هكذا رأيتك باسلاً

هكذا رأيتك باسلاً
TT

هكذا رأيتك باسلاً

هكذا رأيتك باسلاً

أكان عليك أن تثقّل علينا أحزانَنا في زمن الفقدان والأسى الجماعي...!
غيَّب الرحيل المبكر عدنان حسين في لحظة افتراقٍ تحول فيها الموت من فجيعة شخصية، إلى ما يشبه موات الضمير وهو يحصد أرواحاً تتشوف لحياة إنسانية جديرة بالبشر...
عدنان، كأني بك قد تقصدت الغياب في لحظة البلوى، لكيلا ترى ما نحن فيه من انحدارٍ، حيث لا معنى للدم عند المفسدين في الأرض، إذ يشق له كل يومٍ نتوءاتٍ وتشققات ومساربَ في كل اتجاه ليذكّرنا بما بلغناه من ذل القنوط وغياب الرؤية...!
قبل أكثر من أربعة عقود لم يكن الأمل قد تدثر بثِقل الوهم، وما ينتظرنا من مصاير يصبح فيها الفقدان وليمة يومية للطغاة. كنَّا نرى الأبواب مشرعة على بريق أملٍ واعد بآتياتٍ من الأيام لا تشبه غيرها وهي تمسح آثار وعثاء دروب من كرَّسنا حياتنا لرفع الضيّم عن كواهلهم، التي هدَّها الجور ونال منها التعب. وخلال السنوات المتتاليات، ورغم كل ما واجهنا من محنٍ وتعدّياتٍ وصنوف العذاب ظللتَ أنت مع رفاقك ومجايليك تستقبل العاديات بطاقة الأمل والتحدي، تجعل من قلمك منارة يستضيء بها من يبحث عن الحقيقة، ويتكئ عليها من يريد تجاوز الشعور بالخذلان. وأينما تنقَّلتَ وأنت تحمل يراعك، فلم تجانب الحقيقة، ولم تتخلَّ عن الدرب الذي اخترت، ولم تتراجع، أمام الصعاب وتعقّد المشهد السياسي وعتمة الخيارات الفكرية، عما ظللت مؤمناً بأنه الدرب الهادي لتحقيق حلم الباحثين عن الجنة في الأرض.
هكذا رأيتك باسلاً، مواظباً على استكشاف مغاليق الأمور وأنت تكتب كل يومٍ، لتضخ التفاؤل بين زملائك في «المدى» الجريدة والمؤسسة، وتندفع لاحتضانهم والأخذ بيد من ترى فيه خامة لوعد بالتكوّن والتطور.
أخي عدنان، لقد أثقلت بغيابك ما تبقى لي من أيام، وجعلتني أعيش وحشة البقاء بلا رفقتك، وأنت تنبض بالحيوية في أروقة «المدى»، وتعفيني من متاعب أرهقتني على مدى سنوات.
كنت أتوهم أن للأحزان حدوداً، وللدموع منازلَ تجف منابعها، لكننا أصحاب ذاك الجيل الذي توهم وأوهم بأنه يكاد يتشمم رائحة الجنة على الأرض ويلتقط مباهجها، ننوح على آمال خضبت حياتنا بالدم المستباح ليصبح الوهم مفازة لجحيم يزداد سعيراً مع تعاقب الأيام والعقود وإيذاناً بانزياح الأمل، وحصاد الصبر على المكاره، لشدة الانسلاخ عن الواقع وتغييب الوعي.
صارت ضمائرنا مراتع للخيبة، والقبض على جمر أشباه الرجال ممن لم يستبقوا لنا غير الإحساس بذُل الإكراه على ابتلاع مرارة فجائعنا، التي تبدو كما لو أنها فم ينفث فحيحَ الكراهية والقنوط من قرب إدراك الحقيقة، وانبعاث الوعي.
أيها العزيز عدنان، لمَ اخترت الغياب في وقت كنت أحوج ما أكون لبقائك تخفف عني كآبتي وشعوري بالخذلان، في زمن لم يعد للشرف والتضحية والقيم السامية تلك المعاني التي كنّا نرفعها راياتٍ تبشر بالمستقبل، وما يحمل من وعد بالجمال والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية... وصار انتهاك الحرمات والنهب والفساد والكراهية والتغوّل على سلب كل الحقوق حتى أقلها شأناً ثقافة، يستخدمها بكل الوسائل والأدوات أشباه الرجال، لإذلالنا والحط من كرامة شعبنا وتجريده من أي محاولة لاستعادة الأمل؟!
عزيزي عدنان، لقد خذلتني كما فعل قبلك، فائق وغانم وعلي الشوك وعبد الرزاق الصافي وعبد الإله النعيمي وفوزي كريم، وكما فعلت بشرى...
نمْ واسكن حيث لا مكانَ للمظالم، وتغييب الوعي، وأوهام من لا يرى المصير والفقدان.
- مؤسس دار المدى للثقافة والفنون



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.