على صهوة حصانه «الأشهب» اجتاز الفارس الليبي فرج بوحميد، مضماراً رملياً أعد لسباقات الفروسية في بلدية هراوة، بين عشرات الفرسان الذين توافدوا على البلدية من أنحاء ليبية مختلفة للمشاركة في واحدة من الاحتفالات التي غلب عليها الطابع الشعبوي، وسط منافسات شعرية.
وهراوة قرية ليبية صغيرة، تقع على بعد 70 كيلومتراً شرق مدينة سرق بغرب البلاد، لكنها كغيرها من البلدات الليبية تحب الخيل وتحتفي به، وتهتم بمهرجانات الفروسية كثيراً، وترى فيها مناسبة اجتماعية للمصالحة ولم الشمل والالتفاف الوطني.
وقال عميد بلدية هراوة محمد مفتاح هيبة، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «الغرض من مثل هذه المهرجانات إحياء التراث، والشعر الشعبي في ليبيا من جديد بعد كل هذه السنوات العجاف وإحياء الفروسية»، مؤكدا أن «الغرض الأسمى والأدق هو خطوة نحو لم شمل الليبيين، حيث إن الشعراء والفرسان توافدوا لبلدية هراوة من كل مدن ليبيا».
وتابع: «هذا شيء إيجابي في هذا الوقت من النزاعات والحرب، وشيء مفرح أن يلتقي أبناء ليبيا من كل المدن»، لافتا إلى أن هناك خطة لإحياء هذا المهرجان من جديد وسوف يتخللها عرس جماعي لعدد كبير من الشباب داخل البلدية.
ويداوم الليبيون على عقد هذه المهرجانات في موعدها السنوي، بعيداً عن أجواء الحرب والاشتباكات المسلحة. وشهد مهرجان هراوة استعراضا للمنتجات التراثية، ومساجلات شعرية بين 29 شاعراً من الذين توافدوا على المهرجان، وتجمعوا في خيام شهدت عددا من الأمسيات الشعرية، كتقليد يسعى قطاع كبير من الليبيين للحفاظ عليه من الاندثار. كما تم تكريم 64 شاعراً ومهتماً بالأدب الشعبي والموروث من مختلف المدن الليبية.
وقال جمعة الفاخري رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة والمجتمع المدني، في تصريحات صحافية، إن «مهرجان الفروسية تلعب دوراً مهماً في ليبيا، فهي قادرة على توحيد الجميع في جو من الحب والدفء والتنافس أيضاً»، مشيراً إلى أن «المنافسة الشعرية تمنح هذه المهرجانات جرعة ثقافية مبهجة، يسعد بها الجميع».
ولا يمتطي الفارس صهوة حصانه إلا وهو في أبهى حلة، حيث يرتدي زياً يقتدي من خلاله بأجداده الراحلين، من أمثال شيخ الشهداء عمر المختار.
ورأى زيدان الزادمة المنسق العام لقبيلة أولاد سليمان، في بيان لبلدية هراوة أمس، أن «نجاح مهرجان الوطن الثقافي للشعر الشعبي والفروسية الذي أقيم في هراوة كان نتاج عمل جماعي متميز تضافرت فيه جهود أهالي البلدية واللجنة التحضيرية ووزارة الثقافة والإعلام».
والأجواء التي شهدتها هراوة تتكرر في مدن ليبية من وقت لآخر، من بينها مدينة العجيلات، (شمال غربي ليبيا) والتي شهدت مؤخراً مهرجاناً مشابهاً تجمع فيه الفرسان من أنحاء البلاد المختلفة، في أجواء احتفالية طغى عليها التنافس بين المتسابقين، بالإضافة إلى إقامة معرض تراثي، وسهرات فنية وشعرية التف حولها الجميع من كل الأعمار.
مهرجانات الفروسية في ليبيا... غرام بالخيل ومحاولات لـ«لم الشمل»
تتضمن مبارزات شعرية واستعراض منتجات تراثية
مهرجانات الفروسية في ليبيا... غرام بالخيل ومحاولات لـ«لم الشمل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة