«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (5): 4 رحلات صعبة في التاريخ والجغرافيا

يتقدمها فيلم نجوى النجار الثالث

لقطة من فيلم نجوى النجار «بين الجنة والأرض»
لقطة من فيلم نجوى النجار «بين الجنة والأرض»
TT

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (5): 4 رحلات صعبة في التاريخ والجغرافيا

لقطة من فيلم نجوى النجار «بين الجنة والأرض»
لقطة من فيلم نجوى النجار «بين الجنة والأرض»

رحلات طرق وحياة تجمع بين أربعة أفلام عرضت في اليومين الأخيرين.
هناك «بين الجنة والأرض»، جديد المخرجة نجوى النجار في المسابقة الرسمية، و«فتح أبواب السينما» لنزار عنداري، و«بيروت المحطة الأخيرة» لإيلي كمال، و«صيف تشانجا» لفنغ زو. لكن الرحلات تختلف ما بين جغرافيا وتاريخ فلسطين في الفيلم الأول، ومع شخصية سينمائية مرموقة، في الفيلم الثاني، ثم رحلة في الضمير والذات والتاريخ الشخصي في الفيلم الثالث.
تصنع نجوى النجار أفلاماً لافتة للعين ومثيرة للاهتمام. هكذا كان حال فيلميها الأولين «المر والرمان» (2009) و«عيون الحرامية» (2015)، هو الحال ذاته في هذا الفيلم كذلك.

تاريخ قريب
جاء فيلمها الأول، ليفتح نافذة جديدة على موضوع غير مطروق فلسطينياً إلا في أضيق النُطق، وهو أن هناك حياة عادية ملؤها الظروف العاطفية للفلسطينيين، وتحكّم تلك العاطفة في اتجاهات النفس. لكن في طيّات ذلك، هناك نافذة أخرى على مشهد لم يتم البحث فيه إلا قليلاً من قبل، وهو الحياة المسيحية داخل فلسطين. فالحكاية تقع في البيئة المسيحية الفلسطينية، حيث تتزوّج بطلة الفيلم من الشاب الذي تحبّه، لكنه ينتهي بعد أيام قليلة إلى السجن الإسرائيلي، لأنه قاوم أفراد الجيش الإسرائيلي، الذي أراد الاستيلاء على مزرعة الزيتون التي يملكها وعائلته. الوضع المستجد صعب على الزوجين الشابّين. من ناحيتها تحبّه وتحب رقص الباليه الذي كانت تمارسه من قبل، ومن ناحيته هو يحبّها، ويحب أيضاً كرامته التي تمنعه من توقيع التماس يؤمّن له الخروج من سجنه في القريب العاجل. خلال ذلك، هناك أستاذ الرقص الفلسطيني، الذي ينضم للفرقة، والذي تستدعي اهتمامه بطلة الفيلم، كما يستدعي هو اهتمامها‫. ‬
فيلمها الثاني جاء أفضل من بعض النواحي: تنسج عملاً جميلاً تبحث فيه عن حياة سبّاك وخبير مواسير اسمه طارق (خالد أبو النجا). في مشاهد استرجاعية نجده دخل الاعتقال الإسرائيلي بسبب نشاطاته المناوئة للاحتلال. حين خروجه ينتقل من رام الله إلى نابلس باحثاً عن ابنته الصغيرة نور. في رام الله يجد عملاً لدى نافذ فلسطيني (سهيل حداد) يملك مصنع خياطة تعمل فيه أرملة شابّة (سعاد ماسي) تعني بفتاة صغيرة قد تكون ابنة طارق (التي تركها طفلة)، والغالب أنها ليست كذلك. سيبقى السبّاك حائراً في وضع أكبر يشمل المجتمع بأسره، وتتدخل فيه عوامل الاحتلال وظروفه، خصوصاً عندما تكشف المخرجة، في الوقت المناسب، أن الرجل الذي يعمل بطل الفيلم لحسابه لديه علاقات مستترة لتهريب الماء إلى المستوطنات الإسرائيلية.

مضامين خاصة
يعمل الفيلم الجديد على المنوال الفلسطيني ذاته، لناحية تعرّضه للحياة الاجتماعية لزوجين عالقين بين رغبة الزوجة الطلاق وماضي الزوج المخفي. كذلك بين وضعهما معاً ووضع الأراضي المحتلة والتعامل الرسمي للسلطات الإسرائيلية معهما.
هي رحلة طريق تنتقل من الجزء الفلسطيني إلى داخل المناطق الإسرائيلية بحثاً عن سبيل للطلاق بعد زواج دام خمس سنوات. تتهم سلمى (منى حوا) زوجها تامر (فراس نصّار) بأنه كان أنانياً في تلك الفترة، يتصرّف كما لو لم يكن يعي مسؤوليته حيالها، وإنه لم يمنحها حقها في الوجود كامرأة، إذ تشعر، عكس ذلك، بأن وجودها تناقص حتى لم يعد.
على تلك الطريق هناك محطات، فالطلاق في مدينة الناصرة ليس سهلاً، لأن هناك التباساً في هوية تامر، ما يفرض عليهما الانتقال من محطة توقف إلى أخرى. يفقدان الطريق ثم يلتقيان بيهوديين فرنسيين يطلبان منهما نقلهما. يحاولان الوصول إلى بيت الأب الذي ما عاد بيته، إذ يسكن فيه يهودي الآن. ينضم إليهما شاب فلسطيني وتعرض الزوجة عليه أن يساعدهما في وجهتهما، وهذا كله قابع في الساعة الأولى من الفيلم الذي سينتهي وقد اكتشف كل من الزوج وزوجته نفسيهما في مدار عاطفي مزدوج. فوالد تامر الذي لا يعرف عنه الابن شيئاً، كانت لديه أسباب كافية لكي يبقى لغزاً غامضاً وذكريات عاصفة في وجدان ابنه.
في الوقت الذي تضغط فيه المخرجة على نواحٍ مختلفة من المضامين الخاصة والعامة، تفتقد إلى عمق المطروح، وأحياناً حسن معالجته. الفيلم ترفيهي، وهذا ليس عيباً، بحد ذاته، إذا ما كان السكّر المستخدم لذلك معتدلاً. بعض أهم المفارق غير مقنعة ودخيلة (المرأة الدرزية التي تعيش في القنيطرة مجهزة ببعض الخطب المناسبة) وبعضها الآخر يقوم على صدفة اللقاء وسريع الولوج إلى المشهد التالي.
«فتح أبواب السينما» لنزار عنداري هو فيلم تسجيلي عن المخرج السوري محمد ملص، الذي كلما ابتعد عن العمل كلما تحوّل إلى أيقونة تنشد نفض الغبار عنها، وهذا الفيلم يفعل ذلك. إنتاج لبناني مدعوم من الإمارات يدور كاملاً عن ذلك المخرج الذي قاوم النظام والتطرف معاً من دون أن يغادر دمشق التي يحب.
يتناول فيلم عنداري أفلام المخرج فيلماً وراء آخر مستنطقاً محمد ملص حول ذكرياته عن كل فيلم، والسبب الذي دفعه لتحقيقها. يبدأ بحكاية المخرج مع أول مرة دخل فيها صالة سينما في القنيطرة؛ حيث وُلد، ثم دراسته السينمائية في موسكو، ثم إقدامه على تحقيق أفلامه القصيرة، قبل تحقيق فيلميه الروائيين الطويلين «أحلام المدينة» و«الليل».
حين يتوقف المخرج عند رحلته لموسكو لدراسة السينما، نكتشف أمرين كانا سيبقيان مخفيين لولا بوح محمد ملص بهما وهو يتحدث للكاميرا. الأمر الأول أن مدرّسه أنطون مانيكِن سأله عند انتهاء دراسته «ماذا درّستك هنا؟»، قال له ملص «السينما». رد عليه أستاذه قائلاً: «لا. درّستك كيف تخرج الأشياء التي في داخلك».
الأمر الثاني عندما شارك الروائي صنع الله إبراهيم الشقة في موسكو، وقرأ إحدى رواياته، وقرر تحويلها فيلم تخرّج وطلب من القاص تمثيل دور البطولة فيه.
يسرد ملص كذلك تجربته مع المخرج يوسف شاهين، الذي جاء إلى لبنان ليصوّر بعض مشاهد فيلم «القدر» (الذي تقع أحداثه في عصر الأندلس). أصر شاهين على أن يمثل ملص في فيلمه. قبل المخرج السوري ذلك على مضض. بعد انتهاء التصوير، وقبل عودة شاهين إلى مصر، همس شاهين في أذن ملص: «هل عاد شغف السينما إليك؟».
ورد ذلك بعد فيلمي ملص الروائيين، وبداية فترة من القحط، حيث لم يجد المخرج ما يقوم بتحقيقه سوى أفلام تسجيلية. صحيح أنها كانت جيدة ومهمّة، إلا أنها لم تكن سوى جزء من حلم المخرج. وهو الآن يعيش اغتراباً وبعداً عن النشاط مشابهاً. يرنو لتحقيق فيلم جديد لكن السينما العربية تبدو مشغولة عنه.

فيلم بلا أشخاص
من إنتاج لبناني - إماراتي أيضاً «بيرو المحطة الأخيرة» لإيلي كمال. تسجيلي حول موضوعين مرتبطين بالتاريخ: سكة الحديد المتوقفة عن العمل، وذلك من زاوية تاريخ إنشائها وتصوير ما بقي من معالمها في بعض القرى الجبلية، والحرب الأهلية اللبنانية التي يصاحب الحديث عنها الخط الأول، ولو أن اللبناني يعرف ما يدلي به صوت المخرج وما توفره الأسطر المطبوعة من معلومات.
على صعيد ثالث، هناك ذاكرة المخرج التي تروي ما حدث له ولعائلته عندما اضطرت عائلته إلى ترك القرية بسبب الحرب، وكيف سكن في الجزء الشرقي من بيروت واكتشف الجزء الغربي من المدينة بعد انتهاء الحرب.
الصورة لدى المخرج أهم من الكلمات. ما يورده من كلمات لا يوفر جديداً لمن يعلم، ولمن لا يعلم هي مجرد عبارات إيضاح لما هو غير مرتسم بالضرورة على الشاشة. ما يجيده المخرج هو تصوير كائنات التاريخ والطبيعة والحاضر: الصدأ الذي يعلو الآلات والمباني المتهالكة، كما الجبال والسهوب الخضراء والأماكن البعيدة، وخلال ذلك لقطات للمدينة من فوق يستعرضها كما لو كانت قنوات السيارات والبشر فيها مثل الماء الجاري.
يستخدم إيلي كمال الصوت بذكاء والصورة بدقة، ويصوّر كل شيء من دون شخص واحد.
فيلم فَنغ زو «صيف تشانغجا» يختلف عن كل هذه الرحلات على نحو كبير. هو في الذات أكثر مما هو في الظاهر، وفي الماضي الذي لا يزال يعيش في الماضي مقيداً حراك أصحابه.
يكتشف البعض يداً بشرية على شاطئ النهر. التحريان شو (لو يي) وزميل له (تشن مينغاو) يهرعان للمكان، ويبدآن تحرياتهما. كل ما لديهما هو تلك اليد المقطوعة، لكن اتصالاً من طبيبة تقول إنها حلمت بأن أخاها مات، وتم تقطيع جثته، ورمي كل جزء منها في مكان ما، يساعد البوليس على ترميم القضية والبحث عن باقي الجثة التي يجدانها في حقيبة مدفونة (حلمت الطبيبة بمكانها أيضاً) ما عدا الرأس التي سيجدها التحري في النهاية، أو سيعتقد أنه وجدها.
بينما رحلة البحث عن السبب والحدث والقاتل والحقيقة تنضوي على جانب يستثمر فيه المخرج الحكاية بمعالجة بوليسية هادئة، هناك رحلة تزداد وقعاً وأهمية في داخل التحري الوحيد الذي يحاول الخروج من عزلته التي ارتاح فيها طويلاً. لقد أثرت عليه حادثة انتحار صديقته، ويكتشف أن الطبيبة أثر عليها موت ابنتها الطفلة، بسبب إغلاق شقيق الطبيبة (وهو صاحب الجثة) نوافذ السيارة على الطفلة المتروكة في السيارة في جو حار. لم يتذكرها إلا بعد مرور ثماني ساعات.
إذن في حياة كل منهما دراما كاملة، عنوانها فقدان من أحب، وهذا ما يجمع بينهما، ويدفع بقليل من الرومانسية المستخدمة في الفيلم ضمن إطار أكبر من الغاية ذاتها. فالعلاقة بينهما صعبة، لكون كل منهما منتمٍ إلى الماضي، لكن حضور هذا الماضي الذي يحملانه هو الأساس في هذا الفيلم الذي يبتعد عن مجرد كونه حكاية تحقيقات بوليسية.
كما الحال مع نزار عنداري وإيلي كمال: «صيف تشانغجا» هو الفيلم الأول لمخرجه زو. وهو ينحاز لسينما التأمل في الواقع، لكنه لا يتأمل كثيراً على نحو قد يغضب السلطات الصينية، رغم ذلك فإن غضبها وقع فلم تجز الرقابة عرض الفيلم في البلاد، ولو أنها سمحت باشتراكه في قسم «نظرة خاصة» (خلال مهرجان «كان» هذه السنة) وفي قسم مسابقة النقاد في مهرجان القاهرة من دون السماح لصانعيه بالسفر مع الفيلم إلى أي من هذين المهرجانين.
هذا الموقف يبقى لغزاً، لكن اللغز الذي في الفيلم هو الذي ينمو دوماً. هناك ذلك الشعور الآتي من رغبة المخرج دمج قصص الحياة العادية بظروفها غير العادية والتعامل مع طبقات من المعالجات الشخصية والعامة. وجه الممثل الأول لو يي مثل خريطة أرض كاشفة. تعابيره محدودة، لكن ما يرتسم على محياه إزاء المواقف ملتحم بالشخصية التي لا تستطيع أن تفرح.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».