«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (4): «بيك نعيش» افتتح قسم «آفاق السينما العربية»

الزوج والزوجة في «بيك نعيش»
الزوج والزوجة في «بيك نعيش»
TT

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (4): «بيك نعيش» افتتح قسم «آفاق السينما العربية»

الزوج والزوجة في «بيك نعيش»
الزوج والزوجة في «بيك نعيش»

افتتح قسم «آفاق السينما العربية» أعماله بالفيلم التونسي «بيك نعيش»، وذلك في اليوم الثاني من أعمال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انطلق في العشرين ويستمر حتى الثلاثين من هذا الشهر.
المسابقة التي تتخصص في عروض أفلام عربية دخلت عامها السادس هذه السنة، بعدما انطلقت بستة أفلام في دورتها الأولى كسبيل لتعزيز وجود السينما العربية في هذا المهرجان، وتوفير سند إعلامي وجماهيري لها، مع جائزة متواضعة للفيلم الفائز.
الآن، أصبحت التظاهرة إحدى أهم التظاهرات التي ينتظرها القادم إلى القاهرة، جنباً إلى جنب القطاع العريض من المشاهدين، الذين يدركون أن توزيع الأفلام في البلاد العربية، بالنسبة لهذا النوع من الأعمال المختلف عن السينما السائدة، هو أمر مستحيل للأسف.

- أزمة مزدوجة
«بيك نعيش» هو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه مهدي البرصاوي، بعد ثلاثة أفلام قصيرة نال بعضها جوائز في مهرجانات أخرى. وكون هذا الفيلم هو الروائي الطويل الأول يجعل المرء أمام توقعات شتّى أسوأها أن يعاني الفيلم مما يطلق عليه عثرات البداية، لكن عكس هذا هو ما ينتهي إليه العمل على مختلف أصعدته.
يحكي قصة عائلة سعيدة من ثلاثة: الأب فارس (سامي بوعجيلة)، ومريم (نائلة بن عبد الله)، وابنهما الصغير يوسف (يوسف خميري)، وهم يمضون وقتاً طيباً مع أصدقاء ومعارف في الريف. تمسح الكاميرا (يقودها الفرنسي أنطوان إبيريل) الجو العام منتقلة بين الوجوه وحركات الأيدي، وتحاول نقل الجو المرح لهذا التجمّع. الطريقة التي اختيرت لعكس هذا الفرح الواضح لا تشي بفيلم غير تقليدي. لكن حالما تركب العائلة سيارتها في طريق العودة على ألحان «دسك» لأغنية شعبية حديثة حتى يدرك المشاهد أن شيئاً خطيراً لا بد سيحدث. ربما حادثة طريق، خصوصاً أن الأب وراء المقود يشارك الرقص والغناء، ونصف عينه على الطريق ومنحنياته.
يقع ذلك الحادث مفاجئاً، على الرغم من توقعه، إرهابيون يطلقون النار على السيارة من دون سابق إنذار. في محاولة فارس الهرب، يُصاب ابنه. يهرع الأب وزوجته به إلى أقرب مستشفى، ثم إلى آخر مجهز بما تتطلبه عملية جراحية قد تبقي الصبي على قيد الحياة، أو تخفق في هذا الصدد فيموت.
يتطلب الصبي يوسف عملية نقل كبد مناسب، وبنتيجة التحليل يكتشف الطبيب المشرف أن الأب ليس الأب البيولوجي للولد. مفاجأة تعصف بالأب الذي عاش حياته الزوجية معتقداً أن يوسف هو ابنه. الوقع قوي كذلك على الزوجة التي كانت على علاقة برجل آخر ابتعد عنها، وهو الأب الفعلي للصبي القابع طوال الوقت بين الحياة والموت.
ما ورد آنفاً هو الجانب الاجتماعي - الأسروي التي تبدلها حادثتان: رصاصة في الكبد وأخرى في العلاقة العاطفية بين الزوج وابنته.
لكن المخرج، الذي كتب السيناريو، أوعى من أن يترك النص من دون دمجه بقضية واسعة مبللة بالوضع السياسي، فكون الأحداث تقع بالقرب من الحدود الليبية، وفي سنة من العنف الدموي هناك (2011)، سمح له بأن يعيل على فكرة أن يوافق الأب على اقتراح شخص غير معروف لديه بجلب كبده عبر الحدود، لإنقاذ ابنه، في الوقت الذي كانت فيه الأم تحاول الاتصال بمن أنجبت منه قبل 11 سنة، لكي يأتي ويتبرع بجزء من كبده، كما أوصى الطبيب.
الطرف الأول من الموضوع هو أول تعرض سينمائي عربي معروف لمسألة الاتجار بالأعضاء البشرية، ضحاياها من الأولاد الصغار. هناك ذلك المشهد الذي يعتقد فيه الأب، وقد ساق سيارته إلى نقطة بعيدة من الصحراء، حسب موعد مضروب، أنه سيستلم كبد صبي بالفعل فإذا به يستلم صبياً حُكم عليه بأن يكون ضحية بريئة يتم الاتجار بها بلا رحمة. الصبي، أسود البشرة، لا يعرف ما الذي سيحصل له نتيجة عملية المبادلة: المال وهو، والفيلم يحسن إخراجه بعد قليل من الحبكة بعدما أدّى دوره الأكبر في الإشارة إلى القضية المنسية التي يمثلها.

- ثلاثية العلاقات
قبل ذلك وبعده، يعمل الفيلم على إيفاء العلاقة المنسوفة بين الزوجين. وأحد أبرع الملامح هنا يكمن في عبارة ترد سريعاً (ولا يعمل المخرج على استنفاذها كاملاً) على لسان الزوجة التي تقول لزوجها الرافض للحديث معها بعد اكتشافه أنه ليس أب الصبي، متسائلة عما إذا كان موقفه الثائر هو ما عاد به من فرنسا، بعد أن هاجر إليها للعيش والعمل. لا يملك فارس جواباً، لكن الفيلم يلكز خاصرة هذه القضية بدورها: عودة الشرقي لتقاليده حالما يعود من الهجرة فإذا به يتصرف كما كان سيتصرف معظم أبناء وطنه.
«بيك نعيش» هو أحد عدة أفلام تونسية تتناول العلاقة بين أب وابن وأم تم تحقيقها خلال العام الماضي، وهذه السنة، وتجتمع في أنها تطرح هذه العلاقة الثلاثية بين زوجين؛ الأب فيها حاضر دائماً، لكن الزوجة غائبة في أحد هذه الأفلام، والابن غائب في فيلم آخر.
كذلك تجتمع في أن «بيك نعيش» ينضم إلى ثلاثة من هذه الأفلام في موضوع مهم هو عودة الأب المهاجر إلى تونس بعد حياة ناجحة في فرنسا. هنا التقريب النموذجي لكيف أن هذه العودة ليس فقط بدنية، بل تحمل في طياتها العودة إلى المفاهيم التقليدية، وتبنيها حال حدوث مأساة كالذي يعرضها هذا الفيلم.
ما يجعل المسألة أصعب على الزوجين حقيقة أن الزوجة هنا لم تكن تعلم مطلقاً أن ابنها يوسف ليس من زوجها فارس. الخبر الذي زُف إليها بقدر كبير من العناية من قِبل الطبيب (نعمان حمدة) فاجأها كما فاجأ، لاحقاً، الزوج عندما علم بالأمر.
بينما يحسن السيناريو التعامل مع الحاضر تحت تأثير ذلك الماضي، يحسن كذلك البقاء في الحاضر عوض فتح نافذة عريضة صوب الماضي. يكتفي بالمفاجأة، وبالحوار الساخن، ومحاولة الزوجة إيضاح أنها لم تكن تعلم، وثورة الزوج، وكل ذلك يفي بالكثير، ويلغي ما كان سيؤول إلى ميلودرامية الموقف لو أن الفيلم سمح لنفسه النهل من الأمس على نطاق واسع.
لكن النهاية هي التي تشرئب بعنقها في عدم تجانس. عملياً هناك إسراع مبرر (ولو غير محبّذ)، في الدقائق العشرين الأخيرة. لكن ما يجعل الفيلم يبدو وقد رزح تحت ضغط إقفال حكايته أن تقديم شخصية سامي، الأب الطبيعي للابن، تم في الدقائق الأخيرة، وموافقته سريعة (ولو أنه سبق وأن رفض ذلك عبر اتصال هاتفي مسبق) بالتالي ليست مبررة جيداً. لو تم تقديم سامي بمشهدين أو ثلاثة سابقة لانضبط موقفه تحت شروط أكثر إقناعاً.
«بيك نعيش» فيلم صلب في موضوعه على جانبي هذا الموضوع. الحكاية العائلية معالجة بإتقان، والعلاقة بين الزوجين موزعة في مشاهد متساوية ومن دون حكم لصالح آخر. الحرب الليبية، التي تحتل جزءاً أصغر من الفيلم، تقحمنا فيما هو خطير وغائب ومغيّب، وهو التجارة بمخطوفين من الأولاد (نراهم يهرعون إلى شاحنة صغيرة كالماشية لسوقهم بعيداً) من قِبل رجال لم تعد تحيا في قلوبهم أي عاطفة ولا في ضمائرهم أي روادع أو واعز.


مقالات ذات صلة

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».