ليس هناك أجمل من العودة إلى البيت في الطقس البارد والجلوس لتناول وجبة ساخنة رائعة. ويبدو أن درجات الحرارة الجليدية تجعلنا نتوق دوما إلى الأطعمة التي تبعث على الإحساس بالدفء الداخلي وتهدئ من روحنا. وفي هذا الصدد، قالت ساندرا ألونين، اختصاصية التغذية بمستشفى بيت إسرائيل التابعة لجامعة هارفارد: «خلقنا بجسد دافئ، ومع برودة الطقس نتوق إلى الحصول على المزيد من السعرات الحرارية حتى نتمكن من البقاء دافئين».
لكن البحث عن الأطعمة المريحة طوال فصل الشتاء مثل الحساء اللذيذ، المعكرونة مع اللحم، والمعكرونة الإسباغيتي الحارة مع كرات اللحم، والمعكرونة مع الجبن، والفطائر الرقيقة، والبيتزا المهروسة، والبطاطا المهروسة بالزبد، جميعها وجبات لا تخلو من مخاطر صحية.
ومن الأفضل مثلا تعويض الأرز الأبيض بالحبوب الكاملة فذلك من شأنه أن يحافظ على النكهة، كما يزيد من الفوائد الصحية.
- عواقب الطعام المريح
«الطعام المريح للنفس» comfort food هو الطعام الذي يمنح الطمأنينة أو الراحة. وله مكونات متعددة لها عواقبها.
- الدهون. إن مكونات الطعام المريح الذي يعتقد أنه يبعث على الدفء والراحة عادة ما يكون مليئا بالدهون المشبعة (من اللحوم الحمراء والكريمة الثقيلة والزبدة والجبن ومنتجات جوز الهند). وأي نوع من الدهون يستغرق وقتاً أطول للهضم ويجعلك تشعر بالشبع، لكن لك أن تعلم أن كل غرام واحد من الدهون يقابله تسعة سعرات حرارية، أي نحو ضعف السعرات الحرارية الموجودة في الكربوهيدرات أو البروتينات، لذلك فإن الأطعمة المشبعة بالدهون دائما ما تحتوي على سعرات حرارية أكثر مما نحتاج.
كما أن تناول الكثير من الدهون المشبعة يزيد من مستويات الكوليسترول الضار في دمك ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الكربوهيدرات. إن مكونات الأطعمة المريحة الأخرى هي الكربوهيدرات المكررة (مثل تلك الموجودة في الطحين الأبيض، والمعكرونة، والأرز الأبيض) وبالطبع السكر. وكل هذه الأطعمة يمكن هضمها بسهولة ويمكن أن ترفع من نسبة السكر في الدم بسرعة. وتناول الكثير من السكر والكربوهيدرات المكررة مرتبط بزيادة الوزن والالتهاب والإصابة بالسكري.
وعلى الرغم من كون البطاطا من عائلة الخضراوات، فإنها تعتبر عنصرا غذائيا مريحا آخر نظرا لأنها غنية بالكربوهيدرات، ويمكن أن ترفع من نسبة السكر في الدم بطريقة مماثلة للسكر، ولذلك عليك بالاعتدال في تناولها.
- الملح. يعتبر الملح عنصرا آخر شائعا في الأطعمة المريحة. فبينما نحتاج إلى كمية معينة من الصوديوم في الملح من أجل الحفاظ على الصحة، فإن استهلاك الكثير منه يجعلنا نحتفظ بالسوائل ويتسبب في زيادة الوزن، ويؤدي عند بعض الناس إلى ارتفاع ضغط الدم. وقد يتسبب الكثير من الملح في إبطال مفعول أدوية ضغط الدم.
- تقييد الغذاء «المريح»
هل يجب حظر الأطعمة المريحة؟ على الرغم من جميع المكونات غير الصحية، لا يتعين عليك إبعاد الأطعمة المريحة عن نظامك الغذائي، إذ إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالحرمان، وبالتالي إلى شراهة في الأكل.
وبدلاً من ذلك، ضع قيوداً صارمة على عدد المرات التي تتناول فيها أطعمة الراحة المفضلة لديك وكذلك كميتها عندما تتاح أمامك. تقول ألونين إن «التساهل قليلاً مرة واحدة لن يؤذيك. المشكلة هي أن يتكرر ذلك كل يوم».
يعني ذلك أنه لا بأس في أن تستمتع أحياناً بقطعة صغيرة جداً من اللازانيا، أو قطعة صغيرة من البطاطا المهروسة، أو شريحة واحدة من البيتزا. لكن لا تجعل هذه الأطعمة جزءاً من وجباتك العادية.
توصي الإرشادات الغذائية بتقليل نسبة الدهون المشبعة لا تزيد على 10 في المائة من السعرات الحرارية اليومية. كذلك توصي جمعية القلب الأميركية بتناول كمية ملح يومية لا تزيد على 2300 مليغرام، وتعتبر كمية تقل عن 1500 مليغرام مثالية (خاصة إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب).
- بدائل أخرى
وتنصح ألونين قائلة: «فكر في فطائر الشوفان مع (كومبوت) التوت، أو الجبن المصنوع من معكرونة القمح الكامل والجبن قليل الدسم والحليب الخالي من الدسم. أو (فطيرة الراعي) (بالبطاطا المهروسة واللحم المفروم) واعملها مع الديك الرومي المطحون والقرنبيط المهروس بدلاً من البطاطا».
ومن الأفكار الأخرى استخدام الفلفل الحار النباتي، اللازانيا مع التوفو «الريكوتا»، أو التاكو الفاصوليا السوداء في خبز التورتيا المصنوعة بالكامل من القمح.
وتختتم ألونين نصائحها قائلة: «كن مبدعاً، وستجد أنه بإمكانك الاستمتاع بجميع وجباتك المفضلة.
- رسالة هارفارد الصحية
خدمات «تريبيون ميديا».