تحالفات عالمية كبرى تتشكل لاستقبال طرح «أرامكو» الأوّلي

مصادر: التفاصيل الأسبوع المقبل... والأسهم بالأسواق في ديسمبر

رئيس مجلس إدارة «أرامكو» ياسر الرميان في إحدى جلسات «مبادرة مستقبل الاستثمار» أمس في الرياض
رئيس مجلس إدارة «أرامكو» ياسر الرميان في إحدى جلسات «مبادرة مستقبل الاستثمار» أمس في الرياض
TT

تحالفات عالمية كبرى تتشكل لاستقبال طرح «أرامكو» الأوّلي

رئيس مجلس إدارة «أرامكو» ياسر الرميان في إحدى جلسات «مبادرة مستقبل الاستثمار» أمس في الرياض
رئيس مجلس إدارة «أرامكو» ياسر الرميان في إحدى جلسات «مبادرة مستقبل الاستثمار» أمس في الرياض

بينما تباينت التقارير التي تناولت موعد الطرح الأوّلي لشركة «أرامكو» السعودية، أمس، اتفقت جميعها على أمرين؛ الأول أن الطرح سيكون قبل نهاية العام الجاري، والآخر أن التفاعل تجاوز مجرد إبداء الاهتمام البالغ، وتحول تجاه الشروع في تشكيل تحالفات من أجل الحصول على حصص في أكبر شركة نفطية على وجه الأرض، وأكثر شركات العالم ربحاً.
وظهرت أمس، تقارير إخبارية متعددة تتحدث عن تواريخ منها: 3 نوفمبر (تشرين الثاني) و17 نوفمبر، و4 ديسمبر (كانون الأول) و11 ديسمبر، كتوقيتات متوقّعة للطرح الأوّلي، مما تسبب في بعض اللبس بين المتابعين... لكن الأقرب إلى الصحة، حسبما أوضح مراقبون وخبراء ومصادر نفطية لـ«الشرق الأوسط»، أن «أرامكو» السعودية ستعلن مطلع الشهر المقبل «إجراءات الطرح»، فيما سيكون الطرح الأوّلي نفسه في السوق السعودية قبل منتصف ديسمبر المقبل.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن «أرامكو» السعودية تستهدف الإعلان عن بدء طرحها العام الأوّلي في الثالث من نوفمبر، مشيرةً إلى أن أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»، لم يكن حاضراً في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» أمس (الثلاثاء)، نظراً إلى اجتماعه مع مستثمرين في الخارج قبيل الطرح العام. وتتطلع «أرامكو» لطرح حصة تتراوح بين 1 و2% في البورصة السعودية فيما قد تصبح إحدى كبرى عمليات الطرح العام الأوّلي على الإطلاق، وقد تصل قيمته إلى 20 مليار دولار.
ورداً على استفسارات من «رويترز»، ذكرت «أرامكو»، أمس، أنها لا تعلق على الشائعات أو التكهنات، مضيفةً أنها مستمرة في التواصل مع المساهمين بشأن أنشطة التحضير للطرح العام الأوّلي. وقالت الشركة إنها مستعدة، وإن التوقيت سيكون مرهوناً بأوضاع السوق وسيتحدد وفق اختيار المساهمين.
من جهة أخرى، أشارت مصادر لقناة «العربية» إلى أن «أرامكو» ستقوم بطرح أسهمها للاكتتاب العام في الرابع من ديسمبر، على أن يبدأ التداول في السوق المالية المحلية بعد أسبوع من ذلك. وقالت القناة نقلاً عن مصادر لم تسمّها، إنّ هيئة سوق المال السعودية ستعلن عن تفاصيل اكتتاب «أرامكو» يوم الأحد المقبل 3 نوفمبر، وستحدّد «النطاق السعري» لطرح الشركة العملاقة في 17 نوفمبر. وتابعت أنّ «بدء الاكتتاب في طرح (أرامكو) سيكون في 4 ديسمبر»، ما يعني أنّه سيكون بإمكان المستثمرين التقدّم بطلبات لشراء أسهم، على أن يبدأ تداول أسهم «أرامكو» في السوق السعودية في 11 ديسمبر.
وسئل رئيس مجلس إدارة «أرامكو» ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بشكل مباشر أمس، عن عملية الطرح في اليوم الأول لمؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقد في الرياض، فقال: «سيكون لدينا مساهمون كثر قريباً»، مشيراً في ذات الوقت إلى أن قرار فصل «أرامكو» عن وزارة الطاقة السعودية، الذي أُعلن عنه في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، جاء لمنع تضارب المصالح.
وبينما يُبدي كبار المستثمرين وعمالقة الشركات والمؤسسات العالمية اهتمامهم البالغ بالطرح، قال كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أمس، إن الصندوق يعكف على تشكيل كونسورتيوم من المستثمرين من أجل الطرح العام الأوّلي لـ«أرامكو».
وقال ديميترييف للصحافيين خلال مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»: «هناك عدة صناديق معاشات روسية مهتمة بالاستثمار في الطرح العام الأوّلي لـ(أرامكو)، وتلقينا مؤشرات من صندوقنا الروسي - الصيني بأن بعض المؤسسات الاستثمارية الصينية الكبيرة مهتمة بالطرح العام الأوّلي لـ(أرامكو)».
وفي سياق منفصل، قال فاروق بستكي العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية (صندوق الثروة السيادي)، أمس، إن المؤسسة ستدرس الطرح العام لـ«أرامكو».
وحقّقت الشركة العملاقة أرباحاً صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وحققت عائدات بقيمة 356 مليار دولار. وقالت «بلومبرغ»، أمس، إن «أرامكو» السعودية حققت خلال فترة الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 نحو 68 مليار دولار، حسب مصرفيين معنيين بالطرح الأوّلي للشركة.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت «أرامكو» عن إيراداتها النصفية لأول مرة في تاريخها، مشيرةً إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019 إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53.02 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وبلغت الإيرادات وبقية الدخل المرتبط بالمبيعات 163.88 مليار دولار في النصف الأول، مقابل 167.68 مليار دولار قبل عام. وأفادت «أرامكو» بأن الدخل قبل احتساب ضريبة الدخل بلغ 92.5 مليار دولار في النصف الأول مقابل 101.23 مليار دولار. وأوضحت الشركة أن صافي الدخل في النصف الأول تأثر سلباً بانخفاض نسبته 4% في متوسط أسعار البيع المحققة للنفط الخام وارتفاع التكاليف.
ويعد الاكتتاب العام الأوّلي لـ«أرامكو» هو الأكبر في العالم على الإطلاق، بقيمة سوقية تقدّر بأكثر من تريليوني دولار.
وتقدّر «أرامكو» احتياطيات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل، واحتياطياتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو مستوى عالٍ ومريح، حسب وكالة «فيتش».
إلى ذلك، قالت الهيئة العامة للاستثمار في بيان، أمس، إن «أرامكو» السعودية وقّعت عدة اتفاقات خلال مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، إذ وقّعت الشركة اتفاقاً بقيمة مليار دولار مع مجموعة «توباسكس للاستثمار» في ربط الأنابيب المقاومة للتآكل ومنشآت صناعية في المملكة.
وقال البيان إنها توصلت لاتفاق بقيمة 230 مليون دولار مع «بيكر هيوز» بشأن التطوير والاستثمار في الذكاء الصناعي والتحول الرقمي. ووقّعت «أرامكو» مذكرة تفاهم لتأسيس مشروع مشترك مع «إيه بي كيو» بقيمة 600 مليون دولار. وقال بيان الهيئة إن الشركة وقّعت أيضاً اتفاقاً بقيمة 200 مليون دولار مع «داسو سيستيمز» يهدف إلى التعاون في تحليل البيانات وإدارة المشاريع والمدن الذكية. إضافة إلى توقيع اتفاق بقيمة 25 مليون دولار مع «بولترون للاستثمار» في تطوير منشآت التصنيع في السعودية، واتفاقاً بقيمة 74 مليون دولار مع «بي إم تي» لتأسيس منشأة لتصنيع الصمامات في السعودية.
كما قال وزير الشركات والمشروعات المملوكة للدولة بإندونيسيا إريك توهير، أمس، إن «برتامينا» الإندونيسية و«أرامكو» السعودية مدّدتا المفاوضات المتعلقة بتحديث مصفاة «سيلاكاب» للنفط التابعة لـ«برتامينا» حتى ديسمبر المقبل.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.