قضى النجم الإنجليزي الشاب تايلور مور معظم طفولته في بلدة «لو توكيه»، على بُعد 45 ميلاً جنوب مدينة كاليه الفرنسية، ويشير اللاعب الحالي لنادي بريستول سيتي الإنجليزي إلى أنه تلقى دعوة من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لتمثيل منتخب فرنسا عندما كان يلعب مع نادي لانس.
يقول مور: «عندما كنت في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمري، كان يتعين علي أن أتخذ قراراً بشأن المنتخب الذي سأدافع عن ألوانه، خاصة أنني كنت أعيش في فرنسا منذ أن كان عمري سبع سنوات. وقال المسؤولون في كرة القدم الفرنسية إنهم سوف يضموني للمنتخب الفرنسي تحت 16 عاماً وما بعده. لقد كنت سعيدا للغاية بترشيحي للانضمام للمنتخب الفرنسي، لكن بعد أن جلست مع أمي وأبي، أدركت أنني لم أشعر بأنني فرنسياً حقاً، فقد كنت دائماً أشعر بأنني إنجليزي وكنت أتحدث اللغة الإنجليزية دائماً في المنزل. لكنني قلت لوالدي: «إذا كانت فرنسا مستعدة لضمي للمنتخب، فماذا عن المنتخب الإنجليزي؟»، وقد نال مور إعجاب الكشافة الذين أرسلهم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لمتابعته في ذلك الوقت.
ولد مور في مدينة والتهامستو وانضم للمنتخب الإنجليزي للشباب وحصل معه على بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 17 عاماً قبل خمس سنوات كجزء من الفريق الذي ضم أيضا دومينيك سولانكي، ولويس كوك، وجو غوميز، قبل أن يصبح قائدا للمنتخب الإنجليزي تحت 18 عاماً و19 عاماً و20 عاماً. ومع ذلك، لم يكن مور ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي الذي فاز بكأس العالم تحت 20 عاماً قبل عامين. ويقول مور عن ذلك إنه يحلم بانضمامه للفريق الأول للمنتخب الإنجليزي، مضيفا أن يستحق ذلك.
يقول مور، الذي عاد إلى إنجلترا للانضمام إلى نادي بريستول سيتي في عام 2016 - والذي يلعب الآن في دوري الدرجة الأولى - بعدما قضى 12 عاماً في شمال فرنسا: «إنه لشيء مؤلم ومحبط للغاية أن يقول لك المسؤولون عن المنتخب الإنجليزي إنهم يعتقدون أنك لم تعد جيدا بما يكفي للانضمام للفريق وإنهم سيضمون لاعبا آخر. لكنني كنت أنظر دائماً إلى اللاعبين الآخرين، وأقول لنفسي: هذا اللاعب يلعب بصفة أساسية في خط دفاع فريقه، فلماذا لا أفعل مثله؟ لكنني سرعان ما أدركت أن كل لاعب يذهب في رحلة مختلفة عن اللاعبين الآخرين. ورغم أنني اضطررت إلى أخذ خطوة للوراء في وقت مبكر جدا من مسيرتي الكروية، فلا يزال بإمكاني تحقيق تقدم كبير مع بريستول سيتي وأن أنتقل إلى الخطوة التالية بعد ذلك».
ويتميز مور بأنه شخص متواضع ومثقف ومتعلم، وتحدث خلال هذا الحوار الذي استمر لنحو الساعة عن الاستعانة بمدرب نفسي، وعن تطوره من «صبي إلى رجل»، وتعلمه كيف «يدافع مثل الرجال» عندما كان يلعب على سبيل الإعارة مع نادي شلتنهام في دوري الدرجة الثالثة تحت قيادة المدير الفني غاري جونسون، والد المدير الفني لبريستول سيتي لي جونسون. كما تحدث مور عن محاولة اللحاق بالنجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي في بطولة «كوبيه جامبارديلا»، التي تعادل كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب في إنجلترا.
يقول مور: «كنت قد تعرضت بالفعل لإصابة في أوتار الركبة، لكني حاولت أن أواصل اللعب، وتمزقت أوتار ركبتي تماما عندما حاولت اللحاق بمبابي قبل تسجيله هدفا. ومع ذلك، لم أتمكن من اللحاق به، فهو سريع للغاية كما تعرف. أتذكر أنني كنت ألعب أمام باريس سان جيرمان كمحور ارتكاز في خط الوسط، وكان كينغسلي كومان يلعب كصانع ألعاب. أعتقد أنه لعب لمدة 60 دقيقة وسجل ثلاثة أهداف، لكن أحمد الله أنني لم أكن مسؤولاً عن أي هدف من هذه الأهداف الثلاثة، فقد قدمت مباراة جيدة في حقيقة الأمر. وقد شهدت هذه المباراة حضور أحد المندوبين عن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لمتابعتي، ولم أكن أعرف ما الذي سيفعله بعد مشاهدته لهذه المباراة، لكن لحسن الحظ قدمت مباراة جيدة، على الأقل من جهتي وبعيدا عن نتيجة المباراة، وكان ذلك كافيا لانضمامي للمنتخب الإنجليزي».
وقد كان مور، البالغ من العمر 22 عاماً، ناضجاً بما يكفي لكي يدرك أنه لم يكن مستعداً للعب مع الفريق الأول فور انضمامه لبريستول سيتي، وبالتالي تمت إعارته إلى بيري، ثم إلى شلتنهام وأخيرا إلى ساوثيند. وقد كانت بعض هذه التجارب أفضل من الأخرى، حيث يشير مور إلى أنه تعلم كثيرا من الفترة التي لعبها في شلتنهام تحت قيادة جونسون، ويقول: «يمكنني أن أتذكر أربعة أو خمسة مواقف ارتكبت فيها أخطاء كلفت الفريق الكثير في ذلك الوقت. لقد تعلمت كيف أدافع مثل الرجال، لأنني في بعض المواقف كنت أحاول أن أتبادل الكرة بشكل جميل مع زملائي أمام منطقة الجزاء، وهو الأمر الذي لم يكن موجودا على الإطلاق في دوري الدرجة الثالثة، الذي يتسم بالقوة والشراسة، فالأمر يتعلق بقدرتك على قطع الكرة من أمام المهاجم وتمرير الكرات الطولية للأمام، وهكذا».
ويضيف: «لقد كان ذلك تحديا كبيرا بالنسبة لي بكل تأكيد. كانت الأمور صعبة للغاية بالنسبة لي في ذلك الموسم، رغم أنني لعبت 40 مباراة. وكانت هناك محادثة جيدة مع المدير الفني، الذي قال لي: لا أعتقد أنك مستعد لتمثل الفريق الأول لبريستول سيتي الآن. ربما نقرر إعارتك إلى ناد آخر مرة أخرى، لسنا متأكدين من ذلك، لكنني لست متأكدا أيضا من قدرتك على اللعب معنا. لقد كانت النتيجة سلبية بالتأكيد، لكن هذا الكلام أثار حفيظتي وحفزني كثيرا وجعلني أكثر رغبة في العودة بشكل أقوى».
ولم ينظر مور إلى الوراء، حيث قدم موسماً ناجحاً في ساوثيند تحت قيادة كريس باول، الذي كان قد عمل معه من قبل في صفوف المنتخب الإنجليزي للشباب، حيث أعده للدخول في التشكيلة الأساسية لنادي بريستول سيتي، وبالفعل استغل مور الفراغ الذي تركه آدم ويبستر ودخل في تشكيلة الفريق.
وقبل انضمامه إلى ساوثيند، يقول مور إنه وافق على تخفيض راتبه إلى النصف لكي يمدد عقده مع الفريق. وفي أغسطس (آب)، كافأه النادي على تطور مستواه بتقديم عقد جديد له لمدة عامين. يقول مور عن ذلك: «أشعر بأنني عدت إلى مستواي السابق وبأنني سوف أبقى هنا، فهذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه على المدى الطويل، وهذا هو المكان الذي أريد أن أتطور فيه. لقد فعلت كل ما يمكنني القيام به خلال هذا الصيف لكي أظهر للمدير الفني ولمجلس إدارة النادي واللاعبين أنني أملك الإمكانيات التي تؤهلني للبقاء هنا».
وخلال الموسم الجاري، شارك مور في التشكيلة الأساسية لبريستول سيتي في غالبية المباريات التي لعبها الفريق في دوري الدرجة الأولى. ويؤكد مور على أن المدير الفني لبريستول سيتي، الذي أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن، يهتم بأدق التفاصيل في الحصص التدريبية، ويقول: «إننا نتدرب على بعض المواقف داخل الملعب، فعلى سبيل المثال، نشاهد مباراة ليفربول وهو يلعب أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا ونتخيل أننا لاعبو ليفربول ونتعلم ما يتعين علينا القيام به، وما لا يجب أن نفعله في هذه المواقف».
تايلور مور: أحلم بانضمامي لفريق إنجلترا الأول
مدافع بريستول كان قائداً للمنتخب الإنجليزي تحت 18 و19 و20 عاماً ورفض اللعب لفرنسا
تايلور مور: أحلم بانضمامي لفريق إنجلترا الأول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة