في تطلع لافتتاح صندوق الاستثمارات السعودي لمكتب له في ألمانيا أسوة بمكاتبه في لندن وباريس ونيويورك وسان فرنسيسكو، كشف مسؤول ألماني عن سعي فرانكفورت - المركز المالي الأبرز أوروبيا - للتعاون مع الرياض، ما يحميها من تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المحتمل.
يأتي ذلك في وقت، أكد فيه، هبريتس فاث المدير العام لاتحاد فرانكفورت المالي، أن الرياض شريك استراتيجي أصيل لفرانكفورت، متطلعا لفتح نافذة جديدة للتعاون المالي والبنكي، لتفادي آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كاشفا عن مباحثات أجراها والوفد المرافق له مع الجهات السعودية المعنية.
وأشار فاث الذي يزور الرياض على رأس وفد مالي وبنكي رفيع المستوى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الرياض وفرانكفورت يمكنهما عمل الكثير لصالح الوضع المالي والبنكي في المنطقة وللعالم، مضيفا بالقول: «بحثنا مع الجهات المعنية تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على المشهد المالي الأوروبي وكيف سيؤثر ذلك على الجهات المالية في المملكة».
وأكد فاث، أن فرانكفورت في أتم الاستعداد لتزويد الرياض، بكل ما من شأنه أن يسهم في تمكين الخطط المعنية بتعزيز الأجندة التي يمكن بحثها خلال قمة العشرين المقبلة، والتي ستستضيفها السعودية مع وضع الاعتبار لمآلات خروج بريطانيا وتأثيرها على الاقتصاد المالي والبنكي أوروبيا ودوليا. وبين فاث أن المشكلة الرئيسية المتوقعة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تتمثل في فقدان ما يسمى بترخيص الأعمال الموحد، وهو ما يعني أنه عند ترخيص منتج مالي في إحدى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي فإنّه تلقائيا يصبح مرخّصاً في باقي الدول الأعضاء.
وقال المدير العام لاتحاد فرانكفورت المالي: «تستخدم هذه الحقوق اليوم من قبل نحو 5500 من مقدمي الخدمات المالية الموجودين في لندن، ومن المرجح أن نحو نصف أعمالهم مع الاتحاد الأوروبي تعتمد على حق الترخيص الموحد»، متوقعا أن ما بين 700 إلى 800 مليار يورو من الأصول هناك سيتم نقلها إلى ألمانيا، لافتا إلى أنه تم نقل ثلث هذا المبلغ بالفعل إلى فرانكفورت.
وأضاف فاث «وصل ما يقرب من 60 طلبا حتى الآن، لفتح أو التوسع بالعمليات المالية في فرانكفورت إلى الهيئة التنظيمية للمعاملات المالية الألمانية الأمر الذي سيجعل فرانكفورت المركز المالي الأوروبي الرئيسي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».
ولفت إلى أن عددا كبيرا من البنوك الدولية، من بينها بنوك أميركية ويابانية وسويسرية كبرى، اختارت فرانكفورت لتكون مركزها المالي الأوروبي الجديد في حال تقرر خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.
من جهته، قال يورغ راناو السفير الألماني: «فرانكفورت هي أحد أهم المراكز المالية بأوروبا، وقد تكون المركز الرئيسي في القارة الأوروبية، هكذا هو الحال فيما يتعلق بنقل البنوك من لندن، حيث إن معظم المؤسسات التي اتخذت هذا القرار وفضلت فرانكفورت».
ووفق السفير الألماني لدى السعودية، فإن ألمانيا تمثل أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث إن تصنيفها الائتماني العالي له أهمية كبيرة نتيجة للخدمات المالية والبيئة الصديقة للمستثمرين في ألمانيا على حدّ تعبيره.
وتوقع راناو، أن يفتتح صندوق الاستثمارات العامة السعودي مكتبا جديدا له في برلين بعد الموافقة عليه أخيرا، كما فعلت في باريس ولندن وغيرهما، خاصة أن بلاده مرشحة لتكون المركز المالي الأقوى.
وضم الوفد الألماني الزائر للرياض هذا الأسبوع، برئاسة هبريتس فاث المدير العام لاتحاد فرانكفورت المالي، كلا من ممثلي «بوندز - بانك» واتحاد فرانكفورت المالي، في وقت شملت المناقشات أيضا مواضيع لمساعدة السعودية على الاستعداد لدورها الهام للغاية برئاستها لقمّة مجموعة العشرين المقبلة.
ألمانيا تتطلع لتعاون مالي ومصرفي مع السعودية لتقليل آثار «بريكست»
تأمل بوجود مكتب لـ«صندوق الاستثمارات العامة» في فرانكفورت
ألمانيا تتطلع لتعاون مالي ومصرفي مع السعودية لتقليل آثار «بريكست»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة