تقرير أميركي: «داعشيات» يتوعدن بعودة «الدولة»

يزعمن احتجازهن في «ظروف قاسية»

«داعشيات» في مخيم الهول بشمال شرقي سوريا (نيويورك تايمز)
«داعشيات» في مخيم الهول بشمال شرقي سوريا (نيويورك تايمز)
TT

تقرير أميركي: «داعشيات» يتوعدن بعودة «الدولة»

«داعشيات» في مخيم الهول بشمال شرقي سوريا (نيويورك تايمز)
«داعشيات» في مخيم الهول بشمال شرقي سوريا (نيويورك تايمز)

مع أخبار بأن «داعشيين» و«داعشيات» في معسكرات اعتقال، شمال شرقي سوريا، هربوا مستغلين غموض الوضع بعد انسحاب القوات الأميركية، وتقدم القوات التركية، ثم تقدم قوات روسية وسورية مشتركة، قال تقرير أميركي إن «داعشيات» معتقلات، وأكثرهن غربيات، توعدن بإعادة «التنظيم الإرهابي». وقال التقرير، الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الخميس)، بعد مقابلات مع «داعشيات» غربيات، إنهن يعشن «في ظروف قاسية»، وكنّ كلهنّ غطين أجسامهنّ «من الرأس حتى أخمص القدمين، بينما كنّ يقفْن في صفوف للحصول على مساعدات إنسانية».
ونقل التقرير قول واحدة إنها «تأمل أن يساعد الهجوم التركي على تمهيد الطريق لإعادة تأسيس (داعش)». وقالت أخرى: «بصورة قاطعة، (داعش) لن تنتهي». غير أن أخريات نددن صراحة بتنظيم «داعش»، وقلن إنه دمر حياتهنّ. بينما طلبت امرأة بلجيكية، مع طفل صغير على فخذها، بالعطف. وقالت: «ينسى العالم أننا بشر. نحن لسنا حيوانات. نحن بشر». وقال التقرير إن جزءاً كبيراً من المحتجزين والمحتجزات أجانب، من دول عربية وأفريقية، ومن دول في أوروبا. لكن أكثر دولهم رفضت إعادتهم إلى ديارهم. وأضاف التقرير: «تخشى هذه الدول أن ينشر العائدون التطرف، وإن لم يقوموا بعمليات تفجير وقتل... لذلك تركتهم عالقين هنا. كانت تحتجزهم ميليشيات يقودها الأكراد المتحالفون مع الولايات المتحدة. لكن هؤلاء أنفسهم صاروا يحتاجون إلى الحماية بعد أن تخلت عنهم الولايات المتحدة».
وبالنسبة للمعتقلين الرجال، الذين تبرأوا من الإرهاب، والذين تحدثوا إلى الصحيفة، «قال أحدهم إنه كان طباخاً في مدرسة ابتدائية. وقال آخر إنه كان موظفاً كبيراً (في داعش) من دون أن يحدد ذلك. وقال آخر إنه كان يعالج الناس بالأعشاب. وقال غيره إنه كان يحرس قاعدة عسكرية (داعشية)، لكن لفترة قصيرة فقط».
ووصف التقرير معتقلات الرجال، وقال: «إنها عدة زنزانات، بعضها فيها أسِرّة من طابقين. وفيها مراحيض بدائية، ونوافذ صغيرة، وأحياناً مراوح سقف. بينما في كل زنزانة 16 سريراً، في كل واحدة 20 رجلاً تقريباً، فيضطر بعضهم للنوم على سجادات على الأرض... وفي أحد الأيام مؤخراً، كان الغداء عبارة عن بطاطس مسلوقة، وسلطة خيار وطماطم. ويخرج الرجال لرؤية الشمس مرة أو مرتين في الشهر. كان في كل زنزانة تلفزيون. لكن الحراس عطلوها كلها عندما بدأ القتال الأخير مع تقدم القوات التركية، وانسحاب القوات الأميركية. وقال الحراس إنهم أوقفوا الإرسال التلفزيوني حتى لا يعرف المعتقلون الفوضى حولهم، ويحاولون الهروب».
لهذا، لم يعرف المعتقلون أن تركيا غزت منطقتهم في شمال شرقي سوريا، وأن الولايات المتحدة قطعت شراكتها مع حلفائها الأكراد، وأن الحكومة السورية وحلفاءها الروس يتجهون نحوهم.
لكنه رغم هذه الإجراءات، هرب بعض المعتقلين، وبعض المعتقلات. وقال التقرير، الذي نشر أمس (الخميس)، إن القوات الكردية التي تحرس مخيم الهول في سوريا اعتقلت 5 «داعشيات» من ألمانيا، وتركيا، وأوزبكستان، برفقتهن 18 طفلاً، كنّ حاولن الفرار باتجاه الحدود العراقية بعد بداية الغزو التركي لشمال شرقي سوريا. وحول تفاصيل الحادث، قال الحراس الأكراد: «إن الداعشيات مع أطفالهن فتحوا ثغرة في سور المخيم، وحاولوا السير باتجاه الحدود العراقية، لكن المحاولة تم إحباطها، وألقي القبض عليهم جميعاً».
قبل أسبوع، نقلت أخبار محاولة هروب 32 من نساء «داعش». وقبل أسبوعين، نقلت الأخبار محاولة هروب 14 من المعتقلات، معهن 21 طفلاً من جنسيات مختلفة.
بالنسبة للأطفال، قال التقرير إنه في طابق علوي من السجن يوجد أكثر من 150 من أطفال «داعش»، تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و14 سنة، وتختلف بلدانهم ومواطنهم. وإنهم موزعون على زنزانتين «قلما تدخلهما أشعة الشمس»، وإن الأطفال يقبعون في «زنزانات مزرية منذ شهور بلا أدنى فكرة عن ذويهم، أو أقاربهم، أو ما حل بهم، ولا عن مستقبلهم».
وقال صبي من سورينام، من داخل زنزانته: «ما الذي سوف يحدث لنا؟ هل سوف يطلقون سراح الأطفال من السجن؟». وقال التقرير: «مؤكد أن ظروف الأطفال والقاصرين، من أبناء مقاتلي (داعش) في السجون الخاضعة لسيطرة القوات الكردية، لا تكاد تفي، أو تقترب من أدنى المعايير الإنسانية الدولية التي تمنح الأولوية لحسن معاملة الأطفال، في حالة المجرمين المشتبه فيهم».
وأضاف التقرير أنه في واحدة من هذه الزنزانات، يوجد 86 طفلاً وقاصراً تقريباً، من سوريا، والعراق، وموريشيوس، وروسيا، وبلدان أخرى. وتضم زنزانة أخرى 67 مراهقاً وصبياً. وقال أحدهم إنه يبلغ التاسعة من عمره، وإن موطنه روسيا. وعندما سئل عن مكان والديه، هزّ كتفيه بعدم اكتراث، وهو يقول: «قُتلا».


مقالات ذات صلة

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في شمال سوريا (إعلام تركي)

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تواجه رفضاً روسياً وغموضاً أميركياً

تصاعدت التصريحات التركية في الفترة الأخيرة حول إمكانية شن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.