«حكماء ألمانيا» لا يتوقعون «ركوداً واسعاً»

«بصيص أمل» مع ارتفاع مفاجئ للطلبيات الصناعية

TT

«حكماء ألمانيا» لا يتوقعون «ركوداً واسعاً»

رغم الضعف الاقتصادي المستمر، لا يتوقع «حكماء الاقتصاد» في ألمانيا، وهم لجنة من المستشارين، تقدم نصائح اقتصادية للحكومة الألمانية، «ركوداً واسعاً وعميقاً» في البلاد.
وأعلنت اللجنة في تقريرها السنوي، الأربعاء، أنها لا ترى حالياً ضرورة لوضع برنامج تحفيز اقتصادي. وفي المقابل، يتوقع «حكماء الاقتصاد» الخمسة هذا العام نمواً في الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 0.5 في المائة، وبنسبة 0.9 في المائة العام المقبل.
وتأتي توقعات اللجنة متوافقة تقريباً مع توقعات الحكومة، التي تنتظر العام المقبل نمواً اقتصادياً بنسبة 1 في المائة.
وجاء في تقرير اللجنة أن خفوت النشاط الاقتصادي ربما يمتد إلى العام المقبل على الأقل. وبدلاً من وضع برنامج للتحفيز الاقتصادي، ترى اللجنة أن هناك حاجة إلى تفعيل آليات قائمة بالفعل، مثل إجراءات دعم الشركات المأزومة في تسديد أجور العاملين.
كما أشار حكماء الاقتصاد إلى أن الحد من الديون لا يعني استبعاد إدخال ديون جديدة إلى الموازنة، وإتاحة المجال أمام زيادة الاستثمارات العامة. وأكدت اللجنة أن التعليم والبحث العلمي والابتكار من شروط زيادة النمو الإنتاجي. وفي إشارة إلى التغيرات الجذرية في سوق العمل بسبب التحول الرقمي، أكدت اللجنة على ضرورة تعزيز تحويل نتائج البحوث العملية إلى نجاحات اقتصادية، وتحسين البنية التحتية الرقمية. كما لفتت اللجنة الانتباه إلى مشكلة تراجع عدد الشركات المؤسسة حديثاً في ألمانيا، موضحة أن الشركات الحديثة النامية بحاجة إلى رأس مال خاص. وأشارت اللجنة إلى أن استثمارات رأس المال المجازف تلعب دوراً محدوداً حتى الآن في ألمانيا. في غضون ذلك، أظهرت بيانات الأربعاء أن الطلبيات الصناعية في ألمانيا ارتفعت أكثر من المتوقع في سبتمبر (أيلول) الماضي، بفضل طلب محلي قوي، ما يعطي متنفساً نوعاً ما لشركات التصنيع في أكبر اقتصاد في أوروبا في الربع الثالث الصعب.
وذكر مكتب الإحصاء أن عقود السلع المصنعة في ألمانيا ارتفعت 1.3 في المائة، مقارنة بالشهر السابق، في حين سجل الطلب خلال أغسطس (آب) الماضي تراجعاً بنسبة 0.4 في المائة على أساس شهري وفقاً للبيانات المعدلة.
وزاد الطلب على السلع الرأسمالية 3.1 في المائة. وزادت الطلبيات من الخارج 1.1 في المائة، في حين نمت العقود المحلية 1.6 في المائة. وكانت التوقعات في استطلاع أجرته «رويترز» أن تنمو الطلبيات الشهرية كلها بنسبة 0.1 في المائة. وارتفعت الطلبيات من خارج دول منطقة العملة الأوروبية الموحدة اليورو على وجه خاص بصورة كبيرة؛ حيث أظهرت البيانات تراجع الطلب من دول منطقة اليورو بنسبة 1.8 في المائة، في حين زاد من خارج المنطقة بنسبة 3 في المائة، مقارنة بشهر أغسطس الماضي.
أما على أساس سنوي، فقد تراجعت الطلبيات بنسبة 5.4 في المائة في سبتمبر، بعد تراجعه بنسبة 6.5 في المائة سنوياً خلال أغسطس الماضي، وذلك في ظل ضعف نشاط الطلب على مدار الربع الثالث. ووفقاً لوزارة الاقتصاد، فإن الطلبيات تراجعت بنسبة 1 في المائة، مقارنة بالربع السابق. ونظراً للتحسن مع نهاية الربع، فإن الوزارة تتوقع بداية جيدة للربع الأخير.
ويعاني قطاع الصناعة الألماني من تبعات تباطؤ الاقتصاد العالمي، وزيادة المخاطر السياسية في مناطق أخرى. وعلّق الخبير الاقتصادي، توماس جيتسل، على البيانات بالقول: «البيانات المنشورة تظهر بصيص أمل في أن الأمور ستتحسن مجدداً في الأشهر المقبلة».
وتراجع إجمالي حجم أعمال قطاع الصناعات التحويلية في ألمانيا خلال سبتمبر الماضي بنسبة 1.4 في المائة شهرياً، بعد زيادته بنسبة 1.3 في المائة شهرياً في الشهر السابق عليه.


مقالات ذات صلة

نظام ترمب العالمي الجديد... الأقوياء يضعون القواعد

تحليل إخباري صورة مركبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع الرئيسين الروسي والصيني فلاديمير بوتين وشي جينبينغ (إ.ب.أ)

نظام ترمب العالمي الجديد... الأقوياء يضعون القواعد

يتعرَّض النظام الدولي الذي تَشكَّل بعد الحرب العالمية الثانية لضغط شديد من جميع الجهات، بسبب عودة الزعماء الأقوياء والقومية ودوائر النفوذ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال حضورهما حفلاً موسيقياً في مايو الماضي بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (أ.ب) play-circle

الرئيس الصيني يقبل دعوة لحضور احتفالات روسيا بيوم النصر

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، الاثنين، أن الرئيس الصيني شي جينبينغ قبل دعوة من روسيا لحضور الاحتفالات بذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي السابق على ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري شريحة معالج مركزي من أشباه الموصلات بين علمَي الصين والولايات المتحدة (رويترز)

تحليل إخباري «الداتا»... الصراع الجيوسياسي العالمي الجديد

ما يبشّر به خطاب ترمب أن الصراع الجيوسياسي الجديد سيدور حالياً وحتى إشعار آخر، على الشريحة، وفي الوقت نفسه تشريح الجغرافيا لتغيير الحدود.

المحلل العسكري
آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ما أبرز بنود الاتفاق على تخفيف «كبح الديون» في ألمانيا؟

فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)
فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)
TT

ما أبرز بنود الاتفاق على تخفيف «كبح الديون» في ألمانيا؟

فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)
فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)

اتفقت الأحزاب المشاركة في المحادثات لتشكيل الحكومة الجديدة في ألمانيا، الثلاثاء، على محاولة تخفيف القواعد المالية المتعلقة بالدفاع وإنفاق الولايات الاتحادية وإنشاء صندوق خاص بقيمة 500 مليار يورو (529.95 مليار دولار) لتعزيز البنية الأساسية في البلاد.

وقال المحافظون (الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، والديمقراطيون الاجتماعيون) إنهم سيطرحون خططهم على مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) الأسبوع المقبل قبل انعقاد البرلمان الجديد، وهم يسارعون إلى تمرير الخطط؛ حيث ستحظى أحزاب أقصى اليسار واليمين المتطرف بأقلية معطلة في البرلمان الجديد.

وفيما يلي تفاصيل هذا الاتفاق وفق «رويترز»:

  • الدفاع: لن يتم احتساب الإنفاق الدفاعي الذي يتجاوز 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ضمن نظام «كبح الديون» في ألمانيا، الذي يُحد من اقتراض الحكومة إلى 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما يعني أن الإنفاق الدفاعي لن يكون مقيداً بعد الآن. مع الناتج المحلي الإجمالي الذي يبلغ نحو 4.3 تريليون يورو في عام 2024، فإن 1 في المائة سيكون نحو 43 مليار يورو، وسيتم إعفاء جميع الإنفاق الدفاعي فوق ذلك من «كبح الديون». ويجب أن يمكِّن الإعفاء ألمانيا من زيادة موازنتها العادية للدفاع -التي تبلغ حالياً نحو 52 مليار يورو- للوصول إلى هدف حلف شمال الأطلسي، المتمثل في 2 في المائة من الناتج الاقتصادي.

لقد حققت هذا الهدف لأول مرة عام 2024، ولكن فقط بفضل صندوق خاص تم إنشاؤه بعد الحرب الروسية الأوكرانية الذي من المقرر أن ينفد قريباً.

ومن دون دعم الولايات المتحدة، ستحتاج ألمانيا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل أكبر، حتى 140 مليار يورو من 80 ملياراً، أي ما يعادل 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أظهرت دراسة أجراها معهد أبحاث «بروغل» ومعهد «كيل» للاقتصاد العالمي الشهر الماضي.

وسيُقدم «المحافظون» و«الحزب الاشتراكي الديمقراطي» قانوناً لتسريع التخطيط والمشتريات للجيش الألماني وقائمة أولويات للأسلحة التي يمكن شراؤها بسرعة في غضون الأشهر الستة الأولى بعد تشكيل الحكومة.

  • البنية التحتية: سيتم إنشاء صندوق خاص للبنية التحتية خارج الميزانية، بقيمة 500 مليار يورو لمدة 10 سنوات للحكومة الفيدرالية والولايات والبلديات. يجب استخدام الأموال بشكل خاص للحماية المدنية والسكانية والنقل والطاقة والتعليم والرعاية والبنية التحتية العلمية، بالإضافة إلى استثمارات المستشفيات والبحوث والرقمنة.
  • الولايات الفيدرالية: يجب توفير نحو 100 مليار يورو من صندوق البنية التحتية للولايات الفيدرالية والبلديات التي كانت تُكافح العجز المالي. كما سيُسمح للولايات بتحمل مزيد من الديون، بما يصل إلى 0.35 في المائة من الناتج الاقتصادي كل عام، على غرار القاعدة المالية الفيدرالية.
  • إصلاح كبح الديون على المدى الطويل: ستعمل لجنة من الخبراء على تطوير اقتراح لتحديث كبح الديون لتعزيز الاستثمارات على أساس دائم. وستكون المقترحات بمثابة الأساس لمشروع قانون إصلاح كبح الديون الذي تُريد الأحزاب الانتهاء منه بحلول نهاية عام 2025.

اقتراح البنك المركزي

واقترح البنك المركزي الألماني في وقت سابق من يوم الثلاثاء إصلاحاً واسع النطاق يمكن أن يمنح الحكومة ما يصل إلى 220 مليار يورو من النقد الإضافي للدفاع، والاستثمار هذا العقد.

ووفق الاقتراح، ستُصبح نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي البالغة 60 في المائة في الاتحاد الأوروبي المعيار المركزي لنظام «كبح الديون».

وفيما يتعلق بزيادة نطاق الاستثمار، فإنه إذا كانت نسبة الدين أقل من 60 في المائة فيمكن للحكومة أن تتعهد بما يصل إلى 220 مليار يورو من الاستثمارات الإضافية الممولة بالديون بحلول عام 2030. أما إذا تجاوزت نسبة الدين 60 في المائة فسيتم تحديد نطاق الاستثمار هذا عند نحو 100 مليار يورو.