إردوغان: تم القضاء على «الممر الإرهابي» في شمال شرقي سوريا

أنقرة اتهمت موسكو ودمشق بقتل المدنيين في إدلب

TT

إردوغان: تم القضاء على «الممر الإرهابي» في شمال شرقي سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن القوات التركية دمرت عبر عملية «نبع السلام» العسكرية «الممر الإرهابي» المراد تأسيسه في شمال سوريا.
وأضاف إردوغان، أن القوات التركية ستواصل مطاردة «الإرهابيين»، في إشارة إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في مناطق شرق الفرات.
من ناحية أخرى، انتقد إردوغان، في كلمة في مدينة إزمير (غرب) أمس، دعوة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو إلى الحوار المباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد ومصافحته من أجل حل الأزمة السورية. وأضاف: «زعيم المعارضة يدعونا، دون خجل، لأن نتحاور مع رئيس النظام السوري الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف من السوريين، وهو نفسه (كليتشدار أوغلو) يتجنب وصف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بالإرهابيين»، مشيراً إلى أن حزب الشعب الجمهوري يواصل تعامله واتفاقه مع حزب الشعوب الديمقراطي (مؤيد للأكراد) الذي ينعته إردوغان بأنه ممثل حزب العمال الكردستاني المحظور في البرلمان التركي.
وتصنف أنقرة العمال الكردستاني منظمة إرهابية وتقول إن وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي امتداده في سوريا.
في السياق ذاته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن العمليات التي قامت بها القوات التركية في سوريا قضت على «أحلام تأسيس ممر ودولة إرهابية». وأضاف أكار، في كلمة أمام البرلمان الليلة قبل الماضية خلال مناقشة ميزانية وزارة الدفاع لعام 2020، أن مجريات الأحداث في سوريا بدأت تشكل تهديداً على أمن تركيا، منذ بدء العنف في ذلك البلد، وأن أنقرة لم يكن بوسعها البقاء متفرجة على تلك الأحداث، وأن القوات التركية قامت بما يجب من أجل ضمان أمن وسلامة حدود البلاد والمواطنين الأتراك.
وأشار إلى أن المناطق التي تم تطهيرها عبر العمليات العسكرية التركية، بدأت باستقبال السوريين من تركيا ومناطق أخرى.
وعن وضع الجيش الوطني السوري المؤلف من فصائل مسلحة موالية لتركيا، قال أكار: «هذا الجيش ليس عشوائياً، فهناك حكومة سورية مؤقتة، وهذه الحكومة عينت وزيراً للدفاع وقائداً للأركان، وهو يشرف على عناصر الجيش الوطني السوري الذي يقاتل إلى جانب الجنود الأتراك، وهو جيش يتحلى بروح الوطنية، ويدافع عن أرضه ومواطني بلده».
وعدّ أكار جميع العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية سواء داخل البلاد أو خارجها، كفاحاً ضد التنظيمات الإرهابية وليست حرباً، قائلاً إن بلاده تدعم السلام دائماً، وتعمل انطلاقاً من مفهوم نشر السلام في الداخل والخارج.
وعن الأوضاع في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، قال أكار إن القوات التركية وأجهزة الاستخبارات، حددت الأماكن التي توجد فيها المجموعات المتطرفة، في إشارة إلى بعض الفصائل المصنفة تنظيمات إرهابية في إدلب مثل هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني.
واتهم أكار قوات النظام السوري، المدعومة من روسيا، بمواصلة قصف المدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية والأحياء السكنية وقتل المدنيين، مشيراً إلى أن بلاده تتعاون بشكل مكثف مع روسيا في هذا الصدد.
ومنذ أكثر من أسبوعين تدور اشتباكات متقطعة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، في ظل إطلاق الجيش السوري بدعم جوي روسي كثيف حملة عسكرية جديدة على جنوب وشرق إدلب.
ودفعت تركيا أول من أمس، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المناطق الحدودية مع سوريا، كما تقوم بتعزيز نقاط المراقبة العسكرية التابعة لها في إدلب بصورة دورية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.