معرض بورتريهات بالرباط لـ«رواد جائزة المغرب للكتاب» في صنف السرد

يشمل في مرحلة لاحقة جميع أصناف الجائزة

جانب من معرض بورتريهات كتاب مغاربة حازوا جائزة المغرب للكتاب في صنف السرد
جانب من معرض بورتريهات كتاب مغاربة حازوا جائزة المغرب للكتاب في صنف السرد
TT

معرض بورتريهات بالرباط لـ«رواد جائزة المغرب للكتاب» في صنف السرد

جانب من معرض بورتريهات كتاب مغاربة حازوا جائزة المغرب للكتاب في صنف السرد
جانب من معرض بورتريهات كتاب مغاربة حازوا جائزة المغرب للكتاب في صنف السرد

احتفاء بالكُتاب المتوجين بجائزة المغرب للكتاب، منذ دورتها الأولى سنة 1968، وذلك عبر إنجاز معرض متنقل يضم بورتريهات مرسومة لهؤلاء المبدعين، افتتح أول من أمس بالمكتبة الوطنية بالرباط، بشراكة مع مديرية الكتاب والمكتبة الوسائطية التاشفيتي بمدينة الجديدة، معرض خاص بـ«رواد جائزة المغرب للكتاب» في صنف السرد الروائي والقصصي.
ويروم المعرض، حسب منظميه، «التعريف بالكُتاب الفائزين بالجائزة وبأعمالهم المتوجة، التي قد يكون طال النسيان بعضها، وكذا ترويجها خاصة في صفوف الشباب لتمكينهم من الاستفادة من القيم الفكرية والجمالية التي تزخر بها». ويقول المنظمون إن المعرض يضم، في مرحلة أولى، بورتريهات الكتاب الذين حازوا جائزة المغرب للكتاب، في صنف السرد (الرواية والقصة)، ما بين 1968 و2019، في انتظار «أن يكتمل عقد الإبداع الأدبي في المرحلة الموالية ببورتريهات الشعراء المتـوجين بالجائزة، ويشمل في مرحلة لاحقة جميع أصناف الجائزة». ويتجاور في المعرض عدد من رموز الإبداع المغربي المعاصر، حيث نكون مع بورتريهات كاتبتين و27 كاتباً، من أجيال مختلفة، تؤرخ لسيرورة إبداعية انطلقت منذ خمسينيات القرن الماضي، بينها أسماء أبدعت ورحلت تاركة حضورها عبر أعمال أسست للإبداع السردي المغربي.
وتضم قائمة المعروضات بورتريهات مبدعين من أجيال مختلفة، على مستوى السرد، تشمل أحمد السباعي البكري ومحمد بن إبراهيم الكتاني ومبارك ربيع وعبد المجيد بنجلون وعبد الكريم غلاب وعبد القادر الشاوي وأحمد التوفيق ومحمد عز الدين التازي وعبد الغني أبو العزم وعبد الله العروي ومحمد برادة ومحمد المعزوز وزهرة المنصوري وعبد الحي المودن والميلودي شغموم وعبد الكريم جويطي وطارق بكاري ومحمود عبد الغني وعمر والقاضي ويوسف فاضل وعبد الرحيم جيران وعبد المجيد سباطة وأحمد بوزفور ومحمد الصباغ ومحمد زنيبر وخناتة بنونة وأحمد المديني وسعيد علوش ومحمد زهير.
وأكد الفنان محمد السالمي أن المعرض، الذي يحتفي بالمنجز الإبداعي المغربي ويكرم عدداً من المبدعين المغاربة، للتعريف بهم أكثر، مع التحسيس بفعل القراءة وبالقيمة الفكرية للأثر الفني وكيفية تذوقه من طرف الجيل الحالي الغارق في مستجدات الثورة التكنولوجية، سيتوسع ليشمل أجناساً وأصنافاً إبداعية أخرى، وبالتالي مبدعين آخرين.
وبخصوص طريقة تعاطيه وتفاعله مع البورتريهات، قال السالمي إننا «لا نرسم البورتريه بحثاً عن أوجه الشبه مع الصورة كما لو أن الأمر يتعلق بصورة فوتوغرافية خالصة. المهم هو كيفية ترجمة أحاسيس وإنسانية وذاتية الشخص الذي نرسم له البورتريه».
وزاد السالمي أنه يجد ذاته في رسم البورتريه، باعتباره خطابا «يمجد الروح الإنسانية النبيلة»، مع تشديده على أن «رسالة الفنان تتلخص في تذكير الإنسان بذاته الجميلة والنقية»، فيما «يقوم الفن، بصفة عامة، بدور التطهير، ومخاطبة ما هو نبيل، جميل ونقي في الإنسان».
وتعد جائزة المغرب للكتاب، من أرفع الجوائز التي تمنحها وزارة الثقافة المغربية للإنتاجات الأدبية والفكرية والإبداعية. ويرى فيها المسؤولون المغاربة «مناسبة لتكريم النبوغ المغربي وفرصة لإشراك عموم القراء والمهتمين في اختيارات لجان التحكيم والقراءة».
وقطعت الجائزة، منذ إحداثها قبل 51 سنة، «أشواطاً زمنية مليئة بالتراكمات الهامة على مستوى الاحتفاء بالإنتاج الثقافي المغربي شعراً وسرداً ونقداً وترجمة وبحثاً في مختلف الأصناف المعرفية». كما شهدت، باعتبارها مكافأة وطنية، على امتداد العقود الخمسة الماضية، تطويرات أساسية حرصت وزارة الثقافة، من خلالها، على الرفع من قيمتها المادية والاعتبارية، وعلى مسايرة التغيرات والإضافات المجددة التي عرفها الحقل الثقافي في المغرب.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».