«حماس» تشدد إجراءاتها على الحدود مع مصر

رجال أمن وكاميرات ومناطق عازلة لمراقبة 12 كيلومتراً من السياج والأنفاق والمناطق التجارية والمعابر

صورة أرشيفية لعنصر من «حماس» يتبادل الحديث مع جندي مصري على الحدود المشتركة (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لعنصر من «حماس» يتبادل الحديث مع جندي مصري على الحدود المشتركة (الشرق الأوسط)
TT

«حماس» تشدد إجراءاتها على الحدود مع مصر

صورة أرشيفية لعنصر من «حماس» يتبادل الحديث مع جندي مصري على الحدود المشتركة (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لعنصر من «حماس» يتبادل الحديث مع جندي مصري على الحدود المشتركة (الشرق الأوسط)

دفعت حركة «حماس» هذا الأسبوع، بمزيد من جنودها إلى الحدود مع مصر من أجل تأمين أفضل للحدود التي تشهد بين الفينة والأخرى محاولة تسلل متشددين من غزة إلى سيناء والعكس.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة شددت في الآونة الأخيرة في مراقبة الحدود بسبب محاولات تسلل متكررة لمتشددين وخشية استغلال هؤلاء للتصعيد مع إسرائيل من أجل التسلل إلى سيناء. وبحسب المصادر، فقد دفعت الحركة بقوات أمن إضافية إلى الحدود وأحبطت 3 عمليات تسلل في غضون 10 أيام.
وتعتمد «حماس» على مراقبة أمنية من خلال دوريات أمنية وعبر كاميرات مثبتة على طول الحدود. وتابعت المصادر أن العملية ليست هينة في ظل وجود مناطق مفتوحة وأنفاق ومناطق سكنية ونقاط عسكرية ومناطق تجارية قريبة من مصر.
وقبل أيام قليلة، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، التي تديرها حركة «حماس» إحباطها محاولة تسلل جديدة قام بها 3 أشخاص لعبور الحدود الفاصلة بين جنوب القطاع ومصر. وقالت الوزارة في بيان مقتضب: «أحبطت قوات الأمن الوطني محاولة تسلل 3 أشخاص عبر الحدود الجنوبية مع مصر». وأشارت إلى أنه جرى القبض على أحدهم، وأن قوات الأمن لا تزال تتعقب آثار اثنين آخرين. وأوضحت أن قوات الأمن تواصل استنفارها على طول الحدود الجنوبية.
والجمعة قبل الماضي، تمكنت «حماس» من إحباط محاولة تسلل إلى الأراضي المصرية عبر الحدود الجنوبية للقطاع، وذلك بعد تبادل لإطلاق النار مع 3 مسلحين، واعتقلتهم وضبطت أسلحة بحوزتهم. وقبل ذلك أحبطت الحركة محاولة أخرى.
وهذه المحاولات المتكررة أجبرت «حماس» على تشديد قبضتها على الحدود إيفاء باتفاق جرى في عام 2017 مع مصر بتأمين الحدود الفاصلة والممتدة لـ12 كيلومتراً. ومنذ ذلك الوقت، جرفت «حماس» مناطق ونصبت أسلاكاً شائكة، وكاميرات وراحت تُسيّر دوريات على الحدود.
ويراقب مئات من عناصر الأمن التابعين لـ«حماس» الحدود مع مصر بشكل حثيث وغير مسبوق في وقت وسعت فيه الحركة من ملاحقة عناصر على اتصال مع تنظيم «داعش» في سيناء. وتشن «حماس» حرباً بلا توقف ضد التنظيمات المتشددة، التي تستلهم نهج تنظيم «داعش»، لكنها تأخذ طابع المد والجزر بحسب الوضع الأمني والداخلي.
وعلى مدار أعوام طويلة، اعتقلت «حماس» العشرات من مناصري «داعش» في قطاع غزة، في حين تطارد آخرين.
وتركز «حماس» على ملاحقة واعتقال المنتمين للتنظيمات المتشددة ومؤيديهم، وتحولهم بالعادة إلى محاكمات عسكرية وتزج بهم في السجون.
وقالت المصادر إن «حماس» تحارب هذا الفكر عبر المساجد أيضاً. ويعمل خطباء المساجد بين الفينة والأخرى ضد «الفكر المنحرف»، ويركزون في خطب الجمعة على «حرمة دم المسلم، وخطورة الانحراف الفكري على الإنسان والمجتمع». وطلبت مؤسسة الأوقاف التابعة لـ«حماس» من الخطباء أكثر من مرة حث الناس على كبح هذا الفكر المنحرف، وتقييد أصحابه، ومواجهتهم بكل الطرق التي تضمن أمن الناس على دمائهم وحياتهم.
وعادة تراقب قوات الضبط الميداني، التي تشمل عناصر من القسام والداخلية، الحدود مع مصر، من أجل الحد من تنقل المتشددين بين غزة وسيناء. وتعمل الداخلية بشكل مباشر على تأمين الحدود ومتابعة الحملات ضد أصحاب «الفكر المنحرف»، لكن أحياناً تتدخل كتائب القسام في تأمين منطقة رفح الحدودية لمنع أي تنقلات للتيار الذي يطلق على نفسه اسم «السلفية الجهادية»، ويعمل مع تنظيم داعش في سيناء.
وتسعى «حماس» إلى كبح جماح التنظيم في قطاع غزة لأكثر من سبب، إرضاء لمصر، ولأن عناصر التنظيم عملوا ضد «حماس» في أحيان كثيرة. وتساعد هذه الجهود في تطور العلاقة بين مصر و«حماس» بعدما ساءت إلى أبعد حد بعد سقوط نظام الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
وفي سبيل الحفاظ على العلاقة، غيرت «حماس» نظامها الداخلي وبدأت تعاوناً غير مسبوق مع الحكومة المصرية الحالية تخللتها تعليمات صارمة لعناصر الحركة بعدم التدخل أو التعليق من قريب أو بعيد على أي حدث متعلق بمصر أو بالإخوان المسلمين.



توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
TT

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الجماعة.

جاء ذلك خلال دعوة وجهتها ما تسمى الغرفة التجارية والصناعية الخاضعة للحوثيين في صنعاء لمُلاك صالات الأعراس والمناسبات تحضهم على حضور ما تسميه اللقاء التأسيسي لقطاع صالات الأعراس والمناسبات تحت إدارة ورعاية وإشراف قيادات في الجماعة.

جانب من اجتماع قيادات حوثية تدير أجهزة أمنية في صنعاء (إعلام حوثي)

يتزامن هذا التحرك مع شن الجماعة مزيداً من حملات فرض الإتاوات والابتزاز والاعتقال لمُلاك صالات الأعراس والفنانين والمُنشِدين بذريعة حظر الغناء والتصوير وكل مظاهر الفرح، ضمن مساعيها لإفساد بهجة السكان وتقييد حرياتهم.

ووضعت قيادات حوثية تُدير شؤون الغرفة التجارية في صنعاء شروطاً عدة للانضمام والمشاركة في اللقاء التأسيسي المزعوم، من بينها امتلاك مالك القاعة الذي سيحضر سجلاً تجارياً، وأن تكون بطاقة عضويته في الغرفة الحوثية مُجدَّدة لعام 2024، كما حدّدت الجماعة يوم 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، موعداً لانعقاد اللقاء التأسيسي لمُلاك صالات الأعراس.

وسبق للجماعة الحوثية أن داهمت في أواخر مايو (أيار) العام الماضي، مقر الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، وعيّنت أحد عناصرها رئيساً لها بالقوة، وأزاحت رئيس وأعضاء مجلس الإدارة المنتخبين.

ويقول ناشطون حقوقيون في صنعاء إن إنشاء هذا الكيان الرقابي يندرج ضمن توجه الجماعة لفرض كامل السيطرة على القطاع، وإرغام الصالات على الالتزام بالتعليمات فيما يخص حظر الأغاني، ودفع مزيد من الإتاوات والجبايات.

دهم وخطف

أكدت مصادر محلية في محافظة عمران (شمال صنعاء) قيام الجماعة الحوثية باختطافات وإجراءات تعسفية ضد ملاك صالات الأعراس والمنشدين، كان آخرها قيام القيادي في الجماعة أبو داود الحمزي المعيّن مديراً لأمن مديرية خمر باعتقال المُنشد محمد ناصر داحش، وثلاثة من أعضاء فريقه الإنشادي من صالة عُرس وسط المدينة.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحمزي ومسلحيه اقتحموا صالة العُرس، وباشروا بمصادرة ونهب ما فيها من أجهزة ومعدات، وخطف مالك الصالة والمُنشد وفريقه، والزج بهم في أحد السجون.

حالة هلع بحفل زفاف اقتحمه حوثيون لمنع الغناء في عمران (إكس)

ويتهم القيادي الحمزي، وفق المصادر، المُنشد داحش بتحريض الفنانين والمُنشدين وملاك قاعات الأفراح والسكان بشكل عام على رفض القرارات التعسفية الصادرة عن جماعته، التي تشمل منع الأغاني في الأعراس.

وصعدت الجماعة على مدى الفترات الماضية من عمليات الدهم والمصادرة والخطف التي ينفّذها عناصر تابعون لها تحت اسم «شرطة الأخلاق»، ضد قاعات الأفراح والفنانين.

وأرغم الحوثيون، أخيراً، نساء يمنيات في مناطق بمحافظة إب على ترديد «الصرخة الخمينية»، والاستماع إلى الزوامل الحوثية داخل صالات الأعراس، مقابل السماح لهن بإقامة الأفراح في الصالات بعد الالتزام بالشروط كافة.

كما فرض الانقلابيون في منتصف الشهر الماضي قيوداً مُشددة على مُلاك قاعات الأعراس في ريف صنعاء، حيث حددوا وقت أعراس النساء في الصالات إلى الساعة الثامنة مساءً، ومنعوا التصوير ومكبرات الصوت، كما حظروا دخول العريس للقاعة لأخذ عروسه، ومنعوا استدعاء الفنانين والفرق الغنائية في الأعراس.