مقابلتان نادرتان تهزان الشارع البريطاني

الأمير أندرو نفى الاتهامات الأخلاقية الموجّهة إليه... وأميركية «تعاتب» جونسون على حظرها

صورة أرشيفية للملكة إليزابيث والأمير أندرو في ويندسور 12 مايو 2017 (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية للملكة إليزابيث والأمير أندرو في ويندسور 12 مايو 2017 (إ.ب.أ)
TT

مقابلتان نادرتان تهزان الشارع البريطاني

صورة أرشيفية للملكة إليزابيث والأمير أندرو في ويندسور 12 مايو 2017 (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية للملكة إليزابيث والأمير أندرو في ويندسور 12 مايو 2017 (إ.ب.أ)

تسمّر البريطانيون وراء شاشاتهم مساء أمس وأول من أمس، لمتابعة مقابلتين نادرتين؛ إحداهما للأمير أندرو، الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية، وهو ينفي اتهامات أخلاقية تلاحقه، والأخرى لسيدة أعمال أميركية «تلوم» رئيس الوزراء بوريس جونسون لقطعه علاقته بها.
وفي حين كان ملايين البريطانيين ينتظرون انطلاق بثّ الجزء الثالث من مسلسل «العرش» الذي تُذيعه خدمة «نتفليكس» عن حياة الملكة إليزابيث وعائلتها والذي أثار جدلاً واسعاً بسبب مبالغات بعيدة عن الحقيقة، فوجئوا بـ«عرض ملكي» من نوع مختلف جاء في شكل مقابلة حقيقية، لأمير بريطاني حقيقي، يعلّق على اتّهامات أخلاقية يقول إنها غير حقيقية.
فقد وافق الأمير أندرو (59 عاماً) على تخصيص مقابلة نادرة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للرد على الاتهامات التي تلاحقه منذ أشهر، والتي تزعم أنه أقام علاقة جنسية مع شابة أميركية في الـ17 قبل سنوات. وتصدّرت هذه الاتهامات الصفحات الأولى للجرائد العالمية لاتّصالها مباشرة بقضية الملياردير الأميركي جيفري إبستين الذي أُدين وسُجن في السابق لإقامة علاقات جنسية مع قاصرات مقابل المال. وأعيد توجيه اتهامات لإبستين هذا العام بالاتجار في قاصرات لأغراض الاستغلال الجنسي والتآمر، وعُثر عليه منتحراً في سجنه بنيويورك في أغسطس (آب) الماضي.
ونفى الأمير أندرو كل الاتهامات التي وجّهتها له الأميركية فيرجينيا روبرتس (التي تحمل الآن اسم فيرجينيا جيفري)، والتي قالت إن إبستين أجبرها على ممارسة الجنس مع الأمير في لندن ونيويورك وفي جزيرة خاصة في الكاريبي بين عامي 1999 و2002. وتعليقاً على صورة قديمة جمعته بفرجينيا في عام 2001 ونشرتها الصحف أخيراً، لمّح الأمير أندرو في مقابلته مع «بي بي سي» إلى أن الصورة قد تكون مزيّفة، دون أن يؤكّد ذلك. وأضاف: «لا أتذكر أنني التقيت مع هذه السيدة على الإطلاق، لا (أتذكّر) شيئاً من هذا القبيل على الإطلاق».
وتحدّث الأمير أندرو كذلك عن علاقته مع إبستين وسبب زيارته في منزله بنيويورك في عام 2010 رغم إدانته في قضية أخلاقية. وقال الأمير إنه أخطأ في التقدير، وإنه توجّه إلى منزل إبستين لإخباره رسمياً بقطع علاقته به، وذلك بعد سنتين من أول إدانة لرجل الأعمال الأميركي بارتكاب جرائم جنسية. وأوضح الأمير: «أنا أعاقب نفسي كل يوم لأنه كان شيئاً غير لائق بعضو من العائلة المالكة، ونحن نحاول الالتزام بأعلى المعايير والممارسات وقد خذلتهم».
وفي حين لا يزال البريطانيون يناقشون تفاصيل هذه المقابلة التي أثارت جدلاً واسعاً، ويقرأون تحليلات الصحف حول تداعياتها المحتملة على صورة العائلة المالكة، فوجئوا صباح أمس بمقابلة أخرى تحمل اتهامات لرئيس الحكومة بوريس جونسون.
ونشرت قناة «آي تي في» قبل ساعات مقتطفات من مقابلة أجرتها مع جنيفر أركوري سيدة الأعمال الأميركية، التي كانت مقرّبة من رئيس الوزراء البريطاني خلال شغله منصب عمدة لندن. وقالت أركوري إنها شعرت «بخيبة أمل» عقب انتهاء صداقتها مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي أبعدها عن حياته «كأنها شبح». وذكرت شبكة «آي تي في» أن جونسون وأركوري «كانا على علاقة لأكثر من 4 أعوام»، لافتة إلى أن الأخيرة رفضت تأكيد ما إذا كان هذا الوصف دقيقاً أم لا. وخاطبت أكوري جونسون مباشرة عبر المقابلة، وقالت: «لا أفهم لماذا حظرتني وتجاهلتني كما لو كنت شخصاً (...) عابراً (...) لأنني لم أكن كذلك، وأنت تعلم ذلك».
في المقابل، عدّ متحدث باسم حزب المحافظين أن مزاعم البرنامج «لا أساس لها من الصحة».
جدير بالذكر أن أركوري تخضع لاستجواب من جانب مجلس بلدية لندن، بشأن ما إذا كان جونسون خصّها بامتيازات مادية غير لائقة أثناء توليه منصب عمدة لندن. وذكر المجلس في خطاب موجه لرئيس الوزراء البريطاني في 23 سبتمبر (أيلول)، إنه قلق بشأن المزاعم التي تفيد بأنه «أخفق في الإعلان عن تضارب مصالح محتمل فيما يتعلق بمنح أموال عامة لجنيفر أركوري».
وطالب المجلس هيئة رقابية بالشرطة بالتحقيق بشأن ما إذا كان هناك، أم لا، تضارب مصالح. وقد علقت الهيئة العمل في القضية لحين إجراء الانتخابات العامة في 12 ديسمبر (كانون الأول)، بحسب ما ذكرته صحيفة «ذا غارديان».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.