في خطاب الملك المؤسس... دعوة المواطنين للاكتتاب في شركة استخراج النفط

في خطاب الملك المؤسس... دعوة المواطنين للاكتتاب في شركة استخراج النفط
TT

في خطاب الملك المؤسس... دعوة المواطنين للاكتتاب في شركة استخراج النفط

في خطاب الملك المؤسس... دعوة المواطنين للاكتتاب في شركة استخراج النفط

«فرصة لن تتكرر»... بهذا الوصف خاطب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، مؤسس المملكة العربية السعودية، مواطنيه للدخول في اكتتاب كان مخصصاً للشركة التي ستعمل على استخراج النفط قبل 9 عقود من الآن، وهو ما ينطبق اليوم، مع موافقة هيئة السوق المالية السعودية لطرح حصة من رأسمال شركة «أرامكو السعودية» للاكتتاب العام.
تأتي هذه الجملة ضمن خطاب الملك المؤسس، إلى عبد العزيز بن مساعد وجماعة أهل بريدة كافة، حاضرة منطقة القصيم، وسط المملكة، مؤرخاً قبل 99 عاماً، وبالتحديد في 28 محرم، عام 1342 هـجرياً، حثّ فيه المواطنين على المساهمة في مشروعات النفط، عقب اتفاق الملك مع الشركات البترولية التي حصلت على عقود امتياز النفط في الدولة الناشئة، التي لا تتمتع بأي موارد ثابتة أو ذات جدوى للصرف على متطلبات تنمية الدولة الحديثة، وذلك قبل أن تعرف كثير من الدول والشعوب أي أشكال من أشكال الاستثمار أو التخصيص أو المساهمات، ما يعرف اليوم بسوق الأسهم، والاستثمار في الشركات المطروحة للاكتتاب العام.
ومن قبيل المصادفة يأتي شكل الطرح الحالي متشابهاً كثيراً مع ما خطط له الملك في تلك السنوات. الأمر الذي يجعل من خطوات الطرح شكلاً طبيعياً لوضع شركة «أرامكو» منذ تأسيسها تجاه التحول إلى شركة مساهمة عامة.
كانت «الشرق الأوسط» قد نشرت سابقاً خطاب الملك عبد العزيز، والذي يعد شكلاً مبكراً من أشكال طرح نسبة من أسهم مشروعات الشركات البترولية للاكتتاب العام للمواطنين، ويبدو أن الخطاب وُجّه إلى جميع المناطق في منطقة نجد، ولم تكن بريدة هي الوحيدة التي وصلها الخطاب.
وأوضح الملك عبد العزيز في خطابه أن بلاده رغم عدم وجود موارد ثابتة لها بحجم النفط، ليست فقيرة، مقارنة بدول آخرى، مشيراً إلى أن اتفاق بلاده مع الشركة التي ستتولى استخراج النفط والمعادن والكنوز المدفونة في الأرض، قد خصص أسهماً للدولة وللمواطنين في السعودية، ما يتطلب الاستفادة من هذه الفرصة التي لن تتكرر، وتشهد منافسة للدخول فيها من قبل مستثمرين ومساهمين عرب وأجانب.
وكشف خطاب الملك عبد العزيز أنه تم تخصيص 60 ألف سهم للمواطنين، واعتبر ذلك هدفاً يحقق مصالحهم، بدل أن تكون لغيرهم، خاصة أن الأجانب سيكون لهم نصيب من الحصص، وأنهم سيبذلون جهداً للحصول على حصة من هذه الأسهم، حتى لو ترتب على ذلك دفعهم مبالغ تزيد على السعر المحدد للسهم.
وأكد الملك المؤسس في خطابه على أنه في حالة اكتشاف النفط والغاز بشكل تجاري، فإن الأمر سيكون مختلفاً؛ حيث سيتصاعد سعر السهم، موضحاً أن الحصة التي قيمتها جنيه واحد، ربما تبلغ 50 جنيهاً، أو ربما تزيد على ذلك. وحدد الملك عبد العزيز للمواطنين، كيفية وآلية المساهمة في ذلك، من خلال تسجيل رغبات الناس، ثم كتابة عدد الأسهم، سواء سهم واحد أو 10 أو 20 أو 100، وقال: «إذا اجتمع المجموع عندكم وعرفتموه، فأرسلوه لمن تعتمدون عليه في البحرين، وعرفوه أن يراجع وكيلنا القصيبي، ويروح معه إلى وكيل الشركة، ويسلموا له المبلغ ويأخذوا منه أوراق أسهم بمقدار المبلغ المتسلم، كل سهم عن جنيه واحد».
وكرر الملك حرصه أن يساهم المقتدرون في ذلك، لأنها مناسبة وفرصة لن تتكرر، «لكن احرصوا على ألا يفوتكم هذا الأمر، تراه ما يحصل لكم فيما بعد، لا تخلوا المصالح تروح لغيركم، بادرونا بالجواب عن مقدار ما يجتمع عندكم من الجماعة حتى نكون على معلومية منه، ومثل ما عرفناكم أرسلوا لمن تحبون من أهل نجد في البحرين يدفعه لوكيل الشركة ويأخذ لكم به أوراق أسهم، يرسلها إليكم، وأنتم تدرون أن لنا أصحاباً من العرب، وكل منهم يطلب منا أن نعطيه من هذه الأسهم، ولا جاوبنا أحداً عن ذلك كله، نحب أنها تكون بيد الرعية، ومصلحتها لهم، وننتظر مردكم لمعرفة مقدار الذي تأخذونه حتى نكون على معلومية من ذلك، ولكن بادرونا بالجواب حيث إن الوقت ضيق، والعمل قريب إن شاء الله». وتضمن خطاب الملك عبد العزيز تأكيدات على عدم وجود شبهة الحرام في هذه الأسهم.


مقالات ذات صلة

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد «مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية.

بندر مسلم (الرياض)

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
TT

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)

نما الاقتصاد الغاني بنسبة 7.2 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، في علامة أخرى على تعافي البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ جيل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء، يوم الأربعاء.

وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي أن النمو السنوي في الربع الثالث كان الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2019، وفق «رويترز».

يأتي هذا الزخم الاقتصادي الإيجابي مع استعداد الرئيس والحكومة الجديدين لتولي السلطة في 7 يناير (كانون الثاني)، بعد فوز الرئيس السابق وزعيم المعارضة الرئيسي، جون درامياني ماهاما، في الانتخابات التي جرت يوم السبت.

كما تم تعديل نمو الربع الثاني من عام 2024 إلى 7 في المائة من 6.9 في المائة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

ومن حيث القطاعات، سجل القطاع الصناعي، الذي يقوده التعدين واستخراج الأحجار، نمواً بنسبة 10.4 في المائة، فيما نما قطاع الخدمات بنسبة 6.4 في المائة، وقطاع الزراعة بنسبة 3.2 في المائة.

ومع ذلك، سجل قطاع الكاكاو في غانا، ثاني أكبر منتج في العالم، تراجعاً بنسبة 26 في المائة للربع الخامس على التوالي.

كانت غانا قد تخلفت عن سداد معظم ديونها الخارجية في عام 2022، مما أدى إلى إعادة هيكلة مؤلمة. ورغم ارتفاع قيمة العملة المحلية (السيدي)، فإن ارتفاع معدلات التضخم واستدامة الدين الحكومي لا يزالان يشكّلان مصدر قلق للمستثمرين.