ما هي حيل جنرالات البنتاغون لإقناع ترمب بتغيير قراراته؟

الرئيس و«البنتاغون»: زواج مضطرب... لكنه «مستمر»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يجلس بين وزير الدفاع مارك إسبر (على يمينه) ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي  (أرشيفية-رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يجلس بين وزير الدفاع مارك إسبر (على يمينه) ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي (أرشيفية-رويترز)
TT

ما هي حيل جنرالات البنتاغون لإقناع ترمب بتغيير قراراته؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يجلس بين وزير الدفاع مارك إسبر (على يمينه) ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي  (أرشيفية-رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يجلس بين وزير الدفاع مارك إسبر (على يمينه) ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي (أرشيفية-رويترز)

بعد مرور أيام على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ بسحب 1000 جندي أميركي من سوريا، الشهر الماضي، رأى الجنرال مارك ميلي رئيس أركان الجيش ضرورة في إثنائه عن هذا القرار، متبعاً في ذلك نهجاً مختلفاً مع رئيس تتغير آراؤه بين الساعة والأخرى، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
كانت الطريقة التي اتبعها ميلي هي سرد أسباب تخاطب خلفية ترمب التجارية، للحيلولة دون سحب القوات الأميركية، والتراجع عما أصدره، بحسب ما نقلت.
ومن أجل هذه المهمة، ذكر له الجنرال الأميركي أن حقول النفط السورية إذا تُرِكت دون حماية، فقد تعود من جديد تحت سيطرة تنظيم «داعش»، أو إلى دول مناوئة لواشنطن، كإيران أو روسيا، وشدد في اقتراحه ببقاء القوات الأميركية مع المقاتلين الأكراد السوريين المتحالفين، لحراسة النفط.
بعد هذه المحاولات، ظل في سوريا 800 جندي أميركي لهذه المهمة، بفضل إقناع الجنرال العسكري لرئيسه الذي تخفف من قراراه السابق، كما أعلن في مؤتمر مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن أميركا تركت قوات في سوريا فقط لتأمين النفط.
وأضاف في المؤتمر المنعقد بالبيت الأبيض أن قسماً من جنوده المنتشرين في قرى تقع شمال شرقي سوريا قرب حقول النفط «ليسوا في طور الانسحاب».
وتكشف هذه الواقعة أساليب «البنتاغون» في التعامل مع ترمب، بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً على رئاسته أميركا، حيث يستخدم الجنرالات طرقاً لإقناعه تتقاطع مع خلفيته ورؤيته للأمور، والتسلل لأفكاره عن طريق توظيف هجومه ضد إيران وكوريا الشمالية، وخسارة الحلفاء في سوريا في أسبابهم التي يحاولون من خلالها إثناءه عن قرارات يتخذها دون علمهم.
وسيلة أخرى يتبعها جنرالات «البنتاغون» في التعامل مع ترمب هي اتباع سياسية التدقيق في تعليقاتهم بدقة، حول بعض روايات ترمب لبعض الأحداث التي لا يتفقون معها، وذلك للتخوف من تفسير كلماتهم على أنها انتقاد خفي له.
واقعة أخرى تُظهر نجاح «البنتاغون» في التحايل على قرار ترمب بوقف المناورات العسكرية بين أميركا وكوريا الجنوبية، إذ نجح جنرالات الجيش في استمرار هذه المناورات على نطاق أصغر، وبعيد عن العلنية، بعدما شرح مسؤولو وزارة الدفاع له تبعات هذا القرار على الإضرار بالاستعداد العسكري لهم حال انتهى الأمر بالولايات المتحدة إلى الدخول في حرب مع كوريا الشمالية.
وهكذا مضت العلاقة بين ترمب والبنتاغون على مدار الثلاث سنوات الماضية تتسم بالاضطراب والتأرجح في كثير من القضايا، لكنها لم تقطع التفاهمات دوماً، خصوصاً مع إدراك جنرالات الجيش الأميركي الكيفية التي يتسللون بها إلى عقل رئيسهم عن طريق قضايا بعينها يخطبون وده فيها.


مقالات ذات صلة

ترمب رداً على سؤال عن احتمالات الحرب مع إيران: «أي شيء يمكن أن يحدث»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال فعالية شخصية العام لمجلة تايم في بورصة نيويورك، 12 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ترمب رداً على سؤال عن احتمالات الحرب مع إيران: «أي شيء يمكن أن يحدث»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة «تايم» حول احتمالات الحرب مع إيران، إن «أي شيء يمكن أن يحدث».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار «ميتا» خلال مؤتمر في مومباي بالهند 20 سبتمبر 2023 (رويترز)

شركة «ميتا» تتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب

أبلغ متحدث باسم شركة «ميتا بلاتفورمز» وكالة «رويترز» للأنباء أن شركة «ميتا» تبرعت بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كاري ليك إلى جانب دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في فيندلاي تويوتا أرينا في بريسكوت فالي، أريزونا، في 13 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يعين كاري ليك مديرة «فويس أوف أميركا»... ماذا نعرف عنها؟

عيَّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الأربعاء كاري ليك التي رفضت نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 حين فاز جو بايدن مديرة جديدة لمؤسسة «فويس أوف أميركا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الملياردير الأميركي إيلون ماسك يظهر إلى جانب الرئيس المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

الأول بالتاريخ... فوز ترمب يساعد ماسك على تحقيق ثروة تتخطى 400 مليار دولار

أصبح إيلون ماسك أول شخص في التاريخ تبلغ ثروته 400 مليار دولار (314 مليار جنيه إسترليني) بعد زيادة ثروته منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.