دور الأزياء العالمية تتجه لتبني معايير أكثر أخلاقية وصديقة للبيئة

محاولات التواصل مع أجيال الشباب الملتزم دفعتها لتغيير توجهاتها

دور الأزياء العالمية تتجه لتبني معايير أكثر أخلاقية وصديقة للبيئة
TT

دور الأزياء العالمية تتجه لتبني معايير أكثر أخلاقية وصديقة للبيئة

دور الأزياء العالمية تتجه لتبني معايير أكثر أخلاقية وصديقة للبيئة

عندما أعلنت دار أزياء «إل في إم إتش»(مويت هنسي لوي فيتون) الفرنسية شراكتها الجديدة مع مصممة الأزياء ستيلا ماكارتني هذا الصيف، لم يتم الإفصاح عن كثير من التفاصيل، ولكن أحد أهم التفاصيل - وتحديدا ما جعل مصممة الأزياء البريطانية، الصديقة للبيئة، شريكا جذابا- لم يكن من بينها.
وقال مدير دار الأزياء برنارد ارنو في بيان «كان هناك عامل حاسم في اتخاذ هذا القرار وهو أنها كانت أول شخص يضع القضايا المتعلقة بالاستدامة والأخلاق في المقام الأول منذ وقت مبكر، وركزت أعمالها حول هذه الأمور»، مضيفا «هذا الاختيار يؤكد التزام دار الأزياء نحو الاستدامة».
وتأتي هذه الخطوة عقب أن أعلنت دار أزياء رالف لوران عن سلسلة من الأهداف الطموحة تشمل استخدام مواد من مصادر مستدامة بنسبة 100 في المائة بحلول عام 2025، وزيادة التمثيل النسائي في إدارة المصانع بنسبة 25 في المائة خلال نفس الإطار الزمني، ووضع أهداف لخفض الانبعاثات الغازية بحلول نهاية العام المقبل.
وقبل شهر من هذا الإعلان، كانت شركة كيرينج الفرنسية، الشريكة لماكارتني، حتى مطلع العام الماضي، تتصدر عناوين الأخبار بإعلانها أن دور الأزياء التي تديرها (غوتشي وسانت لوران وبالينسياغا) سوف تعين عارضات أزياء لا تقل أعمارهن عن 18 عاما أو أكثر للمشاركة في عروض الأزياء ابتداء من العام المقبل.
كما أصدرت دور أزياء «برادا» و«هيومان سوسايتي في مايو (أيار) الماضي بيانا مشتركا يشير إلى أن هذه الشركات لن تستخدم فراء الحيوانات خلال الأزياء المقرر طرحها لفصلي الربيع والصيف في العام المقبل 2020. مما يجعلهما أحدث شركات تنضم لقائمة دور الأزياء التي تحظر استخدام فراء الحيوانات، ومن بينها «مايكل كورس» و«كوتش» و«بيربري» و«شانيل».
ماذا وراء الصحوة الكبرى لقطاع الموضة؟ لماذا يبدو أن هذه الشركات، حاملة هذه المعايير التقليدية لمحبي الموضة، وهي نفس الشركات التي لعقود حاولت إقناع المستهلكات بأنهن لا يمكنهن أن يكن نحيفات للغاية أو من الأغنياء للغاية أو يكون لديهن الكثير من الأشياء الجميلة، قد غيرت مسارها؟ ورغم أن بعض التغيير واضح، مثل القوانين التي تم تمريرها مؤخرا (حظر بيع الفراء، على سبيل المثال)، والقوانين التي تم تمريرها في ويست هوليوود ولوس أنجليس بالإضافة إلى دراسة فرض حظر على الفراء على مستوى العالم، كما أن فرنسا مررت عام 2017 قانونا يطالب جميع عارضات الأزياء بالحصول على شهادة طبيب بشأن صحتهن الجسدية، إلا أنه يبدو أن الكثير من هذا التغيير يأتي من أسفل.
وتقول كاري سوميرز، المشاركة في تأسيس منظمة فاشون ريفوليوشن ومقرها
المملكة المتحدة في أعقاب حريق رانا بلازا عام 2013 في بنغلاديش (حيث
لقي أكثر من 1100 شخص حتفهم، وصُنف على أنه الكارثة الأكثر دموية في تاريخ صناعة النسيج) إن جهود منظمتها لتشجيع الشفافية، خاصة في استطلاعها السنوي لأبرز ماركات الموضة، بدأت في أن تجدي نفعا.
وقالت سوميرز إن مؤشر الشفافية المتعلق بالموضة لعام 2019. الذي صنف أديدس وريبوك وباتاغونيا في صدارة شركات الموضة الأكثر شفافية ضمن القائمة التي تضم 200 شركة، كشف عن تحولات مهمة. وأضافت «الاستطلاع فتح
النقاش بين أكبر دور الأزياء» موضحة «لقد رصدنا شركات لم تكن تفصح عن أي شيء (وأصبحت تفعل ذلك) مثل شانيل، التي نشرت العام الماضي أول تقرير لها. التقرير لم يشمل الكثير، ولكنه يمثل بداية». وأكملت «التغيير الكبير الذي رصدناه كان في نشر قوائم المصنع: هذا أمر كنا نطالب الشركات بعمله، ومنذ عامين بدأت 12.5 في المائة من الشركات في نشر قوائم مصانعها، هذا العام ارتفعت النسبة إلى 35 في المائة».
وأرجعت سوميرز ذلك إلى تأثير التغيير الديمغرافي. وقالت «إنه بالتأكيد أمر متعلق بالأجيال»، مضيفة «الشباب الأصغر سنا يقومون بحملات لحماية المناخ من أجل المدارس، ولقد رصدنا تزايد التوجه للنباتية على مدار الأعوام القليلة الماضية. المواطنون يطالبون بالتغيير لأنهم يريدون رؤية تبني الشركات لسياسات وممارسات أفضل».
وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى تغير مواقف المستهلكين نحو الحيوانات، وهذا التوجه الجديد لتبني الشفافية، المتاح حاليا على شبكة الإنترنت لكي يراه المستهلكون وأفراد الأجيال المستقبلية التي تتمتع بالقدرة الشرائية.
وتقول سوميرز «عندما أعلنت غوتشي عن حظر استخدام الفراء على موقع إنستغرام لمشاركة الصور بالإضافة إلى شركتي برادا وفيرزاتشي، أعتقد أنهم كانوا يحاولون الوصول للأجيال المستقبلية القوة الشرائية لهذا الجيل سوف تصبح كبيرة، كما أنهم يعلمون أن المستهلكين يهتمون بهذه القضايا، الاستدامة وحقوق الحيوانات».
وخلصت دراسة إلى أن 89 في المائة من أفراد الأجيال المستقبلية قالوا إنهم يفضلون الشراء من شركة تهتم بالقضايا الاجتماعية والبيئة على الشركات التي لا تفعل ذلك. كما توصلت الدراسة إلى أن نحو نصف أفراد هذا الجيل، الذين يعتمدون على هواتفهم المحمولة بصورة أساسية، يقضون عشر ساعات يوميا على شبكة الإنترنت.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.