بعد زيارة ناجحة للرياض... بوتين يغادر إلى الإمارات

موسكو وأبوظبي تتطلعان إلى رفع حجم الاستثمارات المشتركة إلى 7 مليارات دولار

بوتين
بوتين
TT

بعد زيارة ناجحة للرياض... بوتين يغادر إلى الإمارات

بوتين
بوتين

بعد زيارته الناجحة إلى السعودية، يغادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرياض، اليوم، متوجهاً إلى أبوظبي، وسيبحث خلال الزيارة مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وآليات تنميتها، وتعزيزها في المجالات المختلفة، إضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، أن زيارة بوتين إلى الإمارات تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية التي وقعها البلدان خلال شهر يونيو (حزيران) العام الماضي، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف القطاعات الحيوية.
وترغب روسيا في زيادة استثماراتها المشتركة مع الإمارات من 2.3 مليار دولار إلى 7 مليارات دولار، وفقاً لما ذكره مسؤول في وقت سابق من الأسبوع الحالي، في الوقت الذي ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية عام 2018، بنسبة 21 في المائة، مقارنة بعام 2017، وذلك بقيمة 3 مليارات دولار.
كان الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ترأس أعمال الدورة التاسعة من اللجنة المشتركة بين الإمارات وروسيا، وقال: «تتسم اللجنة بأهمية استثنائية كونها تسبق زيارة تاريخية للرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، للإمارات، التي تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية».
من جانبه، قال سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة، إن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، إلى الإمارات، تجسد قوة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتعزز التعاون بينهما في القطاعات الحيوية.
وقال المزروعي إن خريطة التعاون المشترك بين الإمارات وروسيا تشمل العديد من القطاعات الحيوية، لا سيما قطاعات الطاقة والصناعة والطاقة النووية السلمية، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً بين البلدين لشراء «الوقود النووي» الروسي، وذلك في إطار برنامج الإمارات السلمي للطاقة النووية.
وأشار إلى اهتمام الشركات الروسية العاملة في مجال النفط والغاز بالاستثمار في السوق الإماراتي قريباً، ولعب دور مهم في نقل التقنيات والتكنولوجيا الروسية إلى الدولة، والاستفادة من الفرص الواعدة المقدمة من دولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي، وهو ما يفتح المجال لزيادة الاستثمارات بمختلف القطاعات في البلدين.
وأشاد وزير الطاقة والصناعة بدور روسيا الكبير في إنجاح الاتفاق بين دول منظمة «الأوبك» وحلفائها، وهو ما يعرف بـ«أوبك +»، لكبح الزيادة المفرطة في إنتاج النفط، التي أسهمت في موازنة العرض والطلب، وتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمي، مشيراً إلى أن استثمارات مبادلة للبترول في قطاع النفط الروسي تزيد عن 300 مليون دولار، بالتعاون مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر التابع للحكومة الروسية، حيث تم تأسيس مشروع مشترك مع شركة «غازبروم نفط» لتطوير عدد من حقول النفط في منطقتي تومسك وأومسك في غرب سيبيريا، ما يعكس التطور الملموس في الشراكة والتعاون بين الجانبين نحو آفاق أرحب.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.