بعد مرور أيام على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ بسحب 1000 جندي أميركي من سوريا، الشهر الماضي، رأى الجنرال مارك ميلي رئيس أركان الجيش ضرورة في إثنائه عن هذا القرار، متبعاً في ذلك نهجاً مختلفاً مع رئيس تتغير آراؤه بين الساعة والأخرى، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
كانت الطريقة التي اتبعها ميلي هي سرد أسباب تخاطب خلفية ترمب التجارية، للحيلولة دون سحب القوات الأميركية، والتراجع عما أصدره، بحسب ما نقلت.
ومن أجل هذه المهمة، ذكر له الجنرال الأميركي أن حقول النفط السورية إذا تُرِكت دون حماية، فقد تعود من جديد تحت سيطرة تنظيم «داعش»، أو إلى دول مناوئة لواشنطن، كإيران أو روسيا، وشدد في اقتراحه ببقاء القوات الأميركية مع المقاتلين الأكراد السوريين المتحالفين، لحراسة النفط.
بعد هذه المحاولات، ظل في سوريا 800 جندي أميركي لهذه المهمة، بفضل إقناع الجنرال العسكري لرئيسه الذي تخفف من قراراه السابق، كما أعلن في مؤتمر مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن أميركا تركت قوات في سوريا فقط لتأمين النفط.
وأضاف في المؤتمر المنعقد بالبيت الأبيض أن قسماً من جنوده المنتشرين في قرى تقع شمال شرقي سوريا قرب حقول النفط «ليسوا في طور الانسحاب».
وتكشف هذه الواقعة أساليب «البنتاغون» في التعامل مع ترمب، بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً على رئاسته أميركا، حيث يستخدم الجنرالات طرقاً لإقناعه تتقاطع مع خلفيته ورؤيته للأمور، والتسلل لأفكاره عن طريق توظيف هجومه ضد إيران وكوريا الشمالية، وخسارة الحلفاء في سوريا في أسبابهم التي يحاولون من خلالها إثناءه عن قرارات يتخذها دون علمهم.
وسيلة أخرى يتبعها جنرالات «البنتاغون» في التعامل مع ترمب هي اتباع سياسية التدقيق في تعليقاتهم بدقة، حول بعض روايات ترمب لبعض الأحداث التي لا يتفقون معها، وذلك للتخوف من تفسير كلماتهم على أنها انتقاد خفي له.
واقعة أخرى تُظهر نجاح «البنتاغون» في التحايل على قرار ترمب بوقف المناورات العسكرية بين أميركا وكوريا الجنوبية، إذ نجح جنرالات الجيش في استمرار هذه المناورات على نطاق أصغر، وبعيد عن العلنية، بعدما شرح مسؤولو وزارة الدفاع له تبعات هذا القرار على الإضرار بالاستعداد العسكري لهم حال انتهى الأمر بالولايات المتحدة إلى الدخول في حرب مع كوريا الشمالية.
وهكذا مضت العلاقة بين ترمب والبنتاغون على مدار الثلاث سنوات الماضية تتسم بالاضطراب والتأرجح في كثير من القضايا، لكنها لم تقطع التفاهمات دوماً، خصوصاً مع إدراك جنرالات الجيش الأميركي الكيفية التي يتسللون بها إلى عقل رئيسهم عن طريق قضايا بعينها يخطبون وده فيها.
ما هي حيل جنرالات البنتاغون لإقناع ترمب بتغيير قراراته؟
الرئيس و«البنتاغون»: زواج مضطرب... لكنه «مستمر»
ما هي حيل جنرالات البنتاغون لإقناع ترمب بتغيير قراراته؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة