارات وشوارع العاصمة صنعاء، في وقت تشهد فيه معظم مديريات العاصمة ومناطق أخرى خاضعة انتشاراً غير مسبوق لعناصر الجماعة، تحسباً منها لخروج مظاهرات، واندلاع احتجاجات مناوئة لها، في ذكرى مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن مخاوف الجماعة تصاعدت أخيراً جراء سياساتها القمعية، وممارساتها للنهب والعبث الذي طال على مدى سنوات الانقلاب مؤسسات الدولة، وأضر بالاقتصاد الوطني، وأوصل اليمنيين إلى مربعات الجوع والفقر والمجاعة والأوبئة.
وكشف مواطنون في صنعاء عن استحداث الميليشيات الحوثية كثيراً من نقاط التفتيش في مداخل معظم الشوارع والأحياء والحارات في صنعاء، وقيامها بعمليات تفتيش دقيقة واسعة للسيارات والمركبات، وكذا المواطنين المارة في الشوارع. وتحدث المواطنون عن وصول تعزيزات عسكرية تابعة للحوثيين إلى عدد من مديريات أمانة العاصمة. وقالوا إن الجماعة الحوثية قامت بتوزيع عناصرها على مربعات أمنية ونقاط تفتيش وأماكن أخرى متفرقة من المدينة، وسط حالة من الرعب في أوساط قيادتها.
وأكدت مصادر أمنية في صنعاء مناهضة للجماعة لـ«الشرق الأوسط» قيام الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، بالتعاون مع عناصر أمنها النسائي المعروفة بـ«الزينبيات»، بعمليات اقتحام المنازل، وحملات بعدد من مديريات الأمانة، بحثاً عما أطلقت عليهم الميليشيات «مشتبهين ومطلوبين». وعدت المصادر أن تلك التحركات الحوثية تأتي في وقت تتحدث فيه الميليشيات عبر وسائل إعلامها، وكذريعة جديدة لها لإخافة وترهيب السكان، عن وجود مخطط كبير للإطاحة بها وبسلطاتها الانقلابية.
وبحسب ما أكدته المصادر، فإن الجماعة الحوثية وجّهت ميليشياتها وعناصرها بتكثيف انتشارهم خلال هذه الفترة في العاصمة صنعاء. وقالت المصادر الأمنية إن الميليشيات تسعى من خلال استنفارها الأمني وإجراءاتها المشددة إلى ترويع اليمنيين وإخافتهم كي لا يشاركوا في أي مظاهرات قد تخرج للمطالبة بإسقاطهم، أو الانتقام منهم جراء تصفية الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وأضافت المصادر أن «قيادة الجماعة في صنعاء تعيش حالياً حالة من الذعر والهلع الشديدين، معتبرة أن ذلك يعد محاولة يائسة من تلك القيادات لتفادي أو منع أي احتجاجات غاضبة قد تخرج ضدها. وكشفت المصادر الأمنية عن اعتقال ميليشيات الحوثي خلال اليوميين الماضيين للعشرات من المواطنين في صنعاء أثناء إعدادهم للخروج بمظاهرات احتجاجية ضد الأوضاع الاقتصادية التي خلفها انقلاب الميليشيات.
وبحسب مراقبين محليين، تعاني الجماعة حالياً من حالة من الرعب ظهرت إلى العلن في أعقاب إلقائها سيلاً من الاتهامات على جهات خارجية زعمت أنها تسعى لتأجيج الشارع ليثور ضدها، مما يبرهن على أن الميليشيات الانقلابية باتت تعي جيداً أن الشارع أضحى مستعداً للخروج في احتجاجات ضدها تمهيداً للإطاحة بها، على غرار الانتفاضة التي يشهدها لبنان والعراق، وطالت إيران نفسها.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن الميليشيات اكتوت بنيران الخوف والرعب، بعد أن استخدمت أدوات التخويف والترهيب ضد المواطنين العزل في صنعاء، حيث يجد قادة الجماعة أنفسهم اليوم أكثر من أي يوم مضى تحت رحمة الشارع، وليس في أيديهم سوى التحذير والترهيب والتخويف واستعراض قوتهم القمعية، في محاولة لإثناء المواطنين عن التظاهر ضد وجودهم الانقلابي. ويعد هؤلاء المراقبون أن تطورات الأوضاع التي شهدتها مناطق سيطرة الميليشيات خلال الأيام القليلة الماضية، ولجوء أشخاص إلى بيع أطفالهم وأعضاء من أجسادهم، وإقدام شخصين على حرق نفسيهما نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وعدم القدرة على تحمل مزيد من الإهانات والظلم، يبرهن على أن صنعاء لن يكون مستقبلها بعيداً عما يجري حالياً في بيروت وبغداد.
وفي الوقت الذي اعترفت فيه جماعة الحوثي بتخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية ضدها في صنعاء ومناطق أخرى خلال الأيام المقبلة، أصدرت وزارة داخليتها في حكومة الانقلاب، التي يقودها عم زعيم الجماعة عبد الكريم الحوثي، بياناً زعمت فيه أن أجهزة استخبارات خارجية كلفت ضباطها للقيام بأعمال تخريبية وتأجيج الشارع ضدها، مستغلة الأوضاع الاقتصادية. وزعم بيان الجماعة أنها ضبطت خليتين تعملان تحت إشراف من قالت عنهم إنهم ضباط أجهزة الاستخبارات الخارجية. وشدد البيان على أنها ستتعقب بدقة بالغة ويقظة مرتفعة تحركات ما وصفتها بالخلايا. وسبق بيان داخلية الحوثي تنفيذ الميليشيات عروضاً عسكرية، الأحد الماضي، بعدد من أحياء وشوارع أمانة العاصمة، في محاولة منها لإرهاب المواطنين، بالتزامن مع ذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2017، التي قتل في نهايتها الرئيس صالح، حيث تخشى الميليشيات من تجدد تلك الانتفاضة، وخروج المواطنين باحتجاجات جديدة ضدها.
وفي صعيد متصل، واستمراراً لحملات القمع والترهيب والمداهمات الحوثية التي تطال اليمنيين في صنعاء ومناطق سيطرتها، نفذ قيادي حوثي بارز، مطلع الأسبوع الماضي، حملة ملاحقة وترهيب وقمع واسعة استهدفت ناشطين شباب على منصات التواصل الاجتماعي. وأفادت مصادر خاصة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن القيادي الحوثي المدعو علي أحمد المحطوري نفذ حملة ملاحقة وترهيب لناشطين شباب في مديرية الثورة بأمانة العاصمة، وهدد كل من يغرد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بما يناهض أفكار الجماعة أو ينتقدها، بالاختطاف والإخفاء القسري.
وعدت المصادر أن ذلك يندرج ضمن سلوك الجماعة العنيف الذي انتهجته منذ انقلابها على الشرعية، وسيطرتها على كامل مؤسسات الدولة، في الوقت الذي تتواصل فيه، منذ خمسة أيام، حملة مداهمات واسعة لمنازل مواطنين بالعاصمة صنعاء، واختطاف مدنيين وزجهم في سجون الميليشيات.
وقال شهود عيان بمنطقة الثورة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين من عناصر ميليشيات الحوثي قدموا على متن دوريات مسلحة، وقاموا صباح الأربعاء الماضي بمداهمة منازل المواطنين بحي المطار بالعاصمة صنعاء لإجبار المواطنين على دفع إتاوات لما يسمى «المجهود الحربي» للجماعة. وروى شهود العيان قيام الميليشيات باختطاف 15 مواطناً من منازلهم، إثر رفضهم دفع مبالغ مالية للجماعة، بعد أن أقرت الجماعة على مالكي العقارات والمنازل دفع مبالغ مالية كجبايات لدعم مجهودهم الحربي، متذرعين بأن الحملة تستهدف من يملكون عقارات، وكانوا منتسبين سابقاً للجيش أو موالين للشرعية والجيش الوطني.
وكان الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح قد أعلن فض الشراكة مع الجماعة الحوثية، وقاد انتفاضة واسعة ضدها في صنعاء، عرفت بـ«انتفاضة ديسمبر»، قبل أن تتمكن الميليشيات من اقتحام منزله، وتصفيته مع القيادي في حزبه (المؤتمر الشعبي) عارف عوض الزوكا، إضافة إلى العشرات من حراسه، واعتقال المئات، وبينهم عدد من أقاربه.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.