اجتماعات اللجنة الدستورية انتهت دون اتفاق على جدول أعمال

المعارضة السورية تتهم الحكومة بـ«تضييع الوقت»

المبعوث الأممي غير بيدرسن في مؤتمر صحافي في جنيف أمس (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي غير بيدرسن في مؤتمر صحافي في جنيف أمس (إ.ب.أ)
TT

اجتماعات اللجنة الدستورية انتهت دون اتفاق على جدول أعمال

المبعوث الأممي غير بيدرسن في مؤتمر صحافي في جنيف أمس (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي غير بيدرسن في مؤتمر صحافي في جنيف أمس (إ.ب.أ)

قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن الجمعة، إن الجولة الثانية من المحادثات السورية التي استمرت أسبوعاً انتهت دون اجتماع مجموعة من 45 مبعوثاً معنية بالتفاوض بشأن الدستور.
وقال للصحافيين إن رئيسي وفدي الحكومة السورية والمعارضة لم يتفقا على جدول أعمال لمحادثات الدستور، مضيفاً: «نحاول التوصل إلى توافق، لكن كما قلت لم يحدث ذلك بعد».
وتهدف المحادثات إلى تسريع ما تقول الأمم المتحدة إنه سيكون طريقاً طويلة لتقارب سياسي تعقبه انتخابات.
لكن خبراء يشككون في استعداد الرئيس بشار الأسد للتنازل كثيراً في أي مفاوضات بعدما استردت قواته المدعومة من روسيا وإيران مناطق كبيرة من البلاد في هجمات على قوات المعارضة والمتشددين منذ 2015.
واتهمت فصائل معارضة وفد الحكومة السورية بـ«المماطلة عبر تمسكه بإقرار الثوابت الوطنية»، مشيرة إلى أن وفد «هيئة التفاوض السورية» المعارض قدم مقترحات عدة لجدول الأعمال.
ونقل موقع «بروكار برس» عن عضو الوفد جمال سليمان قوله إن «وفد المعارضة شدّد على أنه لا يختلف مع أي سوري وطني حول مفهوم سيادة سوريا، والحفاظ على وحدة أراضيها، وضرورة مكافحة الإرهاب، وكل القضايا المتعلقة بحرية الرأي والمواطنة لا يمنع من مناقشتها في سياق العملية الدستورية، التي يرفضها وفد النظام ويقدم بديلاً عنها ورقة تمثل إدانة لكل من طالب بالحرية والعدالة من السوريين، ويريد من وفد المعارضة التصديق عليها».
وأضاف أن «وفد المعارضة سيتمسك بتنفيذ القواعد الإجرائية قبل الموافقة على عقد أي جلسة مقبلة التي تنص على: أن يقوم الرئيسان المشاركان للجنة الدستورية قبل اثنتين وسبعين ساعة، بالاتفاق على جدول أعمال، ومن ثم تتم إحالته إلى فريق التفاوض الكلي، المكون من 3 أطراف (المعارضة، النظام، المجتمع المدني) ليضعوا ملاحظاتهم، ويناقشوا جدول الأعمال، بهدف التوصل إلى جدول أعمال متوافق عليه من قبل كل المشاركين».
وأشار الموقع إلى أن «وفد المعارضة امتثل لهذا البند وقدم مشروع جدول أعمال، وسلّمه، وبشكل رسمي، إلى المبعوث الدولي وانصب جوهر وبنود المشروع على عمل اللجنة الدستورية حصراً، إذ لا يحق لهذه اللجنة أن تناقش قضايا خارج ولايتها الدستورية المحددة في قرار تشكيلها».
وكان رئيس وفد «هيئة التفاوض» هادي البحرة، قد قال إنه تقدم بمقترح جدول أعمال في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) «بينما لم يقدم وفد أجهزة الاستبداد وأجهزة المخابرات أي ورقة كمقترح لجدول الأعمال، وقام بتأجيل ذلك إلى اليوم الأول من أعمال هذه الدورة».
ولفت إلى أن «وفد هيئة التفاوض قدم ثلاثة مقترحات بديلة: الأول كان مقترح تفصيلي وضمن إطار تفويض اللجنة الدستورية، أما المقترح الثاني فتضمن المبادئ الأساسية والمبادئ السياسية ومقدمة الدستور، بما فيها مناقشة الثوابت الوطنية لكن ضمن إطار تفويض اللجنة، بينما اختزل المقترح الثالث جدول الأعمال، وركز على دراسة المبادئ بما فيها كل ما يندرج بالمبادئ الأساسية في أي دستور يصاغ في أي دولة في العالم بما فيها سوريا، من خلال السياق الدستوري السوري التاريخي».
وتابع بأن وفد الحكومة «رفض كافة المقترحات، وبالتالي لم يقدم بدائل، واكتفى بورقة سماها الثوابت الوطنية»، مشدداً على أن «من يحدد ثوابت الشعب السوري ليس نظام تسبب بتهجير نصف الشعب السوري، واعتقال مئات الآلاف من شباب وبنات ونساء سوريا. النظام يسعى لإضاعة الوقت. نحن لا نملك من الوقت الكثير، شعبنا في سوريا يقتل. هناك تدمير مستمر. هناك مآسٍ لشعبنا يجب أن نسعى لحلول جذرية لها».



إسرائيل توسّع عملية مطاردة منفذي هجوم قلقيلية

الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)
الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل توسّع عملية مطاردة منفذي هجوم قلقيلية

الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)
الجيش الإسرائيلي أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)

واصلت إسرائيل اقتحاماً واسعاً لمناطق متعددة في الضفة الغربية، وركزت على بلدة قباطية في جنين شمال الضفة في محاولة للوصول إلى منفذي الهجوم قرب قلقيلية، الاثنين الماضي، الذي أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين. واقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة قباطية، واشتبكت مع مسلحين فيما قامت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن العملية العسكرية في قباطية مرتبطة بعملية إطلاق النار في قلقيلية منذ أيام، التي قتل فيها 3 مستوطنين. واعتقلت القوات الإسرائيلية 15 فلسطينياً من قباطية في وقت قصير بينهم سيدة، ما يرفع عدد المعتقلين إلى نحو 100 في الضفة الغربية منذ الاثنين الماضي.

قوة إسرائيلية أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)

وقال الجيش الإسرائيلي إنه «مستمر في ملاحقة الإرهابيين الذين قتلوا المواطنين الإسرائيليين الثلاثة»، الاثنين الماضي. إلى جانب قباطية اقتحم الجيش مناطق أخرى في الضفة ونفذ اعتقالات.

وكان الجيش قد بدأ عملية واسعة بعد مقتل الإسرائيليين الثلاثة وتعهد بالوصول إلى المنفذين ومرسليهم.

وأعلنت إسرائيل، بعد عملية قلقيلية، أن الضفة «ساحة رئيسية في خريطة التهديدات» وبناء عليه طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة. لكن رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، حذر من أن هذا لا يكفي، وطلب شنّ عملية عسكرية أوسع في الضفة.

ونقلت «القناة 12»، عن بار قوله في اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، أنه يجب اتخاذ إجراءات أوسع لتغيير الواقع والقضاء على المجموعات المسلحة في الضفة. وأضاف: «يجب أن نتعلم من الذي حصل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)».

جنود إسرائيليون أثناء مداهمة قباطية في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الجمعة (أ.ف.ب)

وحذر بار من أن الانخفاض الكبير في العمليات بالضفة الغربية «مخادع ومضلل» و«لا يعكس حجم تطور الإرهاب على الأرض». وأكد أن «الشاباك» يرصد تطورات في الهجمات الفلسطينية.

وكانت «كتائب القسام» قد أعلنت مسؤوليتها عن العملية في قلقيلية، بالمشاركة مع «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، و«كتائب الأقصى» المنبثقة من حركة «فتح».

وجاءت توصيات بار في وقت تزعم فيه إسرائيل أن إيران تعمل على إنشاء جبهة في شمال الضفة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات متطرفة بالضفة في الفترة المقبلة، تشمل اختراق جدار الفصل ومحاولات للاستيلاء على مستوطنات في مناطق التماس في سيناريو يحاكي هجوم 7 أكتوبر 2023.

وتقول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إنه بعد خسارة إيران كلاً من غزة ولبنان وسوريا فإنها تركز جهودها الآن في الضفة الغربية، وهي اتهامات رددتها أيضاً السلطة الفلسطينية، التي تخوض اشتباكات ضد مسلحين في مخيم جنين قالت إنهم خارجون عن القانون ويأتمرون بأوامر جهات إقليمية.

ولم يتضح فوراً ما إذا كانت إسرائيل نجحت، يوم الجمعة، في الوصول إلى منفذي هجوم قلقيلية، لكن حملتها الواسعة في قباطية كانت مستمرة حتى وقت متأخر من اليوم.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 قتلت إسرائيل في الضفة نحو 850 فلسطينياً واعتقلت الآلاف، وقيدت إلى حد كبير تنقلات الفلسطينيين، فيما تهدد بضم الضفة لإسرائيل بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب للبيت الأبيض.