منذ عام 2007 أخذ مهرجان «بيروت ترنم» على عاتقه نشر الموسيقى الراقية وتقديمها مجاناً لهواتها، في حفلات تتوزع على أماكن أثرية، وأخرى على كنائس وجامعات. وحددت شهر ديسمبر (كانون الأول)، من كل عام لاستضافة هذا النشاط الذي يشارك فيه موسيقيون عالميون يأتون من فرنسا وألمانيا واليابان وغيرها لإحياء هذا الحدث.
وهذه السنة، وإيماناً منها بضرورة الحفاظ على هذه الفسحة الثقافية المجانية، قررت لجنة مهرجانات «بيروت ترنم» أن تقيمه رغم الأوضاع المضطربة التي تخيم على لبنان. ومن هذا المنطلق أطلقت على الحدث اسم «بيروت ترنم للوطن»، ليحمل رمزية ترتبط ارتباطاً مباشراً بما يجري حالياً في لبنان ويعبّر عن أهمية موقع بيروت الثقافي عبر التاريخ؛ فهي مدينة تعالت على جراحها وبقيت صامدة رغم كل المآسي الطبيعية والسياسية التي ألمّت بها.
«منذ تأسيس هذه المهرجانات وحتى اليوم نتمسك بشعارين أساسيين لها، وهما: نشر الوحدة وتأمين الثقافة المجانية. ومن هذا المنطلق وإكمالاً لما بدأناه أقمنا، هذه السنة، المهرجان تحت عنوان (بيروت ترنم للوطن)»، تقول ميشلين أبي سمرا، مؤسسة المهرجان، وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ولأن مهمتنا تدور حول هذين المحورين، قررنا أن نساهم بدورنا في بناء وطن أفضل يطالب به الجميع من دون استثناء؛ فالمهرجان ومنذ حفلاته الأولى ارتأى أن تحمل طابع الاندماج لدى جميع الطوائف والطبقات في لبنان. ولذلك لم نشأ أن نضع أنفسنا خارج هذا الإطار لنسير بالاتجاه نفسه المخيم على مطالب الناس في الوقت الحالي».
وفي النسخة الـ12 من هذا الحدث الذي يستمر لغاية 22 ديسمبر المقبل، يستذكر المهرجان قامتين فنيتين كبيرتين في عالم الموسيقى والأدب، وهما لودفيغ فان بيتهوفن ومحمود درويش؛ فتفتتح برنامجها الموسيقي في الأول من ديسمبر، بحفل يُقام في الجامعة اليسوعية في الأشرفية، وبالتحديد في كنيسة مار يوسف التابعة لها، وذلك بمناسبة مرور 250 عاماً على ولادة بيتهوفن تحت عنوان «ماس إن سي مايجور». وينظم هذا الحفل بالتعاون مع دار الأوبرا في باريس والأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة المايسترو توفيق معتوق.
أما الحفل الثاني، المنتظر من قبل اللبنانيين، ويُكرّم فيه الشاعر محمود دوريش فيقام في 12 ديسمبر المقبل بعنوان «لي كانتيك دي كانتيك» بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في كنسية مار مارون في منطقة الجميزة.
ومن جديد حفلات «بيروت ترنم للوطن»، التي يبلغ مجمل عددها نحو 25 حفلة، إطلالة للفنانة جاهدة وهبي في 3 ديسمبر (كانون الأول) تقدمها في كنيسة مار مارون في الجميزة. وكذلك واحدة لأسامة الرحباني وهبة طوجي تقام في 15 من الشهر المذكور في كنيسة مار يوسف في شارع مونو. ومن الموسيقيين العالميين المشاركين في نشاطات المهرجان لهذه السنة، المغنية الأوبرالية جيسيكا برات الحائزة على جائزة «أفضل مغنية أوبرا» في عام 2016، فتقدم حفلتها في كنيسة مار يوسف (شارع مونو)، ترافقها الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية في 13 ديسمبر، وفي 11 من ديسمبر أيضاً، يحيي عازف الكلارينيت الإيطالي العالمي فابريزيو ميلوني حفلة موسيقية يرافقه فيها لوكا ماغياريللو على آلة التشيللو، وفوستو دي بينيديتو على البيانو. وتقام هذه الحفلة في قاعة «أسمبلي هول» في الجامعة الأميركية، بالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي في لبنان.
«هناك حفلات عملنا على تحضيرها منذ فترة طويلة كـ(كلاسيكيات أرمنية)، التي نخص فيها الأرمن في لبنان. وستقام في 4 ديسمبر بقيادة المايسترو هاروت فازليان في كاتدرائية الأرمن وسط بيروت.
وكذلك حفلة أخرى للسوبرانو غادة شبير ستقدمها في 7 ديسمبر (كانون الأول) إلى جانب الشيخ أحمد حوللي.
«بيروت ترنم»... يستذكر في نسخته الـ12 بيتهوفن ومحمود درويش
يتضمن المهرجان للعام الحالي نحو 25 حفلاً موسيقياً
«بيروت ترنم»... يستذكر في نسخته الـ12 بيتهوفن ومحمود درويش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة