7 ساعات انتظرها «جنرال الحديدة» قبل تثبيت ثاني نقاط المراقبة

الجنرال غوها (الثاني من اليمين) ورفاقه لدى إشرافهم على تثبيت أولى نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة السبت (إ.ب.أ)
الجنرال غوها (الثاني من اليمين) ورفاقه لدى إشرافهم على تثبيت أولى نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة السبت (إ.ب.أ)
TT

7 ساعات انتظرها «جنرال الحديدة» قبل تثبيت ثاني نقاط المراقبة

الجنرال غوها (الثاني من اليمين) ورفاقه لدى إشرافهم على تثبيت أولى نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة السبت (إ.ب.أ)
الجنرال غوها (الثاني من اليمين) ورفاقه لدى إشرافهم على تثبيت أولى نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة السبت (إ.ب.أ)

أدى تلكؤ الميليشيات الحوثية في محافظة الحديدة اليمنية (غرب)، الأحد، إلى تأخر إقامة ثاني نقطة من نقاط الرقابة المشتركة لوقف إطلاق النار، وسط مخاوف من عدم جدية الجماعة في إنجاح المساعي الأممية التي يقودها الجنرال الهندي أبهجيت غوها؛ الملقب «جنرال الحديدة».
يأتي ذلك بعد يوم على إقرار اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار، الجدول الزمني لإقامة 4 نقاط مراقبة لوقف إطلاق النار في محيط مدينة الحديدة، بإشراف أممي، حيث أقيمت النقطة الأولى يوم السبت، على أن يكتمل إنشاء النقاط الأربع يوم الثلاثاء.
وأوضح المتحدث باسم «عمليات تحرير الساحل الغربي» العقيد وضاح الدبيش، لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيات الحوثية أفشلت وصول الجنرال الهندي إلى نقطة المراقبة الثانية في مدينة الصالح في الصباح وعرقلت إتمام عملية إنشاء النقطة نحو 7 ساعات.
وأكد الدبيش أنه بعد «بعد انتظار 7 ساعات نجح ضباط الارتباط للفريق الحكومي في لقاء ضباط ارتباط الحوثيين في شرق مدينة الصالح بحضور الجنرال غوها وفريقه من المراقبين الدوليين».
وإثر اجتماع مشترك للطرفين، أفاد الدبيش بأنه تم تفعيل عمل نقطة المراقبة لقطاع مدينة الصالح شرق مدينة الحديدة، بوجود ضباط الارتباط من الجانب الحكومي والحوثي وبإشراف أممي، لتصبح ثاني نقطة يتم إنشاؤها.
وقال الدبيش: «الحوثيون يريدون حرف انتباهنا إلى استفزازاتهم، لكننا نجد ونجتهد في تفعيل نقاط مراقبة مشتركة، وننزل المراقبين الدوليين إلى هذه النقاط، حرصاً منا على السلام وتنفيذ اتفاق الحديدة».
وأدت العرقلة الحوثية صباحاً إلى عودة الجنرال الهندي غوها إلى السفينة الأممية لإجراء اتصالاته مع قيادات الجماعة، بحسب الدبيش، حتى سمحت له الجماعة بالتحرك إلى نقطة الالتقاء مع طرف الجانب الحكومي للبدء في تفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار.
من جهته، ندد العميد صادق دويد، عضو القيادة المشتركة لقوات تحرير الساحل الغربي والمتحدث باسم «قوات المقاومة الوطنية» التي يقودها طارق صالح، بالعرقلة الحوثية التي تسببت في تأخير إقامة ثانية نقاط المراقبة.
وقال في تغريدة وجهها إلى الأمم المتحدة: «ما حصل اليوم من قبل الميليشيات الحوثية من وجود مسلحيها أمام السفينة الأممية ومنع الفريق من الحضور في نقطة الالتقاء المحددة كما هو متفق عليه، يؤكد سلوكهم المغاير للسلام ونواياهم الشيطانية المستمرة في نقض الاتفاقات».
وتأمل الأمم المتحدة في أن تقود خبرة الجنرال الهندي غوها، البالغة نحو 39 عاماً من العمل العسكري على المستوى الوطني في بلاده والدولي، إلى المساعدة في تفكيك عقد الملف الشائك في اليمن.
وفي الوقت الذي تتهم فيه الحكومة الشرعية الجماعة الحوثية بالاستمرار في التصعيد الميداني على جميع جبهات الحديدة، يسوق الحوثيون اتهامات مماثلة مع مزاعمهم بأنهم انسحبوا من موانئ الحديدة.
وفي أحدث اجتماع مشترك للجنة الثلاثية المشتركة (الاجتماع السادس) لإعادة تنسيق الانتشار، كانت اللجنة أعلنت الاتفاق على إنشاء مركز للعمليات المشتركة لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار.
وقررت اللجنة حينها نشر فرق مراقبة في 4 مواقع على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة، في خطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.