بداية محبطة للأخضر في «خليجي 24»

الأزرق الكويتي تفوق بثلاثية... وعمان تستهل مشوارها بالتعادل مع البحرين

السلبية طغت على مباراة عمان والبحرين (أ.ف.ب)
السلبية طغت على مباراة عمان والبحرين (أ.ف.ب)
TT

بداية محبطة للأخضر في «خليجي 24»

السلبية طغت على مباراة عمان والبحرين (أ.ف.ب)
السلبية طغت على مباراة عمان والبحرين (أ.ف.ب)

واصل اللاعب المخضرم بدر المطوع تألقه مع المنتخب الكويتي لكرة القدم وصنع هدفين ليقود الأزرق إلى انتصار ثمين 3 - 1 على نظيره السعودي، أمس (الأربعاء)، في افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة الثانية في الدور الأول لبطولة كأس الخليج «خليجي 24» المقامة حالياً بقطر. وتصدر المنتخب الكويتي (الأزرق) المجموعة مبكراً برصيد 3 نقاط، وبفارق نقطتين أمام نظيريه العماني والبحريني، اللذين يقتسمان المركز الثاني في المجموعة بعد تعادلهما السلبي في وقت سابق أمس.
وأنهى المنتخب الكويتي الشوط الأول لصالحه بهدفين نظيفين، سجلهما أحمد الظفيري وسامي الصانع في الدقيقتين 43 والأولى من الوقت بدل الضائع لهذا الشوط، فيما طغت السلبية على هجوم المنتخب السعودي طوال المباراة، وسط ارتباك في خط دفاعه وعدم قدرته على مجاراة الأزرق الكويتي، لتكون بدايته محبطة في البطولة. وفي الشوط الثاني، فشل المنتخب السعودي في تعديل النتيجة، ليخرج من المباراة صفر اليدين، بعدما بدا عاجزاً عن ترجمة محاولاته الهجومية إلى أهداف، ودفع ثمن الفرص التي أهدرها لاعبوه في بداية المباراة.
وفي المقابل، سجل البديل مبارك الفنيني في الدقيقة 90 الهدف الثالث للأزرق، فيما سجل فراس البريكان هدف حفظ ماء الوجه للمنتخب السعودي في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للمباراة.
وجاء الهدفان الأول والثاني في المباراة من صناعة اللاعب المخضرم بدر المطوع الذي خاض اليوم مباراته الدولية رقم 176 مع الأزرق بفارق مباراة دولية واحدة خلف المكسيكي كلاوديو سواريز والعماني أحمد مبارك (كانو) اللذين يقتسمان المركز الثالث في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة مع منتخبات بلادهم في المباريات الدولية على مستوى العالم.
وكان كانو رفع رصيده إلى 177 مباراة دولية، بمشاركته أمس في مباراة منتخب بلاده التي انتهت بالتعادل السلبي مع المنتخب البحريني في افتتاح مباريات نفس المجموعة.
واستهلت عُمان مشوار الدفاع عن لقب كأس الخليج لكرة القدم بالتعادل من دون أهداف مع البحرين في المجموعة الثانية باستاد عبد الله بن خليفة في الدوحة، أمس (الأربعاء).
وبعد بداية شابها الحذر من الفريقين، ارتفع إيقاع المباراة في الشوط الثاني، وسدد المنتخب البحريني في العارضة قرب النهاية، مع تبادل الفريقين للهجمات في الدقائق الأخيرة. وسدد سعد سهيل الظهير الأيمن للمنتخب العُماني كرة حادت قليلاً عن المرمى من زاوية صعبة قبل 4 دقائق على النهاية، ثم أبعد فايز الرشيدي حارس عُمان فرصتين في الوقت المحتسب بدل الضائع لصالح البحرين، ليكتفي الفريقان، اللذان بلغا الدور الثاني في كأس آسيا في بداية العام الحالي، بتقاسم النقاط في مباراتهما الافتتاحية.
وفاز الرشيدي بجائزة أفضل لاعب في المباراة، وقال إن العُماني المخضرم علي الحبسي حارس وست بروميتش ألبيون الإنجليزي، الذي يغيب عن البطولة بسبب عدم إدراجها في أجندة الاتحاد الدولي (الفيفا)، أعرب عن ثقته في قدراته في حديث بينهما هذا الأسبوع.
وقال الرشيدي: «علي الحبسي، كان بيننا تواصل قبل المباراة... قال لي كلنا نثق بك وبقدراتك.. وستقدم مباراة كبيرة». وشارك أحمد مبارك (كانو) قائد عُمان في مباراته الدولية رقم 177 ليتجاوز الحارس الإيطالي المخضرم جيانلويجي بوفون إلى المركز الثالث في قائمة اللاعبين الأكثر خوضاً للمباريات الدولية متساوياً مع المكسيكي كلاوديو سواريز. ويبتعد كانو، الذي لعب مباراته الدولية الأولى في 2003، بـ7 مباريات عن أحمد حسن قائد منتخب مصر السابق ومتصدر القائمة. واستمرت مسيرة البحرين الخالية من الانتصارات أمام عُمان والممتدة منذ عام 2010 عندما تغلبت على المنتخب العُماني لآخر مرة في بطولة غرب آسيا بنتيجة 2 - صفر بفضل ثنائية إسماعيل عبد اللطيف الهداف التاريخي للمنتخب البحريني، الذي خرج من التشكيلة المشاركة في كأس الخليج في اللحظات الأخيرة بعد إصابته في مباراة مع فريقه المحرق ضد الاتحاد السكندري المصري في كأس العرب للأندية الأبطال في بداية الأسبوع الحالي. وخلال تلك المسيرة تعادل الفريقان 7 مرات في 10 مباريات، من بينها 4 تعادلات من دون أهداف. واستبدل الفريقان مدربيهما بعد الخروج من الدور الثاني في كأس آسيا، فاتجهت البحرين إلى البرتغالي هيليو سوزا، بينما تعاقدت عُمان مع الهولندي إرفين كومان.
ويسير الفريقان بخطى ثابتة في تصفيات كأس العالم 2022. إذ تحتل البحرين المركز الثاني في مجموعتها، من دون هزيمة في 5 مباريات خلف العراق المتصدر، بينما يأتي المنتخب العُماني في المركز الثاني أيضاً خلف قطر بعد 4 انتصارات في 5 مباريات.
لكن الأداء في الشوط الأول شابه الحذر من الجانبين، ولم يكشف الفريقان عن كثير من النوايا الهجومية، باستثناء محاولة الجناح العُماني النشيط المنذر العلوي الذي راوغ عدة مدافعين، قبل أن يتصدى الحارس سيد شبر علوي لتسديدته في الدقيقة 31. وزادت سرعة اللعب في الشوط الثاني بعد أن أظهر الفريقان قدراً أكبر من المغامرة، وتصدى الرشيدي حارس عُمان لمحاولة علي جعفر مدن في الدقيقة 51. وردّ المهاجم العمُاني محسن الغساني بتسديدة أبعدها شبر علوي من داخل المنطقة بعد دقيقتين.
ومنح البديل محمد مرهون ومن بعده صاحب الخبرة عبد الوهاب المالود اليد العليا للمنتخب البحريني في المراحل الأخيرة من المباراة، وتصدى الرشيدي لفرصة مزدوجة من مرهون والمهاجم محمد الرميحي الذي سدد في العارضة في الدقيقة 79 من 6 أمتار بعد تحرك رائع في اليسار.
وقال الغساني مهاجم عُمان: «مباراة كانت صعبة جداً مع المنتخب البحريني، أتيحت لنا عدة فرص، وما حالفنا الحظ في التسجيل، ونفس الشيء للبحرين أتيحت لهم عدة فرص وما حالفهم الحظ في التسجيل. هذه هي كرة القدم... الحمد لله قدمنا مباراة طيبة وقدرنا أن نحافظ على شباكنا نظيفة ونخرج بنقطة ستفيدنا لاحقاً».


مقالات ذات صلة

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية العراق هو البديل للكويت في حال تعذر الاستضافة لأي سبب (غيتي)

«خليجي 26» بالكويت ديسمبر المقبل... والعراق «البديل»

أكد اتحاد كأس الخليج العربي أن النسخة المقبلة من البطولة (خليجي 26) ستقام في الكويت كما تقرر سابقا، بينما سيكون العراق هو البديل في حال تعذر ذلك لأي سبب.

رياضة عربية بنيتو (د.ب.أ)

البرتغالي بينتو مدرباً لمنتخب الإمارات

قال الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إنه تعاقد مع البرتغالي باولو بينتو لتدريب المنتخب الأول بعقد يمتد لثلاثة أعوام اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (دبي)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.