مهرجانات «الجميزة» إعادة إحياء أقدم شوارع بيروت

الفنانة نجوى كرم
الفنانة نجوى كرم
TT

مهرجانات «الجميزة» إعادة إحياء أقدم شوارع بيروت

الفنانة نجوى كرم
الفنانة نجوى كرم

هو وجهة سياحية يقصدها السياح الأجانب والعرب، في كل مرة زاروا فيها العاصمة اللبنانية. فشارع الجميزة الذي يعد الأشهر في بيروت لعماراته التراثية وحوانيته ودكاكينه الصغيرة وأمسياته التي تنقلب نهاراً في عزّ الليل، يشهد في 12 و13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أول مهرجاناته الفنية.
وتحيي النسخة الأولى من هذا الحدث الفنانة نجوى كرم، فتقف على خشبة مسرح مدرسة «القلب الأقدس» (الفرير)، التي تعد أحد رموزه القديمة، لتشدو بصوتها الجبلي بباقة من أغانيها القديمة والجديدة. ويأتي هذا المهرجان بمثابة مسك الختام لورشة تبليط شهدتها أزقته ليصبح مخصصاً للمشاة في مناسبات عديدة. ومعه ستعود الحركة إلى هذا الشارع الذي تأثر بفعل الحفريات المذكورة.
«المهرجان سيكون بمثابة احتفالية فنية وثقافية تشهدها منطقة الجميزة لأول مرة، وبعد توقف (درج الفن) عن مشهديته لفترة طويلة»، يقول هادي سعيد أحد منظمي المهرجان. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ستصبح هذه الاحتفالات سنوية على أمل أن تزدهر الحركة الثقافية في هذا الشارع العريق من خلال عودة مهرجانات (درج الفن) قريباً إلى أحيائه».
ويتضمن برنامج المهرجان، الذي يقام على مدى يومين متتاليين، معارض فنية من رسم ونفخ على الزجاج والأعمال الحرفية والأشغال اليدوية. كما ستجتمع فيه مطاعم ومحلات بيع الثياب المعروفة في شارع الجميزة والمقصودة من كل حدب وصوب كوجهة سياحية معروفة.
«أكثر من 40 مطعماً ومقهى ومحلات تجارية، إضافة إلى نحو 70 فناناً سيشاركون في مهرجانات الجميزة. وستكون نقطة التجمع هذه وسط الشارع الذي خصص للمشاة فقط في 12 و13 من الشهر الحالي موعد إقامة المهرجان. وليترابط هذا الشارع من نقطة (درج الفن) إلى (مدرسة الجميزة)، ويشكل المساحة المخصصة للمهرجان، وطولها نحو 500 متر»، يوضح سعيد في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «اللبنانيون جميعاً مدعوون لحضور هذا الحدث الذي يفتح أبوابه مجاناً أمام الجميع. أما الفكرة الأساسية من إقامة المهرجان في هذا الشارع فتهدف إلى إعادة إحيائه من جديد بعد حفريات طالته لأشهر طويلة فخففت من حركته اليومية المشهور بها».
ومن المطاعم المشاركة في هذا الحدث، «لو شيف» أول من ابتكر الصحن اليومي في بيروت، وأحد رموز شارع الجميزة المعروف فيها منذ تأسيسه في عام 1967، أما الغائب الأكبر عن فعاليات هذا المهرجان فهي «قهوة القزاز» التي أغلقت أبوابها في هذا الشارع منذ نحو 10 سنوات. وشكلّ قفول نجم هذا المقهى صدمة لرواده من أجانب وعرب ولبنانيين مقيمين، إذ كان يعد الأقدم منذ 90 عاماً. وكان يشتهر بقعداته الشعبية خلف واجهات زجاجية تحيط به من مختلف الجهات وتطل على شارع الجميزة الرئيسي.
ويشارك في إقامة هذا المهرجان المنظم من قبل جمعية «يوث إمباورمنت» كل من جمعية «إنماء الجميزة» وجمعية «منى بسترس» التي تأسست تيمناً باسم والدة النائب نقولا الصحناوي، وكذلك «رابطة خريجي مدرسة الفرير» التي تخرّج منها أهم الشخصيات السياسية والقانونية في بيروت.


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».