«إل تشاتو» ترجمة لثراء الطعام الكولومبي في بوغوتا

الشيف ألفارو كلافيجو جعله أفضل مطاعم البلاد

الشيف ألفارو استطاع أن يجعل من مطعمه عنواناً مميزاً للذواقة في بوغوتا
الشيف ألفارو استطاع أن يجعل من مطعمه عنواناً مميزاً للذواقة في بوغوتا
TT

«إل تشاتو» ترجمة لثراء الطعام الكولومبي في بوغوتا

الشيف ألفارو استطاع أن يجعل من مطعمه عنواناً مميزاً للذواقة في بوغوتا
الشيف ألفارو استطاع أن يجعل من مطعمه عنواناً مميزاً للذواقة في بوغوتا

يعكس كل طبق من الأطباق التي تُقدم في مطعم «إل شاتو «El Chato لمحة من العالم الفريد المتميز الذي تحظى به كولومبيا، ثاني أكبر بلاد العالم من حيث التنوع البيولوجي. وتتنوع الأذواق في كولومبيا ما بين السعادة، والانتعاش، مع ما توفره للزوار من إبهار بصري رائع عبر مجموعة متنوعة وثرية من الألوان في كل طبق يوضع على المائدة.
هذه بعض من المشاعر والتجارب التي تنقلها الأطباق الكولومبية اللذيذة من مبتكرات الشيف الشاب ألفارو كلافيجو، والذي نجح في أن يحول مطعمه، الذي افتتحه منذ ثلاث سنوات فقط، إلى أفضل المطاعم في كولومبيا، واحتل مكاناً بارزاً على قوائم أفضل المطاعم على مستوى قارة أميركا اللاتينية. والحقيقة ليست من قبيل المفاجأة، فلقد كان هذا الشيف قادراً على ترجمة التنوع والثراء في كولومبيا إلى أطباق رائعة للغاية. وهو يقول عن ذلك: «إنه طعام جيد الصنع، مع الكثير من المنتجات الكولومبية المحلية التقليدية مع لمسة من ابتكاراتي الخاصة».
ومن أفضل فواتح الشهية في مطعم «إل شاتو» هناك سرطان البحر مع قاعدة من التابيوكا الرمادية المقرمشة. وتوجد قطع سرطان البحر داخل المايونيز الأبيض اللذيذ الذي يحتوي على نفحات من الفلفل الحار المحلي ولمسة من فاكهة المانجو التي تتلاشى سريعاً في الفم وتبقى ذكرى المذاق عالقة في الذهن لفترة من الوقت.
يواصل الشيف كلافيجو حديثة قائلاً: «تلك هي المذاقات التي نستلهمها من الطعام الكولومبي التقليدي. حيث يمكنك في كولومبيا أن تعثر على مختلف النكهات الحمضية والحلوة في آنٍ واحد. ونحن لا نستعين إلا بالمنتجات الكولومبية الأصلية مع رغبتنا في العمل مع المنتجين من مختلف مناطق البلاد. كما أننا لا نشتري أي منتجات مستوردة من الخارج، بعد ذلك، أواصل العمل مع سمك التونا الطازج والمغطى بالكزبرة الكولومبية، مما يضفي عليه مذاقاً رائعاً». ويعترف الشيف كلافيجو أنه يفضل العمل باستخدام الأسماك الطازجة التي تستخرج من سواحل المحيط الهادي في كولومبيا، حيث يوجد عالم كامل من النكهات المختلفة والمذاقات المتنوعة التي تنعكس على الأطباق اللذيذة التي يقدمها.
ويشمل التزامه الشخصي بتقديم النكهات الكولومبية التقليدية على القيام بعدد لا حصر له من الرحلات، التي صارت أقل عدداً الآن، إلى كل منطقة تقريباً من مناطق البلاد. ولذلك، وبرغم من أنه طاف العالم للعمل والتعلم في أفخر المطاعم المرموقة مع دراسة تقنيات الطهي الفرنسية الأصلية، فإن استنتاجه الأخير كان يسيراً للغاية: ليس هناك عالم من الطعام هو أكبر عدداً أو أكثر تنوعاً من موطنه الأصلي في كولومبيا.
ويقول الشيف كلافيجو عن ذلك: «لدينا عدد كبير للغاية من الأعشاب العطرية التي يندر وجودها في أي مكان آخر. كما أن تنوع الفواكه في كولومبيا مثير للدهشة بصورة لا تصدق. إذ لدينا الآنون، والآريان، واللولو، فضلاً عن العديد مما يمكنك العثور عليه من الفواكه الكثيرة على مختلف فصول العام».
ومع محاولاته الناجحة في تجسيد تلك المشاعر الجميلة في أطباقه اللذيذة، صار ألفارو كلافيجو، البالغ من العمر 34 عاماً فحسب، واحداً من أفضل الطهاة الذين يعكسون المطبخ الكولومبي الكلاسيكي في مطعمه. وأسلوب عمله هو من البساطة بمكان من عدة نواحٍ، ويظهر ذلك في الأطباق التي تجذب المزيد من العملاء المحليين ومن خارج البلاد، الذين يتعجبون من ثراء ونضارة المذاقات والنكهات التي تشتهر بها المناطق الاستوائية.
ومن أفضل الأطباق الكلاسيكية التي يقدمها مطعم «إل شاتو»، ذلك الذي يتألف من سرطان البحر مع قلوب الدجاج، وسيفيتشي الموز مع الباذنجان، والذرة الصغيرة المقلية في الزبدة البنية. وهي من الأطباق اللذيذة للغاية، برغم ما تبعثه من هزات في الحواس لدى المتذوقين. إذ تبدو الذرة الصغيرة صلبة ولكنها تذوب ذوباناً بمجرد تناولها.
درس ألفارو كلافيجو الطهي وأساليبه في برشلونة، وعمل بعد ذلك لمدة ست سنوات في فرنسا، ثم لمدة عامين في مدينة نيويورك، ثم ستة أشهر في كوبنهاغن. وتحدد بذلك أسلوبه الشخصي في الطهي عبر هذه الرحلة، وهو يقول عنها: «تتميز برشلونة بتقدم كبير وفريد في أساليب الطهي، ورغبت هناك في ابتكار المزيد من الأشياء الأساسية. ثم سافرت إلى فرنسا لدراسة الطعام الفرنسي الكلاسيكي. ويتميز أسلوبي في الطهي بأنه انعكاس للمدرسة الفرنسية، ومؤسستي هي أميركية لاتينية بامتياز فائق، وينعكس ذلك على ابتكاراتي الخاصة في الأطباق، مع أسلوبي في صناعة الأشياء الذي يحمل لمحة نرويجية بارزة».
بدأ الشيف ألفارو كلافيجو مسيرته في عالم الطهي من سن مبكرة للغاية بعد الانتهاء من الدراسة في فرنسا. لقد كان عشقه للطهي من النظرة الأولى: «وقعت في عشق التنوع، والأصوات، والأدرينالين، كما وقعت في عشق الطهي والمطبخ وأردت دوماً القيام بذلك ولا شيء غيره».
تعتبر أطباق مطعم «إل شاتو» كولومبية الأصل مع تفسيرات ممتعة ونتائج لذيذة لتجارب رائعة من المنتجات والمواد الخام.
ويستطرد الشيف ألفارو كلافيجو أنه بالإضافة إلى الطعام، يأتي الكثير من زوار المطعم بحثاً عن الحلويات التي تحمل اللمسة الكولومبية الفائقة مع المكونات الغريبة. ومن أفضل المنتجات الأكثر شهرة في الوقت الحالي هي كريمة الشوكولاته الباريسية مع النمل ثم شربات اليوسفي اللاذع.
«نحب مزج المنتج التجاري المعروف للغاية مثل الشوكولاته مع إضافة شيء غير معروف بالكلية لدى العميل، مثل النمل. ويوجد النمل داخل الشوكولاته. ويتعلق الأمر بتحدي العميل، فضلاً عن كونه جزءاً من المتعة والمرح الذي يتميز به مطعمنا».
يعد النمل أحد الأطباق الأكثر تفضيلاً وطلبا في منطقة «سانتاندر» في شمال كولومبيا، وهي لا تبعد كثيراً عن الحدود مع فنزويلا. وهي تتميز بأنها مقلية ومقرمشة، وبالتالي فهي لذيذة للغاية بالنسبة إلى الكثيرين.
ولقد سألت الشيف ألفارو كلافيجو عن النكهات الكولومبية المفضلة لديه، فصمت لبرهة من الزمن، ثم قال إنه من أكثر الأسئلة صعوبة على الإطلاق، وإن «غواسكاس» هي من الأعشاب التي تستخدم في إعداد طبق «آجياكو» من بوغوتا، وهو الحساء الذي يحتوي على سبعة أنواع مختلفة من البطاطا.
ومن بين النكهات المفضلة أيضاً هناك الكزبرة، والموز، وحليب جوز الهند، مع مزيج آخر من النكهات الاستوائية.
يوجد مطعم «إل شاتو» في واحدة من أرقى المناطق العصرية في العاصمة بوغوتا. ولفظة «إل شاتو» هي كلمة كولومبية أصيلة وشائعة وتستخدم في الإعراب عن المودة لشخص تحبه.
ومن دون شك، يحظى هذا المطعم بمستقبل جميل من خلال عمله على تغيير التقاليد المعروفة بنكهات غير معروفة مع الاستعانة بمجموعة متنوعة من المكونات الطبيعية التي لا توجد إلا في كولومبيا فقط.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

جولة على أطباق تراثية تعود إلى الضوء

الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)
الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)
TT

جولة على أطباق تراثية تعود إلى الضوء

الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)
الباشا وعساكره (الشرق الاوسط)

يزخر مطبخ البحر المتوسط بأطباق طعام منوعة وغنية، بينها ما يعود إلى بلاد الشام وأخرى إلى بلاد الأناضول. فكل بلد يحضّرها على طريقته وبأسلوب ربّات المنازل. فكل سيدة تصنعها كما تشتهيها، وتحاول تعديلها بما يلائم رؤيتها في الطبخ.

مؤخراً، شهد المطبخ اللبناني عودة ملحوظة للأطباق التراثية. وبعض مؤلفي كتب الطهي وغيرهم من الطهاة المعروفين يبحثون عنها، فيجوبون القرى والبلدات كي يعثروا على أصولها الحقيقية.

«الشرق الأوسط» اختارت 3 أطباق تراثية من المطبخ اللبناني، بينها ما يعود أصولها إلى القرى والضيع، وأخرى تم استقدامها من بلد آخر لما شهد لبنان من حضارات مختلفة.

رشتة المعكرونة والعدس (الشرق الاوسط)

«الزنكل بالعدس» طبق شتوي بامتياز

قلّة من اللبنانيين يعرفون هذا الطبق أو سبق وتذوقوه من قبل. في انتمائه إلى الصنف التراثي القديم، يشتهر هذا الطبق في قرى البقاع وجبل لبنان والشوف.

يتألف هذا الطبق من ثلاثة مكونات أساسية، ألا وهي العدس وحبيبات الزنكل والبصل المقلي. يعتبر من أشهى وأطيب الأطباق الشتوية. سريع التحضير ويحبّه أفراد العائلة أجمعين.

من أجل إطعام أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص، يكفي إعداد كمية 800 غرام من البرغل الناعم ووضعه في وعاء معدني ونقعه، يتم غمره بكمية من المياه ويترك لمدة ربع ساعة. ومن ثم يتم عصره لاستخراج المياه منه. ومع نصف كيلو غرام من طحين القمح يتمّ خلط الكميتين بواسطة اليدين. وعندما تصبح كعجينة متماسكة نقسّمها قطعاً صغيرة، ومن ثم ندوّرها لتأخذ حجم حبة الكرز تقريباً، وذلك تمهيداً لغليها مع «القليّة». وهي كناية عن مرقة مكوّنة من البصل والزيت، يضاف إليها مقدار كوب من العدس. وعندما ينضج العدس تصبّ جميع مكونات الطبق في وعاء واحد كي يغلي، فيوضع على نار هادئة فترةً تمتد بين 20 و30 دقيقة. ويقدّم هذا الطبق وجبة ساخنة بعد أن يضاف إليها الملح وبهارات الفلفل كلّ بحسب ذوقه.

"الزنكل بالعدس" طبق شتوي بامتياز (الشرق الاوسط)

تعدّ «الرشتة بالمعكرونة» من الأطباق السريعة التحضير، وتدخل على لائحة أشهر أنواع الحساء الشعبي في لبنان. وتشتهر هذه الطبخة في قرى جبل لبنان والمتن، وتتألف من ثلاث مكونات رئيسية ألا وهي المعكرونة والعدس والبصل.

يشبه تحضير هذا الطبق سابقه. وبعد أن يتم غلي العدس كي ينضج، يضاف إليه البصل المقطّع شرحات والمقلي بالزيت مع الكزبرة والثوم المهروس. في هذا الوقت يتم سلق 500 غرام من المعكرونة. وبعد تصفيتها يتم غمر جميع المكونات بالمياه، وتترك لنحو 10 دقائق على نار متوسطة، ويقدّم مع مخلل اللفت الأبيض.

«الباشا وعساكره» يفتح الشهية من سوريا إلى لبنان

البعض يعدّ هذا الطبق من أصول تركية، فيما أهل الشام يؤكدون أنه من ابتكارهم. ويشتهر به في لبنان أهالي قرى الشمال. وينتمي هذا الطبق إلى تلك التي تحضّر مع روب اللبن. ويتألف من قطع عجين محشوة بالبصل واللحم وقطع الكبة اللبنانية الفارغة. فيجمع بذلك طبقين معروفين في لبنان الـ«كبّة باللبن» و«الشيش برك».

يمكن تحضير الكبّة كما قطع الـ«شيش برك» في المنزل أو شراءها جاهزة.

ويتم تحضير روب اللبن بحيث يوضع نحو كيلوغرام منه في وعاء يضاف إليه ربع كميته من المياه. ويضاف إلى هذا المزيج ملعقتان من طحين الذرة. ويتم خلط المكونات الثلاثة بالمضرب إلى حين تأليفها مزيجاً متماسكاً. يترك هذا الخليط جانباً، في حين يتم قلي كمية من الثوم المهروس بزيت الزيتون أو الزبدة. ويمكن حسب الرغبة إضافة الكزبرة الخضراء إليه. فيما البعض يفضل أن النعناع اليابس والجاف عند الانتهاء من عملية الطهي. بعد أن نحصل على الثوم المحمّر نبقي الوعاء على النار ونضيف إليه المزيج المحضّر سابقاً. ويتألّف من اللبن والمياه وطحين الذرة. نأخذ بتحريك اللبن من دون توقف إلى حين وصول المزيج إلى درجة الغليان. بعدها وعلى نار هادئة نضيف إلى الخليط قطع الكبّة و«الشيش برك». وبعد نحو 10 دقائق يمكن تقديمه على المائدة مع كمية من الأرز المسلوق أو من دونه. ويمكن تزيينه بحبوب الصنوبر المحمّرة بالزبدة.