الصناديق السيادية تبرم صفقات بـ 24.6 مليار دولار في 3 أشهر

TT

الصناديق السيادية تبرم صفقات بـ 24.6 مليار دولار في 3 أشهر

زادت صناديق الثروة السيادية أنشطتها في مجال الدمج والاستحواذ لتصل قيمتها إلى 24.6 مليار دولار في الربع الثالث من العام، مدعومة بصفقات شملت مؤسسة الاستثمار السنغافورية ومؤسسة الصين للاستثمار.
وأظهرت بيانات رفينيتيف أن مثل تلك الصناديق المملوكة لدول قد شاركت في 49 صفقة معلنة، ارتفاعا من 46 بقيمة إجمالية 15.5 مليار دولار في الربع السابق. وإجمالي الربع الثالث هو الأعلى منذ تسجيل 35.8 مليار دولار في الربع الثاني من 2018.
ويبدو أن الربع الرابع سيكون قويا أيضا على صعيد الصفقات، حيث شاركت مؤسسة أبوظبي للاستثمار هذا الشهر في صفقة حجمها 10.2 مليار فرنك سويسري (10.3 مليار دولار) لشراء وحدة نستله للعناية بالبشرة.
وأُبرمت كبرى صفقات الربع الثالث عندما اتفقت مؤسسة الاستثمار السنغافورية وبروكفيلد الكندية لإدارة الأصول على شراء جينيسي أند وايومنغ الأميركية لخطوط الشحن بالقطارات في صفقة قيمتها نحو 8.7 مليار دولار شاملة الديون، وفقا لبيانات رفينيتيف. وقال خافيير كابابيه، مدير أبحاث الثروة السيادية لدى مركز «آي إي» لحوكمة التغيير، «هذا النوع من النشاط مستقر ويوفر الأمان في أوقات الضبابية الكثيفة على صعيد المردود والعوائد».
وشاركت المؤسسة السنغافورية أيضا في إلغاء إدراج تولجراس إنرجي ببورصة نيويورك، مع بلاكستون إنفراستركتشر بارتنرز وإيناجاس.
أظهرت الصفقة اهتمام المؤسسة باستكشاف الأصول الخاصة، التي تتلاءم على نحو أفضل مع استراتيجيات الاستثمار طويل الأجل، وفي الوقت نفسه استغلال الفرص في صناعة النفط الصخري بالولايات المتحدة، حسبما قال كابابيه.
ورغم عدم التيقن بشأن الخروج البريطاني المزمع من الاتحاد الأوروبي، شملت عدة صفقات أصولا بريطانية.
فقد استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي 550 مليون دولار في بابيلون لخدمات الرعاية الصحية، في حين اتفق جهاز أبوظبي للاستثمار على شراء 30 في المائة في دوميستك أند جنرال البريطانية المتخصصة في صيانة الأجهزة المنزلية.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.