واشنطن والخرطوم تبحثان رفع التمثيل الدبلوماسي الأميركي إلى «سفير»

لجنة التحقيق في أحداث فض الاعتصام تشرع في التحقيقات خلال أيام

TT

واشنطن والخرطوم تبحثان رفع التمثيل الدبلوماسي الأميركي إلى «سفير»

بحث المبعوث الأميركي الخاص للسودان دونالد بوث، مع وزيرة الخارجية أسماء عبد الله، ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، من «قائم بالأعمال» إلى مستوى «سفير»، ومواصلة الحوار الثنائي، وصولاً لمرحلة التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، أثناء ذلك أعلنت لجنة التحقيق في أحداث فض الاعتصام بدء عملها خلال الأيام المقبلة. والتقى بوث الذي يزور البلاد، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، وبحث معه عدداً من القضايا المشتركة، وملفات سودانية، على رأسها إحلال السلام في البلاد. وقال بوث، في تصريحات صحافية، إن بلاده ترغب في التعاون مع الحكومة الانتقالية، وإنجاح الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي وصياغة الدستور، حتى قيام الانتخابات بنهاية مرحلة الانتقال.
وأضاف: «نتعهد بالعمل مع شركاء السودان الدوليين، في دفع العملية السلمية، ومساعدة الشعب السوداني خلال الفترة الانتقالية».
وقدم المبعوث الأميركي، خلال لقائه وزيرة الخارجية، تنويراً عن الجهود حول لقاءاته بالحركات المسلحة لدعم عملية السلام في السودان.
وجدد بوث، دعم الولايات المتحدة الكامل للحكومة الانتقالية، والدور الذي تقوم به من خلال مشاركتها في «مجموعة أصدقاء السودان» التي ستعقد اجتماعها بالخرطوم، ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وخفّضت الولايات المتحدة تمثيلها الدبلوماسي في السودان إلى «قائم بالأعمال» في عام 1997، على الرغم من وجود واحدة تُعدّ من أكبر سفاراتها في الإقليم، بالخرطوم.
ويُنتظر أن يزور رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، واشنطن، الشهر الحالي، ليبحث مع المسؤولين الأميركيين إزالة اسم السودان من قائمة «الدول الراعية للإرهاب».
في غضون ذلك، تبدأ الأيام المقبلة لجنة التحقيق المستقلة في أحداث فض الاعتصام أمام بوابة القيادة العامة بالخرطوم في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وذلك أثناء لقاء جمع رئيس اللجنة المحامي نبيل أديب مع رئيس الوزراء، أمس.
ووعد حمدوك بتوفير المطلوبات اللوجستية والفنية كافة للجنة من أجل إكمال مهمتها في الوقت المحدد، في حين قال أديب إن لجنته ستجري مقابلات مع الشهود بعد استكمال المطلوبات اللوجستية، خلال اليومين المقبلين.
من جهتها، أكدت الجبهة الثورية مشاركتها في جولة المفاوضات المقبلة مع الحكومة السودانية في جوبا، 21 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بيد أنها جددت رفضها تكوين المجلس التشريعي وتعيين الولاة قبل الوصول إلى اتفاق سلام نهائي.
وقال رئيس «الثورية» الهادي إدريس، في بيان صحافي: «بعثنا بخطاب للمستشار توت قلواك رئيس لجنة الوساطة لمحادثات السلام السودانية، أكدنا تمسكنا بإعلان جوبا الموقّع مع الحكومة الانتقالية، ويقضي بإرجاء تكوين المجلس التشريعي، وتعيين الولاة إلى حين الوصول إلى السلام».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.