التحالف يتهم الحوثيين بالتزييف وينفي «مزاعم» إسقاط مقاتلة

TT

التحالف يتهم الحوثيين بالتزييف وينفي «مزاعم» إسقاط مقاتلة

نفى تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي «ما تتداوله الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بإسقاط طائرة مقاتلة من نوع (ف-15) تتبع لقوات التحالف الجوية»، وقال المالكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) مساء أمس إن ذلك «لا أساس له من الصحة». ووصف المتحدث ما جرى نشره من ادعاء «محاولة سابقة وفاشلة في الأول من يوليو (تموز) 2018»، مشددا على أن الادعاء الحوثي «امتداد لمنهجية الميليشيات في التزييف».
وحيال السفن التي خطفتها الجماعة الحوثية أول من أمس نقلت قناة «العربية» عن تحالف دعم الشرعية إعلانه «انتهاء عملية خطف القاطرة البحرية «رابغ 3» وتسليمها للشركة المالكة أمس. وشدد التحالف على استمراره في جهود حفظ أمن الملاحة البحرية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
ميدانيا، قتل مواطن يمني وأصيبت امرأتان؛ إحداهما نازحة، برصاص ميليشيات الحوثي الانقلابية جنوب مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، بالتزامن مع إحباط الجيش الوطني محاولات تقدم الانقلابيين إلى مواقعه غرب تعز، ومقتل مدنيين اثنين بانفجار لغم حوثي في البيضاء، وسط اليمن.
وقالت مصادر محلية، نقل عنها المركز الإعلامي لـ«قوات ألوية العمالقة» الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «المواطن سعيد سالم زهير قتل، الأربعاء، برصاص ميليشيات الحوثي في مديرية حيس أثناء استهداف الانقلابيين منازل المواطنين والأحياء السكنية بالمديرية».
وأضافت: «كما أصيبت امرأة نازحة، الأربعاء، في منطقة المتنية التابعة لمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، برصاص قناص حوثي أطلق النار على منازل المواطنين بشكل مباشر، ما أسفر عن إصابة امرأة نازحة تدعى حميدة يحيى هبل (45 عاماً)، إصابة بليغة في القدم اليسرى، حيث هرع مواطنون من أبناء المنطقة لإسعاف المرأة المصابة إلى المستشفى الميداني في مديرية الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية». كما «أصيبت امرأة أخرى، مساء الثلاثاء، إصابة في الرأس ليتم إسعافها إلى مستشفى الخوخة الميداني لتلقي العلاج».
وأكدت «ألوية العمالقة» أن «ميليشيا الحوثي تواصل استهداف المواطنين في مختلف مناطق محافظة الحديدة، مخلفة مئات الشهداء والجرحى من المدنيين في صفوف المدنيين؛ معظمهم من النساء والأطفال دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكناً».
في الأثناء، أعلن فريق جمع القذائف العامل ضمن مشروع نزع الألغام «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» في اليمن، إتلافه 6324 لغماً وقذيفة غير منفجرة في المخا بالساحل الغربي غرب تعز. وقال مدير عام مشروع «مسام»، أسامة القصيبي، إن «هذه العملية تضمنت إتلاف 815 لغماً مضاداً للدبابات... وغيرها».
تزامن ذلك مع تجدد المواجهات في عدد من المواقع في الجبهتين الغربية والشرقية في تعز، عقب تصدي الجيش الوطني لهجمات واسعة شنتها ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقع الجيش الوطني وأشدها في الجبهة الغربية، وفقاً لما أفاد به مصدر عسكري في محور تعز؛ إذ قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الوطني أفشل محاولات ميليشيات الانقلاب التقدم إلى مواقع الجيش الوطني في حذران والصياحي وتبة الخندق، غرب المدينة، لليوم الثاني على التوالي».
وأوضح أن «قوات الجيش الوطني ترصد تحركات الانقلابيين في مختلف جبهات القتال وتصد كل محاولاتهم المستميتة في إحراز أي تقدم لها في الشمالية والغربية والشرقية، وأبرزها محاولات ميليشيات الحوثي الانقلابية التقدم إلى الضباب، حيث الطريق الوحيدة الرابطة (المؤدية) إلى مدينة تعز».
وفي البيضاء، وسط اليمن، قتل مدنيان جراء انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية السوداء، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الحكومية «سبأ»، التي نقلت عن مصادر محلية تأكيدها «مقتل كل من عبد ربه راكن عبد ربه الوهبي، ومحمد ناصر عبد ربه الوهبي، في منطقة عبل الوهبية بمديرية السوادية، بعد انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيا الحوثي، أدى إلى وفاتهما على الفور».
وكان عدد من المواطنين والأطفال قتلوا أو أصيبوا إثر انفجار عدد من الألغام التي زرعتها الميليشيا في الطرق ومناطق رعي الأغنام في مناطق متفرقة من البيضاء، وأدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال، إلى جانب نفوق قطعان من الماشية.


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».