أذرع «داعش» تناور بمبايعة «القرشي»

لمواجهة الانشقاقات وترسيخ «فكرة الولاء»

TT

أذرع «داعش» تناور بمبايعة «القرشي»

تناور أذرع تنظيم داعش الإرهابي بمبايعة الزعيم الجديد، أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، لمواجهة الانشقاقات، وترسيخ فكرة «الولاء». وأعلن فرع التنظيم في الصومال مبايعته لـ«القرشي»، بعد يوم من مبايعة «ولاية سيناء». وقال خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بمصر، إن «إعلان البيعة لـ(القرشي) من الأذرع حول العالم يهدف إلى تعزيز فكرة تماسك التنظيم الداخلي، ومواجهة الانقسامات التي تضرب التنظيم».
ومبايعة فرع «داعش» في الصومال لـ«القرشي» كانت في بيان، حيث نشر فرع التنظيم صوراً على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، مساء أول من أمس، لنحو 12 عنصراً يقفون بين الأشجار، وعليها تعليق يقول: «إنهم يعلنون مبايعة (القرشي)».
وسبق أن أعلن «داعش»، في تسجيل صوتي بثه موقع «الفرقان» الذراع الإعلامية للتنظيم، تنصيب «القرشي» خلفاً لأبي بكر البغدادي الذي قتل في أعقاب عملية عسكرية أميركية شمال غربي سوريا، وكذا تعيين أبي حمزة القرشي متحدثاً باسم التنظيم خلفاً لأبي الحسن المهاجر الذي قتل مع البغدادي.
وقال مراقبون إن «إعلان فرع (داعش) في الصومال مبايعة (القرشي) لتأكيد قوته ونشاطه في الصومال، حيث يجد التنظيم في الصومال بيئة خصبة لإعادة بناء قواعده، وتعويض بعض خسائره التي مُني بها في سوريا والعراق خلال الأشهر الماضية، بحسب عناصر التنظيم».
يشار إلى أن «داعش» يسعى لتكوين شبكة تحالفات في منطقة القرن الأفريقي، لكنه يواجه «حركة الشباب» الصومالية الموالية لـتنظيم القاعدة، مما خلف صراعاً بين «داعش» و«القاعدة».
وأكد المراقبون أن «الأوضاع القائمة في الصومال تشكل جواً مناسباً لمحاولات (داعش) للتمدد هناك، ليقوم التنظيم بتنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية والدول الموالية للغرب».
وكان أبو حمزة القرشي، المتحدث باسم «داعش»، قد حث أعضاء التنظيم لإعلان الولاء للزعيم الجديد، والالتزام بما أصدره البغدادي في رسالته في سبتمبر (أيلول) الماضي، التي طالب فيها بـ«تحرير أنصار التنظيم من السجون، وتجنيد أتباع جدد، وتأكيد مواصلة التنظيم تمدده في الشرق الأوسط وخارجه».
وقال الزعفراني لـ«الشرق الأوسط» إن «إعلان البيعة لـ(القرشي) من الأفرع رسالة للمحافظة على ما تبقى من شكل التنظيم الذي وصل لمرحلة انهيار، ورسالة بأن التنظيم لا يزال قوياً قادراً على البقاء، إلى جانب الإيحاء بأن عناصره لا تزال متمسكة بقيادته الجديدة».
وسبق أن بايع «ولاية سيناء»، الموالي لـ«داعش» في مصر، «القرشي»، ونشر في إصدار مرئي صوراً لمجموعة قال إنهم «من العناصر التي بايعت القرشي»، وهي الطريقة نفسها التي اتبعها فرع الصومال في مبايعة «القرشي».
وقررت محكمة مصرية، أمس، تأجيل نظر محاكمة 12 متهماً بالانضمام إلى «ولاية سيناء» في القضية المعروفة إعلامياً بـ«دواعش سيناء» لاتهامهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية. وتوجه النيابة العامة للمتهمين في القضية أنهم «في غضون الفترة من 2016 حتى مطلع يناير (كانون الثاني) 2017، أسسوا وتولوا قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى تعطيل العمل بأحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي».
وذكرت النيابة في أمر الإحالة أن «المتهمين حازوا أسلحة نارية ومفرقعات وقذائف صاروخية لا يجوز الترخيص بحيازتها لاستخدمها في أعمالهم الإرهابية، وفي نشاط يخل بالأمن العام».
يشار إلى أنه ما زالت بعض أفرع تنظيم داعش حول العالم لم تعلن مبايعتها لـ«القرشي»، وفي مقدمتها «ولاية خراسان» في أفغانستان و«ولاية غرب أفريقيا» (بوكو حرام سابقاً) في نيجيريا.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

الولايات المتحدة​  وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير.

«الشرق الأوسط» (قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا))
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)

عشرات الغارات الجوية تضرب مواقع حوثية بينها ميناء نفطي ومحطة كهرباء

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

عشرات الغارات الجوية تضرب مواقع حوثية بينها ميناء نفطي ومحطة كهرباء

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافا عسكرية للحوثيين غرب اليمن ووسطه، يوم الجمعة.

وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الجمعة، إنها تلقت تقارير عن غارات جوية جارية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون، ومنها ميناء رأس عيسى، وهو ميناء تصدير النفط الرئيسي في اليمن.

وقالت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين إن هناك غارات تستهدف محطة حزيز للكهرباء بصنعاء.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الغارات لامس عددها الثلاثين، وكان هناك تنسيق بين أميركا وبريطانيا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.

وأوضح مسؤول أميركي أن الضربات ليست مشتركة وفقا لما نقلته وسائل إعلام عربية عن موقع «أكسيوس» الأميركي. عزز ذلك ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي التي نقلت عنها قناة «العربية» في شريط أخبارها العاجلة أن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد الهجمات الغربية.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

ويواصل الحوثيون، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، وذلك «نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة».

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أن هذه الهجمات تهدد البحر الأحمر بوصفه معبراً مهماً للتجارة الدولية، وبدأتا في يناير (كانون الثاني) الماضي تنفيذ ضربات جوية على مواقع للحوثيين، الذين ردوا باستهداف سفن أميركية وبريطانية.