مصر تروّج إلكترونياً لـ50 منطقة أثرية

احتفالاً بمرور 117 عاماً على إنشاء «متحف التحرير»

مصر تروّج إلكترونياً لـ50 منطقة أثرية
TT

مصر تروّج إلكترونياً لـ50 منطقة أثرية

مصر تروّج إلكترونياً لـ50 منطقة أثرية

دشنت وزارة الآثار المصرية النسخة التجريبية من الموقع الإلكتروني «آثار مصر»، للتعريف بالمواقع الأثرية المصرية وإبرازها والترويج لها سياحياً. وتضم المرحلة الأولى من المشروع الجديد، عرض بيانات 50 موقعاً أثرياً على مستوى الجمهورية، وفق ما أعلنه وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني على هامش الاحتفال بمرور 117 عاماً على افتتاح المتحف المصري بالتحرير، مساء أول من أمس. مضيفاً أنّ «الموقع أُطلق عبر تعاون فريق من وزارة الاتصالات المصرية وإحدى الشركات التكنولوجية المتخصصة، بعد وضع استراتيجية تهدف إلى تطوير وتحسين الخدمات السياحية الثقافية وإظهار قيمة المعالم التراثية وزيادة فرصة انتشارها».
وتعود فكرة توثيق جميع آثار مصر إلكترونياً إلى عام 2009، إذ شملت إنشاء خريطة إلكترونية موحدة تضمّ جميع المواقع الأثرية، ويعبَّر عن كل موقع بنقطة على الخريطة، بالإضافة إلى مجموعة البيانات والصور، قبل طرحها عبر موقع إلكتروني يغطي الحضارة المصرية من مختلف الجوانب، وفي مختلف العصور ابتداءً من العصر الفرعوني حتى الروماني إلى القبطي والإسلامي، ويضمّ مقتنيات المتاحف والمواقع الأثرية والمعلومات العامة، بثلاث لغات هي: «العربية والإنجليزية والفرنسية»،
وعلى أنغام «فرقة النور والأمل الموسيقية» احتفل المتحف المصري بمرور 117 عاماً على افتتاحه في حضور عدد كبير من الوزراء المصريين والسفراء العرب والأجانب، بجانب شخصيات عامة وفنانين على غرار الفنانات يسرا وهالة صدقي ونهال سلامة، وعدد كبير من الإعلاميين والصحافيين.
وافتتح العناني معرضين مؤقتين، الأول عن التعليم في مصر القديمة، بقاعة العرض المؤقت في الدور الأول بالمتحف، والثاني عن خبيئات المومياوات بالدور العلوي. ويضمّ معرض «التعليم في مصر القديمة» أكثر من 70 قطعة أثرية فريدة تُعرض لأول مرة، وتُبرز هذه القطع دور التعليم في بناء الحضارات عبر تسليط الضوء على العملية التعليمية كركيزة أساسية ونقطة انطلاق رئيسة في حياة الأمم والأفراد.
ويحتفي المعرض بالعلوم التطبيقية في مصر القديمة كالرياضيات والفلك والهندسة وإسهاماتها في تشكيل الحضارة المصرية بشكل عام وتأثيرها على الحضارات الأخرى، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المقتنيات التي تعكس اهتمام المصريين القدماء بالتقويم والوقت والقياسات والحسابات بجانب طبيعة عمل الكاتب المصري، الذي كان له دور وثيق الصلة بعلم الرياضيات والحساب.
ووفق صباح عبد الرازق، مديرة المتحف المصري في التحرير، فإنّ «المعرض يسلّط الضوء على أدوات الكتابة في عهد المصري القديم مثل اللوحات والألوان والريش». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنّه تم وضع تمثالين يجسدان الكاتب المصري القديم بالمعرض، لإبراز أهمية الكتابة والتوثيق في مصر القديمة، بجانب أدوات البناء والهندسة وأدوات الفلك مثل الساعة المائية وتمثال آخر لـ(تحوت)... إله الحكمة والكتابة في مصر القديمة».
وسعياً لزيادة تفاعل زوار المتحف بالمعروضات، طُبّق برنامج تعليمي خاص يسمى «سباق المتحف» المستخدم في العديد من المتاحف العالمية، بهدف ربط زوار المتاحف من الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية بمقتنيات المعرض عن طريق حل مجموعة من الألغاز المرتبطة بالمسار المقترح لقصة المعرض.
فيما يضم «معرض خبيئة المومياوات» مجموعة مختارة من القطع التي عُثر عليها داخل خبيئة الدير البحري، وخبيئة مقبرة الملك أمنحوتب الثاني، وخبيئة وادي الجسس، وخبيئة العساسيف.
في السياق نفسه، تواصل وزارة الآثار المصرية تطوير المتحف المصري بالتحرير للإبقاء عليه كواحد من أهم المتاحف في العالم بعد نقل آلاف القطع الأثرية النادرة منه إلى المتحف المصري الكبير (غرب القاهرة) والذي من المتوقع افتتاحه العام المقبل. ويجري تطوير المتحف عبر شراكة بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي منذ يونيو (حزيران) الماضي، ويُشارك في المشروع تحالف من أهم خمسة متاحف أوروبية، هي: المتحف المصري في تورينو، ومتحف اللوفر، والمتحف البريطاني، ومتحف برلين، ومتحف ليدن في هولندا، بالإضافة إلى المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، لوضع رؤية استراتيجية جديدة للمتحف، وتطوير نظام العرض المتحفي للمجموعات الأثرية ومعامل ترميم وصيانة الآثار، وجميع المرافق وفقاً للمعايير الدولية وبالشكل الذي يؤهله لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزوار.
وقال وزير الآثار المصري، مساء أول من أمس: «إن المرحلة الأولى لمشروع تطوير مبنى المتحف انتهت بدعم من وزارة ألمانيا، وبدأت المرحلة الثانية من المشروع بدعم من الاتحاد الأوروبي، بهدف استكمال أعمال الترميم والتطوير الشامل لمبنى المتحف، وتشمل أعمال التطوير: شخاشيخ أسطح المتحف، والجمالون أعلى البركة، والقبة أعلى المدخل الرئيسي، والمُسطحات الزجاجية في القاعات الجانبية، وتغيير كل زجاج المتحف بنوعية زجاج تربليكس، واستكمال العمل في الأرضيات والجدران والأسقف التي تتضمّن طلاء الحوائط بعد عمل المكاشف اللازمة للكشف عن اللون الأصلي لها ولزخارفها».
وأطلقت مصر مبادرة إحياء المتحف المصري في التحرير عام 2012، بهدف استعادة مبنى المتحف المصري لحالته الأصلية مثلما صممه المعماري الفرنسي العالمي مارسيل دورنيون في أواخر القرن التاسع عشر.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.