مهرجان التمور في الخرطوم يجذب آلاف السودانيين والأجانب

خطط لزراعة 10 ملايين نخلة من سلالات خليجية

مهرجان التمور في الخرطوم يجذب آلاف السودانيين والأجانب
TT

مهرجان التمور في الخرطوم يجذب آلاف السودانيين والأجانب

مهرجان التمور في الخرطوم يجذب آلاف السودانيين والأجانب

جذب المهرجان الدولي للتمور السودانية آلاف الزوار من الجمهور السوداني والأجنبي بالخرطوم، حيث مثلت النسخة الثالثة للمهرجان المقامة في الفترة بين 26 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي ملتقى لمحبي التمور والزراع والمستثمرين، وعكس المهرجان من خلال برامجه الثقافية والفنية البعد التراثي، والارتباط الوجداني للإنسان السوداني بشجرة النخيل.
وتعد النخلة من أقدم الأشجار البستانية في السودان، وأُرخ لها بأكثر من 3 آلاف سنة في شمال البلاد الموطن التقليدي لها. ووفقاً لأرقام رسمية، فإن بالسودان به 8 ملايين نخلة، تنتج سنوياً نحو 425 ألف طن. وتخطط الدولة لزراعة 10 ملايين نخلة، بعد استيراد سلالات جديدة من دول الخليج العربي.
وشهدت النسخة الثالثة للمهرجان الدولي للتمور السودانية مشاركة نحو 150 عارضاً، ومشاركة إقليمية من السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب، ومشاركة أجنبية من فرنسا وماليزيا والهند.
ويهدف المعرض لتسويق وإنتاج التمور السودانية، وزيادة فرص تصديرها للخارج. وعكس المهرجان في دورته الثالثة بعداً جديداً في العرض والتسويق، حيث بلغ عدد الأجنحة المخصصة لمزارعي نخيل التمر نحو 100 جناح، بالإضافة إلى 30 جناحاً للحرف والصناعات التراثية التي يعتمد إنتاجها على مخلفات شجرة النخيل.
وينظم مهرجان التمور السودانية «جائزة خليفة لزراعة نخيل التمر والابتكار الزراعي» بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تأسست في 2007، وتعمل وفق خطة استراتيجية على تعريف العالم بزراعة النخيل والابتكار الزراعي، والأنشطة والمجالات المتعلقة بدعم البحوث والدراسات، وإبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في دفع مسيرة الإبداع والابتكار في مجال نخيل التمر والقطاع الزراعي.
وبدأت جائزة خليفة برعاية وتنظيم المهرجان الدولي للتمور السودانية منذ عام 2017، ضمن جهود تطوير الزراعة في السودان، بالتعاون مع وزارة الزراعة السودانية، وجمعية رعاية وفلاحة النخيل السودانية. وقال الأمين العام لجائزة خليفة للتمور والابتكار الزراعي، عبد الوهاب زايد، إن المهرجان تميز بحُلة جديدة عن النسخ السابقة، وإنه تمت الموافقة على مشروع لإدخال تقنيات زراعة النخيل السودانية بمبلغ 400 مليون دولار، بالتعاون والتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وتوقع أن يتم توقيع اتفاقية بشأنها قريباً. كما توقع أن تتضاعف نسبة إنتاج التمور السودانية خلال الفترة المقبلة، وكذلك زيادة نسبة صادراتها، من واقع الاهتمام الذي تجده من الدولة، والتجاوب من قبل المزارعين في الاهتمام بزراعة النخيل.
وتجاوز مهرجان التمور السودانية ارتباط الوجدان السوداني بالنخيل، إلى خلق جسر للتواصل والارتباط مع الإمارات من خلال تنظيمها للمهرجان.
وقال السفير الإماراتي بالخرطوم، حمد محمد الجنيبي، إن المهرجان يعكس مدى عمق علاقات البلدين، ويمثل فرصة لسرد العلاقات التاريخية التي أرساها الشيخ زايد منذ سبعينات القرن الماضي مع السودان، موضحاً أن المهرجان يعد فرصة لإبراز الدور الريادي للإمارات في دعم القطاع الزراعي بالسودان، مشيراً إلى أن السودان أصبح في مرتبة متقدمة مع الدول المنتجة والمصدرة للتمور في المنطقة العربية.
وضمن خططها لتطوير زراعة النخيل بالبلاد، أعلنت وزارة الزراعة السودانية في عام 2016 تدشين المشروع القومي لتطوير وتنمية زراعة أشجار النخيل بالبلاد، من خلال دعم مراكز البحوث العلمية، وإدخال التقنيات الحديثة، وتوطين أصناف جديدة ذات قيمة مضافة لإدخالها الأسواق العالمية.
وقال وكيل وزارة الزراعة والموارد الطبيعية السوداني، عبد الله عبد القادر، إن المهرجان ساهم في زيادة انتشار التمور السودانية في الخارج، ومثل فرصة لعرض المنتجات السودانية، والاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية في إنتاج التمور. وتوقع عبد القادر أن يسهم قطاع التمور في تنمية وترقية الاقتصاد السوداني، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة تضع ضمن خطتها في النهوض بالقطاع البستاني خلال المرحلة المقبلة النهوض بقطاع التمور.
ويعتمد السودان في زراعة النخيل وإنتاج «التمر» على 3 ولايات، هي: الشمالية ونهر النيل والخرطوم، حيث تنتج الولايات الثلاث نحو 80 في المائة من إنتاج البلاد، ويتوزع باقي الإنتاج على ولايات شمال دارفور والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر. وحصل السودان على الترتيب الثامن عالمياً في زراعة وإنتاج محصول «التمر»، بواقع 425 ألف طن سنوياً.
وقال رئيس مجلس أمناء جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية، نصر الدين شلقامي، إن مشاركة السودان في المعارض الزراعية أوجد رغبة في التمور السودانية. وأشار إلى أن معرض التمور السودانية يشهد تطوراً كل عام في العرض، وتطوراً في التقنيات الزراعية، إلى جانب التوسع في زراعة النخيل النسيجي الذي أدخلته الإمارات. وقال شلقامي: «طفرة كبرى شهدتها زراعة النخيل بالبلاد باستخدام التقانات الزراعية الحديثة»، وشدد على الدور الريادي للمهرجان في زيادة ونشر الوعي المعرفي بنخلة التمر، والنجاحات التي تحققت بخلق شراكات استراتيجية مع المنظمات بالوطن العربي والمحيط الأفريقي.


مقالات ذات صلة

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يوميات الشرق المخرج العراقي زرادشت أحمد (الشركة المنتجة للفيلم)

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يقدّم فيلم «الأسود على نهر دجلة» تجربة تتقاطع فيها الذاكرة الشخصية بالذاكرة الجماعية، ويعود فيها المخرج زرادشت أحمد إلى المُوصل.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب إنجازاً كبيراً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق فيونوالا هاليغان (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

فيونوالا هاليغان: نجوم عالميون معجبون بدعم «البحر الأحمر» لصناع الأفلام

بعد ختام الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والتي مثّلت المحطة الأولى لفيونوالا هاليغان في موقعها مديرة للبرنامج الدولي، بدت أصداء التجربة واضحة.

أحمد عدلي (جدة)
يوميات الشرق مشهد من مسرحية «تكلم حتى أراك» في أول أيام المهرجان (هيئة المسرح)

«مهرجان الرياض للمسرح» ينطلق لتكريم الرواد ورعاية المبدعين

انطلق، الاثنين، مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثالثة، الذي تنظِّمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، ويشهد على مدى 7 أيام عروضاً للمسرحيات التي تأهلت للمشارَكة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق المخرج سعيد زاغة يشير إلى زملائه من المخرجين الفلسطينيين (البحر الأحمر)

سعيد زاغة لـ«الشرق الأوسط»: استلهمت «مهدد بالانقراض» من تجربة حقيقية

عبّر المخرج الفلسطيني، سعيد زاغة، عن سعادته بفوز فيلمه «مهدد بالانقراض» (COYOTES) بجائزة اليسر الذهبية لأفضل فيلم قصير بالدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر.

انتصار دردير (جدة )

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
TT

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)

ينتهي العام مخيباً للآمال بالنسبة إلى الدولار الأميركي، مع ظهور علامات على استقرار العملة، إلا أن العديد من المستثمرين يتوقعون أن يستمر انخفاضها في العام المقبل مع تعافي النمو العالمي وتخفيف «الاحتياطي الفيدرالي» السياسة النقدية.

وانخفض الدولار الأميركي بنسبة 9 في المائة هذا العام مقابل سلة من العملات، مما يجعله في طريقه نحو تسجيل أسوأ أداء له خلال ثماني سنوات، مدفوعاً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من «الاحتياطي الفيدرالي»، وتراجع الفارق في أسعار الفائدة مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى، إلى جانب المخاوف بشأن العجز المالي الأميركي وعدم اليقين السياسي. ويتوقع المستثمرون عموماً استمرار ضعف الدولار مع تثبيت البنوك المركزية الكبرى سياساتها أو تشديدها، ومع تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي»، مما قد يدفع بالسياسة النقدية نحو نهج أكثر مرونة، وفق «رويترز».

وعادةً ما يؤدي خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة إلى ضعف الدولار؛ إذ تقلّل أسعار الفائدة الأميركية المنخفضة من جاذبية الأصول المقوّمة بالدولار للمستثمرين، مما يقلّل الطلب على العملة.

وقال كبير استراتيجيي السوق في شركة «كورباي» للمدفوعات العالمية، كارل شاموتا: «الواقع أن الدولار لا يزال مقوّماً بأعلى من قيمته من الناحية الأساسية».

ويُعد فهم مسار الدولار أمراً بالغ الأهمية للمستثمرين، نظراً إلى الدور المركزي للعملة في التمويل العالمي؛ إذ يعزّز ضعف الدولار أرباح الشركات الأميركية متعددة الجنسيات بزيادة قيمة الإيرادات الأجنبية عند تحويلها إلى الدولار، ويزيد أيضاً من جاذبية الأسواق الدولية من خلال رفع قيمتها بالعملات الأجنبية، دون الاعتماد فقط على أداء الأصول الأساسية.

وعلى الرغم من انتعاش الدولار في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع مؤشره بما يقارب 2 في المائة منذ أدنى مستوى له في سبتمبر (أيلول)، حافظ استراتيجيو العملات الأجنبية على توقعاتهم غالباً بضعف الدولار في 2026، وفقاً لمسح أجرته «رويترز» بين 28 نوفمبر (تشرين الثاني) و3 ديسمبر (كانون الأول).

ووصل معدل الصرف الفعلي الواسع للدولار (قيمته مقابل سلة كبيرة من العملات بعد تعديلها للتضخم) إلى 108.7 في أكتوبر (تشرين الأول)، منخفضاً قليلاً عن أعلى مستوى قياسي بلغ 115.1 في يناير (كانون الثاني)، مما يدل على أن العملة الأميركية لا تزال مقوّمة بأعلى من قيمتها، وفق بيانات بنك التسويات الدولية.

النمو العالمي

تستند توقعات ضعف الدولار إلى تلاقي معدلات النمو العالمية، مع توقع انخفاض الميزة النسبية للنمو الأميركي مقابل تعافي الاقتصادات الكبرى الأخرى.

وقال مدير محفظة في «برانديواين غلوبال»، أنوجيت سارين: «ما يميّز هذه المرة أن باقي العالم سينمو بوتيرة أسرع العام المقبل».

ويتوقع المستثمرون أن تقلل حزم التحفيز المالي في ألمانيا، والدعم السياسي في الصين، وتحسّن مسارات النمو في منطقة اليورو، من الفائض النسبي للنمو الأميركي الذي دعّم الدولار في السنوات الأخيرة.

وأضاف مدير استراتيجية الدخل الثابت والعملات في شركة «أموندي» الأوروبية، باريش أوبادهيايا: «عندما يبدأ بقية العالم الظهور بشكل أقوى من حيث النمو، يكون ذلك مؤيداً لاستمرار ضعف الدولار».

حتى المستثمرون الذين يرون أن أسوأ مرحلة من انخفاض الدولار قد انتهت، يؤكدون أن أي ضربة كبيرة للنمو الأميركي قد تؤثر على العملة أيضاً. وقال محلل الاستثمار في شركة «جايدستون فاندز»، جاك هير: «إذا حدث أي ضعف في أي وقت خلال العام المقبل، فقد يكون ذلك سلبياً للأسواق، وسيؤثر بالتأكيد على الدولار»، مع الإشارة إلى أنه لا يتوقع انخفاضاً حاداً إضافياً في العملة بوصفه أساساً لتوقعاته لعام 2026.

تباين سياسات البنوك المركزية

قد يضغط استمرار «الاحتياطي الفيدرالي» في خفض الفائدة، في حين تُبقي البنوك المركزية الكبرى على أسعارها ثابتة أو ترفعها، على الدولار.

وخفّض «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي يشهد انقسامات واضحة بين أعضائه، أسعار الفائدة في ديسمبر، مع توقع غالبية صانعي السياسات خفض ربع نقطة مئوية إضافية العام المقبل. ومع احتمال تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي» خلال عهد ترمب، قد يسعّر السوق في سياسة أكثر تيسيراً، نظراً إلى دعمه خفض الفائدة. وقد أيد العديد من المرشحين المعروفين، بمن في ذلك مستشار البيت الأبيض الاقتصادي كيفين هاسيت، والحاكم السابق لـ«الاحتياطي الفيدرالي» كيفين وورش، والحاكم الحالي كريس والر، خفض أسعار الفائدة عن المستويات الحالية.

وقال المشرف على الأسواق العالمية في «سيتيزنس» ببوسطن، إريك ميرليس: «على الرغم من أن السوق تتوقع إجراءات محدودة من (الاحتياطي الفيدرالي) العام المقبل، فإننا نرى أن الاتجاه نحو نمو أضعف وكذلك توظيف أضعف سيدعم ضعف الدولار مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى».

في الوقت نفسه، يتوقع المتداولون أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة في 2026، مع احتمال رفعها في حال تحسّن النمو. وقد أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار سياسته ثابتة في اجتماعه الأخير ديسمبر، مع مراجعة توقعاته للنمو والتضخم للأعلى.

الدولار ليس على مسار مستقيم

على الرغم من التوقعات طويلة الأجل بضعف الدولار، حذّر المستثمرون من إمكانية حدوث انتعاش قصير الأجل للعملة.

ويمكن أن يوفّر الحماس المستمر تجاه الذكاء الاصطناعي والتدفقات الرأسمالية نحو الأسهم الأميركية دعماً مؤقتاً للدولار.

وقال سارين، من «برانديواين»: «الدعم للنمو الأميركي الناجم عن إعادة فتح الحكومة بعد الإغلاق وخفض الضرائب قد يدفع الدولار إلى الصعود في الربع الأول».

وأضاف: «لكننا نعتقد أن هذا الارتفاع المؤقت لن يكون محركاً مستداماً للدولار على مدار العام».


العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
TT

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع، مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا وسط تجدد الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية مهمة في وقت لاحق من الأسبوع.

وأسهمت مكاسب أسهم التكنولوجيا في أواخر الأسبوع الماضي، بدعم من توقعات قوية لشركة «ميكرون تكنولوجي» وصدور تقرير تضخم معتدل، في تعويض الخسائر التي كان قد تكبدها كل من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «ناسداك» المثقل بأسهم التكنولوجيا. وكان قطاع التكنولوجيا قد تعرّض لضغوط في وقت سابق من الشهر الحالي بفعل مخاوف تتعلق بارتفاع التقييمات والزيادة الكبيرة في الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفق «رويترز».

وأدى الانتعاش الأخير في سوق الأسهم إلى تقليص الفجوة بين مؤشري «ستاندرد آند بورز 500»، و«داو جونز» إلى نحو واحد في المائة فقط، مع اقترابهما من أعلى المستويات القياسية عند الإغلاق، التي سُجلت في 11 ديسمبر (كانون الأول). وارتفع سهم «ميكرون تكنولوجي» بنسبة 3.2 في المائة بتداولات ما قبل افتتاح السوق، في حين حققت شركات تصنيع الرقائق الأخرى، مثل «إنفيديا»، و«برودكوم»، و«إنتل»، و«أدفانسد مايكرو ديفايسز»، مكاسب تجاوزت واحداً في المائة لكل منها.

ويُعد شهر ديسمبر تاريخياً من الفترات القوية لأسواق الأسهم. فمنذ عام 1950، شهد ما يُعرف بـ«ارتفاع سانتا كلوز» صعود مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمتوسط 1.3 في المائة خلال الأيام الخمسة الأخيرة من التداول في العام وأول يومين من التداول في يناير (كانون الثاني)، وفقاً لتقويم متداولي الأسهم.

وأسهم التفاؤل المستمر بشأن الذكاء الاصطناعي، إلى جانب قوة الاقتصاد الأميركي، وتوجهات تيسير السياسة النقدية، في وضع المؤشرات الرئيسية الثلاثة على مسار تحقيق مكاسب للعام الثالث على التوالي، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 15 في المائة منذ بداية العام.

وبحلول الساعة 6:12 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 24.75 نقطة، أو 0.36 في المائة. كما صعدت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» بمقدار 136.5 نقطة، أو 0.53 في المائة، فيما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بمقدار 38 نقطة، أو 0.08 في المائة.

ومن المتوقع أن تظل أحجام التداول منخفضة خلال هذا الأسبوع، إذ تُغلق سوق الأسهم الأميركية أبوابها مبكراً في الساعة 1:00 ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأربعاء، وتظل مغلقة يوم الخميس بمناسبة عطلة عيد الميلاد.

ومع ذلك، من المنتظر صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع، تشمل القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وبيانات ثقة المستهلك لشهر ديسمبر، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية التي قد يكون لها تأثير على توقعات الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية.

وأظهرت بيانات صدرت الأسبوع الماضي أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بوتيرة أبطأ من المتوقع خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما عزز التوقعات بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل.

ويتوقع المتداولون حالياً تخفيفاً لأسعار الفائدة بنحو 60 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2026، أي ما يعادل خفضين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، وفقاً لبيانات جمعتها مجموعة بورصة لندن. ومع ذلك، لا تتجاوز احتمالات خفض الفائدة في يناير 20 في المائة في تقديرات الأسواق.

وفي تحركات أخرى لافتة، قفزت أسهم شركات تعدين المعادن الثمينة المدرجة في الولايات المتحدة، بعدما تجاوز سعر الذهب مستوى 4400 دولار للأونصة لأول مرة، وصعدت الفضة إلى مستوى قياسي، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، واستمرار الطلب على الأصول الآمنة.

كما ارتفعت أسهم «كلير ووتر أناليتكس هولدينغز» بنسبة 7.6 في المائة في تداولات ما قبل الافتتاح، عقب إعلان مجموعة من شركات الأسهم الخاصة بقيادة «بيرميرا» و«واربورغ بينكوس» عن صفقة للاستحواذ على شركة برمجيات الاستثمار والمحاسبة مقابل نحو 8.4 مليار دولار شاملة الديون.


توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
TT

توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)

قال مصدر مطلع، الاثنين، إنه من المتوقع أن ترتفع ​صادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى الصين بمقدار الربع هذا العام، في الوقت الذي تزيد فيه موسكو من مبيعاتها إلى آسيا عموماً وتوطد علاقاتها بأكبر مستهلك للطاقة في العالم، وفقاً لـ«رويترز».

ومع ذلك، أظهرت حسابات «رويترز» أن ‌هذا لن ‌يعوض الانخفاض في الإيرادات الناجم ‌عن ⁠خسارة ​سوق ‌الغاز الأوروبية.

وأعادت روسيا توجيه معظم نفطها إلى الهند والصين منذ بداية الحرب مع أوكرانيا عام 2022، بعدما قطعت موسكو وأوروبا؛ التي كانت ذات يوم سوقها الرئيسية لتصدير السلع الأساسية ومصدر إيراداتها، العلاقات بينهما.

وقال المصدر، ⁠الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لأنه ‌غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، إن شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» تتوقع أن تصل ‍صادرات الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا» إلى ما بين 38.6 و38.7 مليار متر مكعب هذا العام، ​ارتفاعاً من 31 مليار متر مكعب عام 2024، متجاوزة الطاقة السنوية المقررة لخط ⁠الأنابيب البالغة 38 مليار متر مكعب.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أليكسي ميلر، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن الإمدادات عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا1» ستتجاوز 38 مليار متر مكعب هذا العام.

ومع ذلك، فإن العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المشروع، المتمثلة في تحديد سعر الغاز الروسي، لا تزال قائمة ‌دون حل.