«مسك الفنون» يثري المحتوى الإبداعي بعروض وورش وبرامج تعليمية

يستمر لمدة 5 أيام... ويتيح للفنانين الترويج لأعمالهم وعرضها للبيع

عروض فنية متنوعة في محفل «مسك»
عروض فنية متنوعة في محفل «مسك»
TT

«مسك الفنون» يثري المحتوى الإبداعي بعروض وورش وبرامج تعليمية

عروض فنية متنوعة في محفل «مسك»
عروض فنية متنوعة في محفل «مسك»

يطلق معهد «مسك للفنون» التابع لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، مبادرة «مسك الفنون 2019» تحت عنون «تجربة 0.3»، ضمن فعاليات موسم الرياض.
وتتيح مبادرة «مسك الفنون» المشاركة في ورش عمل وعروض حية ومعارض فنية، في خطوة تسعى من خلالها المبادرة إلى دفع العجلة الفنية، وإيجاد أكبر قدر من التواصل بين الفنانين المشاركين.
ويقيم معهد «مسك للفنون» هذه المبادرة السنوية للاحتفاء بالفنون وتوفير منصة تعنى بتمكين ودعم الفنانين، فيما تتيح للفنانين المجال لنشر إبداعاتهم والتعبير عن أنفسهم، وعرض أعمالهم للبيع في أجواء إبداعية ملهمة وبحضور متذوقي الفن وجميع فئات المجتمع.
ويقدم «مسك للفنون» برامج تعليمية للأفراد ويتيح للفنانين المشاركة في تبادل الأفكار وخلق حالة من الحوار البناء وتبادل الاهتمامات والإبداعات الفنية بين المشاركين.
وتقام «مسك الفنون» للعام الثالث على التوالي، تحت عنوان «التجربة 0.3» ويركز على تعميق مفهوم البحث والتجربة في شتى مجالات الفنون، لفتح آفاق جديدة نحو إدراك المعطيات الفنية المحيطة بالمجتمع، واستخدامها لإثراء المحتوى الإبداعي المحلي وتصدير صورة معبرة عن المشهد الفني بالسعودية.
وستخصص الفعالية الفنية التي تشهد 100 ورشة عمل، منطقة خاصة بالفنانين وذلك لتعميق تواصلهم مع المجتمع المحلي والفنّي لإثراء تجربتهم الفنية عن طريق نشر إبداعهم وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم، حيث خُصّصت مساحة تضم 120 ركناً لعرض أعمال الفنانين.
وتتعدد فئات المشاركات بتعدد الأساليب الفنية، بالإضافة إلى (سمبوزيوم) النحت الذي تجسد الفنون بشكل حي في فنّ النحت، حيث يضمّ سمبوزيوم النحت أكثر من 21 نحّاتاً من مختلف أنحاء العالم، وتتعدد مواد النحت ما بين الرخام، والخشب والحديد، وسيوجد كل نحّات أمام منحوتته، حيث يتمكن كل مهتم بفن النحت من التواصل بشكل مباشر مع الفنان.
وفي هذا الصدد أكدت ريم السلطان المدير التنفيذي لمعهد «مسك للفنون»، أنّ فتح المجال أمام الفنون ودفع الفنان السعودي للمشاركة في مثل هذه المحافل يسهم في تطور الحالة الفنية والثقافية في المملكة، ومن هذا المنطلق يعمد معهد «مسك للفنون» إلى إقامة مثل هذه الفعاليات التي تسهم في خلق حالة من التطور في الحالة الثقافية السعودية.
وأضافت السلطان أن مبادرة «مسك الفنون» تعد المهرجان الأول الذي يحتفي بالفن والساحة الفنية، ويلقى في ذات الوقت تقديراً من الفنانين والمهتمين في الحركة الفنية والثقافية على المستوى المحلي.
يُذكر أن معهد «مسك للفنون» يعد منصة سعودية رائدة تُعنى بتمكين ودعم الفنانين والإنتاج الفني، ويعمل تحت مؤسسة «مسك الخيّرية»، وتأسس عام 2017، ويسعى إلى تشجيع المواهب الفنية الشابة المحلية والارتقاء بسمعة الفنون السعودية والعربية وتمكين التبادل والحوار الثقافي العالمي، ويعنى بالمساهمة في بناء منظومة متكاملة للثقافة والفنون، عبر توفير التعليم والتدريب وتنمية الفنون وتعزيزها، ويعد منصة سعودية رائدة تعنى بتمكين ودعم الفنانين والإنتاج الفني.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».