دوريات للجيش الأميركي شمال شرقي سوريا على حدود تركيا

أرسل آليات عسكرية إلى ريف دير الزور

دورية  أميركية شمال شرقي سوريا على حدود تركيا (أ.ف.ب)
دورية أميركية شمال شرقي سوريا على حدود تركيا (أ.ف.ب)
TT

دوريات للجيش الأميركي شمال شرقي سوريا على حدود تركيا

دورية  أميركية شمال شرقي سوريا على حدود تركيا (أ.ف.ب)
دورية أميركية شمال شرقي سوريا على حدود تركيا (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تعزيزات عسكرية من بينها دبابات «برادلي»، وصلت إلى منطقة دير الزور، للانتشار إلى جانب القوات الأميركية التي قرر الرئيس دونالد ترمب الإبقاء عليها، لحماية حقول النفط والغاز في تلك المنطقة. وأضاف البنتاغون أنه يقوم الآن بإعادة انتشار وتموضع القوات الأميركية في محيط دير الزور في سوريا، لمنع الإرهابيين من الوصول إلى حقول النفط.
وسيرت القوات الأميركية الخميس دورية على الحدود في شمال شرقي سوريا، ذلك للمرة الأولى بعد انسحاب معظمها من المنطقة في بداية الشهر الماضي.
وبحسب مصادر صحافية متعددة، فقد قامت خمس مدرعات تحمل الأعلام الأميركية بدورية من قاعدتها في مدينة رميلان في محافظة الحسكة متجهة إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمال بلدة القحطانية، وهي منطقة كانت واشنطن تسير فيها دوريات قبل سحب قواتها من نقاط حدودية عدة مع تركيا، بموجب اتفاق توصل إليه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت سابق في بداية أكتوبر (تشرين الأول).
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات الأميركية تسعى للحفاظ على وجودها في بضع نقاط من الحدود الشرقية، مؤكدا أيضا خبر تسيير الدورية.
وفرضت الخطوة الأميركية غموضا على طبيعة التنسيق والتعاون بين الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وكذلك مع سوريا، ومستقبل دور القوات الأميركية واستهدافاتها في تلك المنطقة.
وسيَّرت القوات الأميركية، الخميس، دورية قرب الحدود التركية في شمال شرقي سوريا، هي الأولى منذ سحب واشنطن قواتها من المنطقة الحدودية الشهر الحالي، بحسب مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد المراسل بأن خمس مدرعات تحمل الأعلام الأميركية سيَّرت دورية من قاعدتها في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، متجهة إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمال بلدة القحطانية، على الرغم من أن هذه المنطقة باتت بموجب المعارك والاتفاقات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، واقعة بالمبدأ تحت سيطرة القوات الروسية وقوات النظام السوري.
وتوصلت أنقرة وموسكو في 22 أكتوبر (تشرين الأول) إلى اتفاق نصَّ على أن موسكو «ستسهل سحب» عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وأسلحتهم من منطقة تمتد حتى عمق 30 كيلومتراً من الحدود مع تركيا.
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» قد أعربت بداية عن تحفظاتها إزاء بعض ما جاء في الاتفاق؛ لكنها أعلنت في وقت لاحق بدء سحب قواتها من «كامل المنطقة الحدودية»، ولا تزال تحتفظ ببعض المواقع؛ خصوصاً شرق مدينة القامشلي.
وأوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن القوات الأميركية تريد أن تحافظ على تواجدها في الجهة الشرقية من المنطقة الحدودية.
وقال: «يريد الأميركيون أن يمنعوا روسيا وقوات النظام من الانتشار في المنطقة الواقعة شرق مدينة القامشلي» التي تعتبر بمثابة عاصمة «للإدارة الذاتية الكردية» المعلنة من طرف واحد في شمال وشمال شرقي سوريا.
ورافق الدورية الأميركية مقاتلون أكراد من «قوات سوريا الديمقراطية»، حليفة واشنطن منذ سنوات في الحرب على تنظيم «داعش».
وتأتي الدوريات الأميركية بعد وصول تعزيزات أميركية إلى سوريا من العراق المجاور في الأيام الأخيرة.
وبدأت واشنطن إرسال تعزيزات إلى شرق سوريا الغني بالنفط، حسب قول مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية، السبت.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأسبوع الأول من أكتوبر سحب الجنود الأميركيين من شمال سوريا، ما اعتبر في حينه ضوءاً أخضر أميركياً لشن هجوم تركي على الأكراد.
وانسحب الأميركيون وقوات التحالف الدولي الذي تعتبر القوات الأميركية أبرز مكوناته، من قواعد عدة في المنطقة، قبل أن تعلن واشنطن إرسال تعزيزات «لحماية حقول النفط». وواضح أن الأميركيين لم يعودوا عملياً إلى القواعد التي انسحبوا منها. وكانت واشنطن تسيِّر دوريات في نقاط عدة على الحدود مع تركيا شمال بلدة القحطانية، قبل انسحابها من غالبية النقاط الحدودية.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن العدد الإجمالي للقوات الأميركية في سوريا سيصل إلى 900 جندي، أي ما يقرب من ألف عسكري. وأوضحت أن 250 من القوات الأميركية ستبقى في محافظة دير الزور شرق سوريا، بينما سيبلغ عدد العسكريين الأميركيين الذين سيبقون في محيط حقول النفط نحو 500 جندي. وهناك من سيبقى في قاعدة التنف.



هل تعتزم مصر المطالبة بتسليمها أحمد المنصور؟

المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)
المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)
TT

هل تعتزم مصر المطالبة بتسليمها أحمد المنصور؟

المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)
المصري المقبوض عليه في سوريا أحمد المنصور (إكس)

قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن هناك أمر ضبط وإحضار صادراً من السلطات القضائية بمصر ضد المصري أحمد المنصور الذي أطلق تهديدات لبلاده من سوريا، وأفادت الأنباء بالقبض عليه من جانب السلطات الأمنية بدمشق.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر بوزارة الداخلية السورية، الأربعاء، أن السلطات الحاكمة الجديدة في سوريا ألقت القبض على المنصور عقب بثه تسجيلات هدد وأساء فيها للسلطات المصرية، ودعا لاحتجاجات.

وكان المنصور أثار جدلاً واسعاً بعد ظهوره في مقطع فيديو مصور وخلفه علم مصر القديم قبل ثورة «23 يوليو»، وبجواره شخصان ملثمان، معلناً تأسيس حركة مسلحة باسم «ثوار 25 يناير»، وهدد بإسقاط النظام المصري بقوة السلاح أسوة بما حدث في سوريا.

دعوة أحمد المنصور قوبلت بالرفض حتى من معارضين مصريين، الذين وصفوها بأنها تسيء لسلمية ثورة 25 يناير 2011.

ومن خلال بحث قامت به «الشرق الأوسط»، لم تتوصل لأحكام قضائية مسجلة ضد أحمد المنصور سواء بتهم إرهابية أو جنائية. فيما أوضح المصدر المصري المطلع أن سلطات التحقيق أصدرت أمر ضبط وإحضار للمنصور بتهمة الانضمام لجماعات إرهابية مسلحة والتحريض على قلب نظام الحكم بقوة السلاح وتهديد الأمن القومي المصري، ويجري تجهيز ملف لطلب تسلمه من السلطات في سوريا.

وبحسب المصدر فليس شرطاً وجود أحكام قضائية لطلب تسليم المنصور من سوريا، بل يكفي وجود قرارات بضبطه للتحقيق معه خاصة حينما يتعلق الأمر باتهامات جنائية وليست سياسية.

وفي تقدير البرلماني المصري مصطفى بكري، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن «السلطات السورية لن تسلم أحمد المنصور لمصر، هي فقط ألقت القبض عليه لمنعه من الإساءة للسلطات في مصر لأنها لا تريد صداماً مع القاهرة».

إلا أن الإعلامي والناشط السوري المقرب من الإدارة الجديدة بدمشق عبد الكريم العمر قال لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطات السورية الحالية لديها حرص على عدم تحويل سوريا الجديدة كمنطلق تهديد لأي دولة، كما أنها حريصة على العلاقة مع مصر».

وأشار إلى «أنه لا يعلم ما إذا كانت هناك نية لدى الإدارة في سوريا لتسليم المنصور لمصر من عدمه، ولكن المؤكد أنها حريصة على التقارب مع القاهرة».

وبحسب تقارير إعلامية محلية فإن المنصور من مواليد محافظة الإسكندرية، لكنه يتحدر من محافظة سوهاج، وانضم إلى «حركة حازمون»، التي أسسها القيادي السلفي المسجون تنفيذاً لأحكام قضائية حازم صلاح أبو إسماعيل.

كما شارك أحمد المنصور في اعتصامي «رابعة» و«النهضة» لأنصار الرئيس «الإخواني» الراحل محمد مرسي عام 2013، وعقب سقوط «حكم الإخوان» فر من مصر وانضم إلى «جيش الفتح» و«هيئة تحرير الشام» في سوريا، وبعد سقوط نظام بشار الأسد بدأ في بث مقاطع فيديو يهاجم فيها الدولة المصرية.