«القاهرة السينمائي» يحتفي بمشوار 5 سينمائيين عالميين

أبرزهم البرازيلي هيكتور بابينكو والسوري محمد ملص

«القاهرة السينمائي» يحتفي بمشوار 5 سينمائيين عالميين
TT

«القاهرة السينمائي» يحتفي بمشوار 5 سينمائيين عالميين

«القاهرة السينمائي» يحتفي بمشوار 5 سينمائيين عالميين

يحتفي مهرجان القاهرة الدولي السينمائي في دورته الـ41 التي تنطلق يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) بمشوار 5 من أهم صناع السينما العالميين، ضمن برنامج «بانوراما خاصة: مواهب سينمائية»، أبرزهم البرازيلي هيكتور بابينكو، والسوري محمد ملص.
وقال أحمد شوقي، القائم بأعمال المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في بيان صحافي أمس: إن «المهرجان قرر بدءاً من الدورة الـ41 أن يكون هناك تصنيف للأفلام التي يجمعها موضوع واحد داخل قسم (البانوراما الدولية) الذي يعرض كل عام 50 فيلماً، لإلقاء المزيد من الضوء عليها في برنامج خاص، يسهل للجمهور إمكانية مشاهدة الأفلام معاً، وتكوين نظرة ما عن الموضوع المشترك الذي تتناوله».
وأضاف شوقي: «بدأنا هذا العام بـتصنيف 5 أفلام (4 وثائقيات وفيلم تحريك) عن 5 من صناع السينما العالميين، جميعها من أفضل وأحدث الأفلام خلال العام الحالي، تشكل معا نظرة بانورامية تجيب على أسئلة: ماذا يعني أن تكون مبدعاً... وما الأثر الذي يتركه فنان السينما في عالمه».
وتضم البانوراما الخاصة هذا العام الفيلم البرازيلي «بابينكو: أخبرني عندما أموت» الفائز بجائزة أحسن فيلم تسجيلي عن السينما بمهرجان فينسيا الدولي، وهو من إخراج بربرا باز، وتدور أحداثه حول المخرج الراحل هيكتور بابينكو، بجانب فيلم «شغف آنّا مانياني» من إخراج إنريكو شيراسيولو، ويتناول قصة الممثلة آنا مانياني أيقونة سينما الواقعية الجديدة في إيطاليا، وشارك الفيلم في قسم الكلاسيكيات بالدورة الأخيرة لمهرجان كان، وهو إنتاج فرنسي إيطالي مشترك.
أما الفيلم الثالث بالبانوراما فهو «فورمان ضد فورمان» من التشيك، إخراج هيلينا تريشتيكوفا، جاكوب هيجنا، ويتناول سيرة المخرج العالمي ميلوش فورمان. فيما يقدم الفيلم الرابع «بونويل في متاهة السلاحف» مرحلة مهمة من حياة المخرج الإسباني الشهير لوي بونويل، وقد شارك هذا الفيلم في مهرجان «آنسي» أكبر مهرجان متخصص في عالم سينما التحريك، وهو من إنتاج إسباني هولندي ألماني مشترك للمخرج سلفادور سيمو.
ويختتم برنامج «بانوراما خاصة: مواهب سينمائية»، الفيلم اللبناني الإماراتي «فتح أبواب السينما: محمد ملص» إخراج نزار عنداري، ويتناول قصة المخرج السوري محمد ملص.
وتتميز الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة السينمائي بعرض 27 فيلماً عالمياً لأول مرة.
ويسعى مسؤولو المهرجان إلى تكريس تفرده بعرض الأعمال السينمائية الجديدة، وعدم الاكتفاء بعرض الأفلام المشاركة بالمهرجانات الدولية الكبرى، وفق خالد محمود مدير المركز الإعلامي للمهرجان. والذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «الدورة الـ41 سيكون بها جرعة سينمائية مميزة جداً سواء في المسابقة الرسمية أو المسابقات الأخرى»، مشيراً إلى أن «الأفلام العربية في مسابقة (آفاق عربية) ستكون من أهم مميزات الدورة المقبلة أيضاً، وستضم نحو 8 أفلام عربية من بينها أفلام تعرض للمرة الأولى، مما يساهم في جعل مهرجان القاهرة محوراً مهماً لتبادل النقاشات بين صناع السينما في العالم العربي».
وتتوزع الأفلام التي ينفرد مهرجان القاهرة بعرضها العالمي الأول، على أقسام ومسابقات المهرجان المختلفة، حيث تنفرد المسابقة الدولية بثلاثة أفلام في عرضها العالمي الأول هي «زافيرا» من رومانيا، إخراج أندري جروزنيتسكي، وفيلم «الحدود» من كولومبيا، إخراج ديفيد ديفيد، وفيلم «بين السماء والأرض» إنتاج فلسطيني أردني، إخراج نجوى نجار، كما يُعرض في المسابقة نفسها فيلمان في عرضهما الدولي الأول هما «الرجل الودود» من البرازيل، إخراج إيبري كارفالو، وفيلم «الحائط الرابع» من الصين، إخراج غانغ تشونغ وغانغ بو.
جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي وقع اختياره على الفيلم السعودي «سيدة البحر» للمخرجة والكاتبة السعودية شهد أمين، للمشاركة ضمن مسابقة «آفاق عربية» في دورته الـ41. بعدما حظي الفيلم بحفاوة كبيرة عند عرضه في «مهرجان البندقية» أخيراً. ويطرح الفيلم قضية معاصرة في إطار يمزج بين الواقع والأسطورة، وقد تم تصويره في سلطنة عمان، واعتمدت المخرجة على تصويره بتقنية الأبيض والأسود، كما اهتمت بلغة الفيلم البصرية التي عبرت عن أجوائه الخيالية الساحرة.
=================================================================================================================================
شرح الصور:
1: لقطة من فيلم «بابينكو: أخبرني عندما أموت»
2: فيلم «شغف آنا مانياني»
3: لقطة من فيلم «فورمان ضد فورمان»



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».