الصادرات والإنفاق والمستهلكون ينقذون ألمانيا من الركود

TT

الصادرات والإنفاق والمستهلكون ينقذون ألمانيا من الركود

أظهرت بيانات تفصيلية الجمعة أن الصادرات القوية والإنفاق الحكومي والمستهلكين ساعدوا اقتصاد ألمانيا على تفادي الركود في الربع الثالث، مما يؤكد قراءة أولية لنمو الاقتصاد 0.1 في المائة في الربع المنتهي في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي إن الصادرات نمت واحدا في المائة في الربع الثالث، ما يعني أن صافي التجارة ساهم بمقدار 0.5 نقطة مئوية في النمو الاقتصادي الكلي. ويمر أكبر اقتصاد في أوروبا بفترة ضعف إذ تعاني شركات التصنيع الألمانية التي تعتمد على التصدير من ركود يرتبط بالنزاعات التجارية وتعثر لقطاع السيارات وضبابية بشأن الخروج المزمع لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي العام العاشر على التوالي من النمو، يعول الاقتصاد على قوة الاستهلاك مع ضعف الصادرات، مما نجم عنه انكماش الناتج المحلي الإجمالي 0.2 في المائة في الربع الثاني.
وأظهرت البيانات أن الاستهلاك الخاص نما 0.4 في المائة وأن الإنفاق الحكومي زاد 0.8 في المائة، مما تمخض عن مساهمة كل قطاع منهما بمقدار 0.2 نقطة مئوية في النمو. وعلى أساس سنوي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة واحد في المائة خلال الربع الثالث بعد تراجع نسبته 0.1 في المائة في الربع الثاني. وارتفعت وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي بعد احتساب التغيرات في أيام السنة من 0.3 في المائة في الربع الثاني، إلى 0.5 في المائة في الربع الثالث، في أسرع وتيرة نمو للاقتصاد الألماني خلال العام الجاري.
وجاءت معدلات النمو السنوية متفقة مع تقديرات سابقة. وأسهم نمو التجارة الخارجية في تحسن أداء الاقتصاد الألماني؛ حيث ارتفعت الصادرات بنسبة واحد في المائة فيما ارتفعت الواردات بنسبة 0.1 في المائة فقط خلال نفس الفترة.
من جهة أخرى، ذكرت مؤسسة «إي.إتش.إس ماركيت» للدراسات الاقتصادية أن القطاع الخاص في ألمانيا انكمش في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ولكن بوتيرة أقل مقارنة بالشهر الماضي.
وارتفع المؤشر المركب لناتج القطاع الخاص في ألمانيا إلى 49.32 نقطة في نوفمبر، مقابل 48.9 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتشير قراءة المؤشر أدنى من خمسين نقطة إلى انكماش القطاع. وجاءت قراءة المؤشر للشهر الجاري أقل بفارق طفيف عن القراءة المتوقعة وكانت تبلغ 49.3 نقطة.
وبحسب المؤشر، ظل قطاع الصناعة كما هو كنقطة الضعف الرئيسية في نوفمبر. وارتفع مؤشر مديري مشتريات المصانع إلى 43.8 نقطة الشهر الجاري، مقابل 42.1 نقطة في أكتوبر، في أعلى ارتفاع له خلال خمسة أشهر. واستمر انخفاض معدل نمو قطاع الخدمات الألماني؛ حيث سجل هذا القطاع أقل وتيرة نمو له منذ سبتمبر عام 2016.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات من 51.6 نقطة في أكتوبر، إلى 51.3 نقطة في الشهر الجاري، فيما كانت من المتوقع أن يسجل المؤشر 52 نقطة.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».