صوت كايتي كوريك يصدح على منصات التواصل الاجتماعي

الإعلامية الأميركية أحبّت البث الصوتي أكثر من التلفزيون

الإعلامية كايتي كوريك في حديقتها
الإعلامية كايتي كوريك في حديقتها
TT

صوت كايتي كوريك يصدح على منصات التواصل الاجتماعي

الإعلامية كايتي كوريك في حديقتها
الإعلامية كايتي كوريك في حديقتها

خلف غابة من نبات الأضاليا، تسللت كايتي كوريك الإعلامية الأميركية، من بين أوراق الكروم المتدلية وعناقيدها، لتفحص الباذنجان المزروع هناك. ففي كل أسبوع خلال فصل الصيف، تزور كوريك تلك القرية الشاطئية لتتفحص حديقتها، وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، نبت من أرضها الفلفل بنوعيه الحار والبارد وكذلك الطماطم.
غالباً ما تنشر كوريك (62 عاماً) حصادها من خلال مجموعة تسمى «القصص» عبر تطبيق «انستغرام» مثلما تفعل الكثير من الشخصيات العامة لكي يتابع الناس أعمالها. فبعد دعوتها لمشاهدي قناة «NBC» لمشاهد جراحة القولون بالمنظار التي خضعت لها عام 2000، يمكن القول إنّ كوريك باتت رائدة في مشاركة حياتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، رغم أنّها كانت أقل انفتاحاً في مشاركة تفاصيل حياتها الخاصة مع الآخرين.
تعتبر كوريك تجسيدا واقعيا عبر تطبيق «انستغرام»، لما كانت تقوم به في برنامج «اليوم» التلفزيوني الشهي، فهي الأم المحبة للمرح التي يمكنها التنقل من الأخبار الجادة «إلى الصور العائلية»، فتلك هي حيلتها للاحتفاظ بمتابعيها الذين تخطى عددهم 715.000. عندما ذاعت أخبار التحقيق مع الرئيس ترمب مؤخرا، على سبيل المثال، سألت كوريك متابعيها عبر «انستغرام» عن رأيهم. وفي هذا الصدد، قالت: «أستمتع جداً بقراءة التعليقات لأنّها تخرجني من فقاعة العيش في مدينة نيويورك. أعتقد أنّ الكثير من الأشخاص الذين يتابعونني لا يعيشون بالضرورة في مناطق حضرية كبيرة ولديهم وجهات نظر مختلفة تماماً».
مرة أخرى عندما عملت كوريك مقدمة لبرنامج «توداي» منذ عام 1991 حتى عام 2006، كانت تتلقى رسائل من المشاهدين رداً على ما ورد في حلقاتها، و«كانت الآراء تتعلق حتى برأيهم في ثيابها»، حسب كوريك. وعندما أصبحت مذيعة بقناة «سي بي إس نيوز» الإخبارية عام 2006، أرادت أن تطور من فكرة آراء المشاهدين وملاحظاتهم. حسب تقرير لـ«نيويورك تايمز».
«استطردت كوريك، أتذكر عندما كنت في شبكة (سي بي إس) الإخبارية، وعندما حدث تسرب للنفط في الخليج، أردت الحصول على أسئلة من (تويتر) في نشرة الأخبار المسائية لأنّه في بعض الأحيان عندما تغطّي هذه القصص كل يوم، قد يحدث أن تغفل عن بعض الأسئلة البسيطة للغاية. اقترحت ذلك، وأتذكر أن نائب رئيس قسم الأخبار قال: إذا كان بإمكانك الحصول على أسئلة من (تويتر) والتفاعل مع الناس ومع المشاهدين الذين تحاولين خدمتهم، لماذا لا تفعلين؟».
لاحظت كوريك عام 2013 كيف أنّ وسائل التواصل الاجتماعي قد غيرت مجال الأخبار، وفي العام التالي انضمت إلى موقع «ياهو» الشهير كمذيعة عالمية، وفي العام نفسه تزوجت من جون مولنر، وهو ممول كبير، وبعدها بعام أسست شركة «ماري كوريك ميديا». وقالت إن «انطباعي الأهم هذه الأيام هو أنّ (وسائل الإعلام الجماهيرية أصبحت أكثر تناقضا وكل هدفها الوصول إلى الجمهور)».
لقد باتت كوريك تظهر الآن على أكبر عدد ممكن من المنصات. فمنذ تركت «ياهو» عام 2017، أنتجت سلسلة نصية رائعة عبر منصة «Netflix» واستثمرت في شركات تقودها نساء مثل شركة «ThirdLove»، وعملت في سلسلتين وثائقيتين لقناة «ناشيونال جيوغرافيك» وشرعت في إنتاج نشرات إخبارية يومية بالبريد الإلكتروني بعنوان Wake - Up Call.
يجرى دعم الكثير من مشاريع شركة «ماري كوريك ميديا» الخاصة من قبل علامات تجارية شهيرة مثل «بروكتر أند غامبل» و«سليب نمبر» التي تعزز محتواها عبر مواقعها الاجتماعية. وقالت كوريك: «كل ما أريده هو أن يكون لي صوت وأن يستمر ذلك». ربما يعني ذلك الآن حتماً البث الصوتي الذي حاولت كوريك تنفيذه لأول مرة في الفترة من 2016 إلى 2018 لعرض مقابلة شخصية قبل أن تقرر القيام بسلسلة من هذا النوع حول روح العصر. فقد أحبت التواجد عبر البث الصوتي أكثر من التلفزيون. وتقول: «لست مضطرة لوضع المكياج ولا يجب عليك ارتداء ملابسك الرسمية. أعتقد أيضاً أن الناس لا يشعرون بالراحة عندما يجري تسجيل لهم بالفيديو. ففي البث الصوتي ليسوا مجبرين للانتباه إلى تعبيرات وجوههم أو طريقة ظهورهم».
استمرت كوريك على الهواء لفترة أطول من معظم المذيعين والمذيعات، واستمرت لفترة من الوقت تعرف باسم «حبيبة أميركا»، وكثيراً ما وصفت بأنها «مرحة».
تقرأ كوريك حالياً «فن المذكرات»، بقلم ماري كار، لمعرفة كيفية معالجة كل تجربتها وتحويلها إلى نثر، لكنّها مترددة في قراءة الكثير من المذكرات خوفاً من التأثر المفرط بأسلوب كاتب آخر. ولا تريد استخدام كاتب، وقالت: «أحاول أن أكتبها بنفسي لأنني أريدها أن تكون مني».
وقالت عبر الهاتف بعد بضعة أسابيع: «إننا نغرق في مجموعة من الأصوات، ونجذب الناس إلى أصوات يعتقدون أنها مثيرة للاهتمام أو لديها ما تقوله، (لذلك أعتقد في هذه المرحلة من حياتي أن لدي الكثير لأقوله وأريد أن أكون قادرة على ذلك)».
تصف كوريك محاورتها للوسائط الرقمية بأنها تطور طبيعي، وبينما كانت تحاول دائماً إظهار شخصيتها على الهواء، فإن ما أحبته في وسائل التواصل الاجتماعي، هو أنّها سمحت لها بتطوير صوتها ورسم صورة أكثر واقعية عن نفسها.
وقالت: «أنا أكره استخدام كلمة (الأصالة)، لأنّها استغلت بإفراط في المرحلة الحالية، لكنّني أعتقد أنّ الناس يتوقون إلى حد ما إلى الواقع».


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.