«الممر» يفسح الطريق أمام إنتاج أفلام حربية جديدة في مصر

الإعلان عن تجربة سينمائية جديدة بعنوان «أسطورة الصاعقة»

أحمد عز في مشهد من فيلم {الممر}
أحمد عز في مشهد من فيلم {الممر}
TT

«الممر» يفسح الطريق أمام إنتاج أفلام حربية جديدة في مصر

أحمد عز في مشهد من فيلم {الممر}
أحمد عز في مشهد من فيلم {الممر}

بعد اختفاء الأفلام الحربية من المشهد السينمائي المصري خلال السنوات الماضية بشكل تام، أحدث فيلم «الممر» زخماً لافتاً فور عرضه على شاشات السينما في «موسم عيد الفطر» الماضي، بجانب عرضه على شاشات التلفزيون مؤخراً، وصاحب هذا العرض احتفاء لافت من وسائل الإعلام المصرية لكونه أحدث الأفلام الحربية المصرية، منذ فيلم «يوم الكرامة» للمخرج علي عبد الخالق، سنة 2004.
وشجع نجاح «الممر» بعض المنتجين المصريين، لإنتاج أعمال مماثلة، إذ أعلن الفنان الشاب محمد عادل إمام مؤخراً عن خوضه تجربة سينمائية جديدة، يجسد فيها شخصية «أسطورة الصاعقة»، المقاتل المصري الراحل إبراهيم الرفاعي.
وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صناع السينما بتكرار التجربة بعد تكريمه أبطال فيلم «الممر» الشهر الماضي، وقال: «نحن نحتاج في ظل ما نراه من محاولات لسلب عقول وآمال شعوبنا إلى أن يكون هناك على الأقل فيلم على الشاكلة نفسها كل 6 أشهر؛ لتذكير الناس ببطولات أبنائهم من القوات المسلحة».
ويرى فنانون مصريون، من بينهم محمد جمعة صاحب (دور الرجل السيناوي) بفيلم «الممر» أن «عودة الأفلام الحربية بالصورة التي تناسب التطور الحالي، تحتاج إلى إنتاج قوي، ودعم لوجيستي من قبل الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، بالإضافة إلى سيناريو محكم ومشوق، ومخرج متمكن من أدواته». موضحاً أن «الأمر ليس مجرد مطاردات أو معارك فقط؛ ولكن إبراز جوانب إنسانية يُبنى عليها العمل بالأساس لضمان النجاح لأي فيلم يريد إظهار بطولات أبناء الجيش المصري».
بينما ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن عودة الأفلام الحربية للساحة مرة أخرى تتوقف على مدى اقتناع المنتجين بأهمية الإقبال على مثل هذا النوع السينمائي، والتأكد من قدرتها على جذب نسبة عالية من الإيرادات، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الدولة المصرية من جانبها أظهرت اهتمامها بالأفلام الحربية، حين عملت على دعم فيلم (الممر) لوجيستيا، من خلال المشاركة بالمعدات الحربية في تصويره، وتسهيل إجراءات تدريب الممثلين وسط الجنود».
وحقق «فيلم الممر» نسب مشاهدة مرتفعة، وقت عرضه على شاشات التلفزيون المصري، بداية الشهر الماضي، واحتل الفيلم قائمة (الأكثر بحثا) لأيام بعد بثه أكثر من مرة على القنوات المختلفة، وحقق إيرادات مرتفعة بدور السينما قدرت بـأكثر من 75 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 16 جنيها مصريا) في وقت كانت المنافسة فيه قوية للغاية حيث عرض بالتزامن معه «كازابلانكا» لأمير كرارة، و«حملة فرعون» لمحمود عبد المغني، و«محمد حسين» لمحمد سعد، و«سبع البرمبة» لرامز جلال.
ويرجع صناع السينما أسباب عزوفهم عن إنتاج أفلام حربية حالياً إلى الخوف من المجازفة ويقول المنتج محمود شميس، لـ«الشرق الأوسط»: «محاولات صناعة فيلم حربي بعد (الطريق إلى إيلات) لم تحقق النجاح المرجو منها»، لكنه يرى أن «الدعم الذي حظي به (الممر) من قِبل القوات المسلحة، يشجع المنتجين على الإقبال على إنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال، دون الخوف من أي عوائق، خاصة أن سِجلّ الحربية المصرية حافل بالعديد من البطولات التي تستحق أن تُفرد لها عشرات القصص السينمائية».
وتزخر السينما المصرية بعدد من الأفلام الحربية المميزة والتي تناولت الصراع العسكري ضد إسرائيل، أبرزها «الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«العمر لحظة»، و«أبناء الصمت»، و«الوفاء العظيم»، و«حكايات الغريب»، و«بدور»، و«إعدام ميت»، و«الطريق إلى إيلات»، و«يوم الكرامة».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.