«موديز» تخفض تصنيف الهند الائتماني

«موديز» تخفض تصنيف الهند الائتماني
TT

«موديز» تخفض تصنيف الهند الائتماني

«موديز» تخفض تصنيف الهند الائتماني

خفضت وكالة «موديز» توقعاتها للتصنيف الائتماني للهند إلى سالب، موضحة أن هذا القرار يعكس مخاطر متزايدة من حدوث تباطؤ اقتصادي طويل الأمد وارتفاع لمستويات الدين.
من جانبها، ردَّت الحكومة الهندية الجمعة بقولها إنها اتخذت مجموعة من الإجراءات المالية وقامت إصلاحات أخرى لتعزيز الاقتصاد الذي لا تزال دعائمه راسخة. وذكر بيان لوزارة المالية الهندية أن «الهند ستواصل العمل من أجل خلق فرص واعدة للنمو على المدى القريب والمتوسط».
وأشارت «موديز» إلى أن قرارها الذي أعلنته مساء الخميس «يعكس جزئياً أن فعالية الحكومة والإجراءات في معالجة مواطن الضعف الاقتصادية والمؤسساتية الموجودة منذ أمد طويل أقل من تقديرات الوكالة السابقة».
وأبقت «موديز» على توقعاتها للتصنيف الائتماني على المدى المنظور لجهة «البنك الاتحادي الهندي»، المصدر للعملة الأجنبية والمحلية، دون تغيير عند المستوى «بي إيه إيه 2».
وقد حقق الاقتصاد الهندي نمواً بنسبة 5 في المائة فقط على أساس سنوي في الفترة ما بين أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) الماضيين، مسجلاً أبطأ وتيرة نمو للاقتصاد منذ عام 2013.
وقام «بنك الاحتياطي الهندي» (البنك المركزي) في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بتعديل توقعاته بخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي، خلال العام المالي 2019 - 2020، من مستوى 6.9 في المائة، إلى 6.1 في المائة فقط.
ويضيف قرار «موديز» بتغيير التصنيف الائتماني للهند من شدة الضغوط التي تواجهها حكومة ناريندرا مودي لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، في بلد ما زال يعاني فيه الملايين من الفقر.
وأرجعت وكالة «موديز» السبب وراء قرارها بخفض التصنيف الائتماني للبلاد إلى تباطؤ النمو المالي والصعوبات المالية للأسر الريفية، وضعف توفير فرص العمل، إلى جانب إرث من الأصول التي لا يتم توظيفها، ومن ثم لا تدر دخلاً في القطاع المصرفي، مما أدى إلى صعوبات تقديم قروض.
وقالت وكالة «موديز» إن نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص العمل ستبقى محدودة، ما لم تسهم الإصلاحات بشكل مباشر في خفض القيود المفروضة على إنتاجية العمالة والأراضي، وتحفيز الاستثمار الخاص وتقوية القطاع المالي بشكل مستدام.
ولا تزال كل من وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز» تبقيان على توقعاتها للتصنيف الائتماني للهند عند «مستقرة».



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».