«الصليب الأحمر»: 128 أسيراً حوثياً إلى صنعاء عبر مطار أبها

مسؤول في «اللجنة» قال لـ «الشرق الأوسط» إن دورنا وسيط ولم نشارك في أي مفاوضات

موظفو الصليب الأحمر يساعدون الأسرى المفرج عنهم لدى وصولهم إلى صنعاء أمس (رويترز)
موظفو الصليب الأحمر يساعدون الأسرى المفرج عنهم لدى وصولهم إلى صنعاء أمس (رويترز)
TT

«الصليب الأحمر»: 128 أسيراً حوثياً إلى صنعاء عبر مطار أبها

موظفو الصليب الأحمر يساعدون الأسرى المفرج عنهم لدى وصولهم إلى صنعاء أمس (رويترز)
موظفو الصليب الأحمر يساعدون الأسرى المفرج عنهم لدى وصولهم إلى صنعاء أمس (رويترز)

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إعادة 128 محتجزاً حوثياً من السعودية إلى اليمن، بناء على طلب من تحالف دعم الشرعية في اليمن، وبالاتفاق مع الطرفين.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان التحالف بقيادة السعودية، الثلاثاء الماضي، إطلاق سراح 200 أسير من المتمردين الحوثيين، والسماح بسفر مرضى من صنعاء، في خطوة تدعم التحرّكات القائمة لإنهاء الأزمة اليمنية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تأكدت من هويات المحتجَزين، وتحققت من رغبتهم في العودة إلى وطنهم، وذلك من خلال مقابلات أجرتها معهم في سجن خميس مشيط (جنوب السعودية) قبيل الشروع في عملية إعادتهم إلى صنعاء. وأكد خضر أول عمر، ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «نقل 128 سجيناً حوثياً من السعودية إلى صنعاء»، مبيناً أن «عملية النقل تمت على دفعات، وغادرت عبر مطار أبها الدولي».
ووصفت اللجنة الدولية الإفراج بـ«الخطوة الإيجابية»، آملة أن تكون سبباً في الإفراج عن مزيد من المحتجزين لأسباب تتصل بالنزاع وإعادتهم إلى أوطانهم. وأضاف عمر: «يمثل هذا الإفراج أنباء سعيدة لكل من المحتجزين الذين تم الإفراج عنهم وعائلاتهم، التي سيلتئم شملهم معها في اليمن. نأمل أن يكون الإفراج عن هؤلاء المحتجزين الـ128 وإفراج جماعة أنصار الله (الحوثية) عن 290 محتجزاً آخر يوم 30 سبتمبر (أيلول) حافزاً لخلق حركة إيجابية تؤدي لعودة مزيد من المحتجزين إلى عائلاتهم».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان لها، إن المحتجَزين المفرج عنهم صحبهم أثناء سفرهم إلى اليمن مندوبون من اللجنة الدولية. كما قيّم طبيب من طرف اللجنة الدولية الحالة الصحية لأولئك المحتجَزين قبل الإفراج عنهم ورافقهم، بعد الإفراج عنهم، خلال الرحلة إلى اليمن لتلبية أي احتياجات طبية. بينما أكد سابقاً طبيب معالج آخر قدرتهم على السفر، وقدم مقترحات حول بعض وسائل العناية الخاصة التي يحتاج إليها بعضهم.
وتابع البيان: «في صنعاء، اضطلع (الهلال الأحمر) اليمني بدور أساسي خلال العملية، إذ أسهم 19 متطوعاً وموظفاً، من ضمنهم 5 متخصصين في الإسعافات الأولية، في خدمة المرضى ونقلهم في 6 سيارات إسعاف، من المطار إلى منشأة صحية للمتابعة الطبية»، مشدداً على أن «اللجنة الدولية تعمل كوسيط محايد ولم تشارك في أي مفاوضات سابقة لعملية الإفراج».
من ناحيته، أصدر مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بياناً أورد فيه ترحيب المبعوث بمبادرة «إطلاق سراح 128 محتجزاً يمنياً».
وقال غريفيث: «أنا ممتن للمملكة العربية السعودية لاتخاذها تلك الخطوة التي تثبت مع غيرها من إجراءات التهدئة حسن نية الأطراف المعنية واهتمامهم بتوفير بيئة مواتية لبناء السلام. وأشكر اللجنة الدولية للصليب الأحمر على جهودها في تسهيل هذه العملية». وذكر البيان أن المبعوث يحثّ «جميع الأطراف على الاستمرار في العمل نحو الإيفاء بالتزاماتهم في إطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية الصراع، طبقاً لاتفاقية استوكهولم».
وأضاف: «أكرر دعوتي جميع الأطراف للعمل مع مكتبي ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على مبادرات مستقبلية لتبادل المحتجزين لتخفيف المعاناة الشديدة لعائلات المحتجزين الذين ينتظرون عودة ذويهم».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلن الثلاثاء على لسان المتحدث باسمه، العقيد الركن تركي المالكي، في بيان، عن مبادرة قيادة التحالف بإطلاق سراح 200 أسير من أسرى الميليشيات الحوثية، إضافة إلى تسيير رحلات جوية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنقل المرضى من العاصمة صنعاء إلى الدول التي يمكن لهم فيها أن يتلقوا العلاج المناسب لحالاتهم.
وأوضح المالكي أن ذلك جاء «انطلاقاً من حرص قيادة التحالف على مواصلة دعم جهود حل الأزمة في اليمن والدفع باتفاق (ستوكهولم) بما في ذلك الاتفاق المتعلق بتبادل الأسرى»، إلى جانب «تهيئة الأجواء لتجاوز أي نقاط خلافية في موضوع تبادل الأسرى الذي يعد موضوعاً إنسانياً في المقام الأول»، مؤكداً أن ذلك يعبر عن استمرار جهود التحالف «لتحسين الوضع الإنساني، وخاصة الصحي للشعب اليمني، وعملاً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وما نصت عليه القوانين والاتفاقات الدولية ذات الصلة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.