ألمانيا تغلق 12 ألف رابط إلكتروني بسبب الدعاية المتطرفة

ألمانيا تغلق 12 ألف رابط إلكتروني بسبب الدعاية المتطرفة
TT

ألمانيا تغلق 12 ألف رابط إلكتروني بسبب الدعاية المتطرفة

ألمانيا تغلق 12 ألف رابط إلكتروني بسبب الدعاية المتطرفة

بعد استهداف الولايات المتحدة زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وجّهت الشرطة الأوروبية ضربة جديدة للتنظيم الإرهابي بإعلان «القضاء» على ماكينته الإعلامية على الإنترنت. وفي يوم تم تخصيصه لتوجيه هذه «الضربة» الإلكترونية، أعلن المتحدث باسم المدعي العام البلجيكي إريك فان دير سيب، من بروكسل، أن «(داعش) لم يعد موجوداً على الإنترنت؛ بحسب المعلومات المتوفرة لدينا».
وفي ألمانيا التي شاركت في هذه الهجمات الإلكترونية عبر مكتب خاص لدى الشرطة الجنائية الفيدرالية، أعلنت وحدة مكافحة التطرف والإرهاب، أن «خطر الاعتداءات الإرهابية بأجندة أصولية ما زال مرتفعاً في ألمانيا»، مضيفة أن «هذا يظهر من خلال أعداد المتطرفين المسجلين في أنحاء البلاد والذين يقارب عددهم 700 عنصر»، بحسب سفين كورنباخ رئيس وحدة مكافحة التطرف والإرهاب لدى الشرطة الجنائية. وأضاف أن هؤلاء المصنفين «متطرفين» هم «عرضة» للدعاية الإلكترونية بشكل كبير، ولكنه أضاف أن هناك «أشخاصاً صغاراً في السن ومحترمين يمكنهم التطرف من خلال مشاهدة أشرطة فيديو يبثها المتطرفون أو عبر التراسل معهم في رسائل نصية». ولكن مع ذلك فقد «احتفلت ألمانيا بالإنجاز الإلكتروني إلى جانب الدول الأوروبية الأخرى علماً بأن هجوماً مماثلا شُن على مواقع (داعش) العام الماضي، ولكن التنظيم عاد ليثبت وجوده إلكترونياً بعد فترة».
وقد أنشأت ألمانيا في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2018، وحدة خاصة في الشرطة الجنائية الألمانية مهمتها «وقف مد التطرف» عبر الإنترنت في ألمانيا عبر إزالة المواقع والروابط وغرف الدردشة التي تعدّها تمثل خطراً ويمكن أن تدفع بأشخاص إلى التطرف. وخلال عام تقريباً من بدء عمل هذه الوحدة، طالبت بإزالة ما يزيد على 12 ألف رابط على الإنترنت على علاقة بالتنظيم والتطرف الأصولي. وقد استجاب مزودو الإنترنت لـ60 في المائة من هذه الطلبات، بحسب مكتب الشرطة الجنائية الألمانية. وفي الأسبوع الماضي، منذ إطلاق «يوروبول» حملة «القضاء على (داعش) إلكترونياً»، طلب هذا المكتب إزالة 1300 حساب على خدمات الدردشة الإلكترونية.
يأتي هذا فيما تزداد المخاوف في ألمانيا من أن «الإخوان المسلمين» ما زالوا يوسعون نفوذهم ويخترقون المؤسسات التعليمية. وقد نشرت صحيفة «دويتشلاند فونك» تقريراً تحدث عن مخاوف كتلة حزب الليبراليين من أن يكون «مركز توبيغن للعلوم الدينية الإسلامية»؛ «مخترقاً» من قبل أساتذة يحملون أفكار «الإخوان» الذي وصفه مكتب مخابرات داخلية في ألمانيا العام الماضي بأنه «أخطر من (داعش) و(القاعدة) لأنه يسعى لتطبيق الشريعة في ألمانيا». ونقلت الصحيفة عن «الكلية» نفيها أن يكون أحد أساتذتها يحمل أفكار «الإخوان». وطرح الليبراليون في برلمان ولاية بادن فوتنبيرغ أسئلة حول ذلك أمام النواب المحليين انطلاقاً من أن «أساتذة في المعهد أبدوا تقارباً كبيراً من جماعة (الإخوان)». وأشار إلى أن أحدهم كان ألقى محاضرة عام 2015 في دولة قطر التي منحت اللجوء لقادة من «الإخوان» الهاربين من مصر، تحدث فيها عن «اهتراء الغرب» و«نهاية الديمقراطية». وبحسب الصحيفة، فإن هذا الأستاذ الذي شارك في الندوة في قطر يخضع لمراقبة المخابرات الألمانية الداخلية. ونفى المعهد أن يكون هذا المدرس ينتمي لـ«الإخوان»، وقال إن الخطاب الذي ألقاه كان يتعلق بـ«مصالح علمية بحتة».
ويناقش «حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه أنجيلا ميركل، إمكانية حظر تنظيم «الإخوان» في ألمانيا منذ فترة، إلا إن تطبيق قرار الحظر إذا ما تمت الموافقة عليه، فسيكون صعباً جداً نظراً لنكران المؤسسات والأشخاص المتهمين بأنهم يحملون هذا الفكر.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».