في الماضي كان يعتقد البعض أن المطاعم التي تقدم أكثر من مطبخ على لائحة طعامها هي مطاعم سياحية، وبمعنى آخر كان ينظر إليها البعض على أن زيارتها تعتمد على مرور الكرام ولا تتكرر، غير أن هذه النظرة تبدلت اليوم وبدأ عدد من المطاعم المهمة في كبريات المدن العالمية تتبنى أكثر من مطبخ في الوقت نفسه، فترى لائحة طعام للأطباق الإيطالية وبجانبها أخرى للأطباق اليابانية على سبيل المثال، وعندما تكون الرؤية واضحة للمطعم لكي يفصل ما بين المطبخين وتكون لديه القدرة على أن يقدمهما على القدر نفسه من الحرفية تكون النتيجة إيجابية وتجعل من عنوان الطعام مرتعاً للذواقة.
وهذا ما حصل مع مطعم «نورما» Norma الذي افتتح أبوابه منذ أسبوعين في منطقة فيتزروفيا Fitzrovia بوسط لندن، فهو يهيمن على شارع «شارلوت ستريت» بمبناه الذي كان في السابق منزلاً مؤلفاً من 3 طبقات أو ما يعرف في بريطانيا باسم «تاون هاوس»، ونجح المطعم بأن يمزج ما بين سحر الشرق ونكهات الغرب بطريقة متناغمة جداً.
الديكور في الطابق الأرضي يذكرك بمطاعم مراكش الجميلة، رسومات لوجوه شرقية تزين الجدان، قناطر تنيرها إضاءة خافتة، ثريات تعتمد على لعبة الضوء والهندسة، وأول ما يطالعك عند دخولك إلى المطعم هو العرض الهائل للأسماك الطازجة والقريدس والسلطعون والمحار الذي يشدك برائحة البحر التي تعشش في أصفاده لتشتم بعدها عبق إيطاليا المنبعث من أطباق صقلية التقليدية.
يتولى مطبخ «نورما» الشيف بين تيش Ben Tish صاحب كتاب «Moorish» الذي برع في مزج طعام صقلية أكبر جزر إيطاليا مع النكهات المغاربية مستخدماً المنتج الأصلي الذي يعكس ثقافة صقلية ويترجم روعة مقاهيها على غرار مقاهي الـ«غران كافيه» التقليدية المنتشرة في جميع ثنايا الجزيرة.
الأطباق صغيرة الحجم ويمكن تشاركها مع الآخرين على طريقة التاباس الإسبانية، ولمحبي الأسماك وثمار البحر على أنواعها ينصح بتذوق القريدس الصقلي مع صلصة الروزماري والبرتقال وسمك «مونكفيش» مع الكزبرة والنعناع والمحار مع صلصة اليثب والشمر.
الأطباق الرئيسية تركز على المعكرونة والسمك والمشوي واللحم، ومن المنتظر أن تتبدل الأطباق على لائحة الطعام بحسب المواسم، ففي الموسم الحالي تقدم الباستا مع سمك السردين Taglioni with sardines مع الشمر بالإضافة إلى طبق السباغيتي مع صلصة اللوز.
أما الطبق الذي يبقى دائماً على لائحة الطعام ويشكل التوقيع الخاص بمطعم نورما فهو طبق البارميجيانا Parmigiana ولحم الضأن.
وبالنسبة للحلوى فهناك أطباق كثيرة من بينها كرز مطهو على نار هادئة مع لبن اللوز والبانا كوتا والشوكولاته، إضافة إلى كيك القهوة.
«نورما» هو أول مطعم تابع لفندق «ذا ستافورد» في منطقة سانت جيمس ولكنه لا يقع داخله، وتسعى الشركة المالكة إلى أن تجعل من المطعم اسماً معروفاً بأسلوبه الخاص ومن المترقب أن يفتتح فروعاً جديدة له في مدن أخرى من بينها مدن عربية.
فكرة المطعم جميلة، لأن أطباقه تناسب محبي الأكل اللذيذ من أكثر من مطبخ، أما بالنسبة لمحبي الجلسات الخاصة، فالمطعم يقدم الكثير من الخصوصية بسبب هندسته ومبناه، أضف إلى ذلك غرفة الطعام الخاصة في الطابق العلوي التي تذكرك بغرف الطعام في البيوت الإيطالية الأنيقة.
وفي الطابق الأرضي تتوزع الطاولات بأشكال متنوعة، ولكن تبقى هناك طاولة مستديرة جميلة جداً وفيها سحر شرقي خاص لا تجده إلا في بعض المطاعم في بلاد المغرب السابحة في الفن والتصميم الراقي.
«نورما»... طعام غربي بمزاج شرقي
مذاقات صقلية وشمال أفريقيا في قلب «فيتزروفيا» بلندن
«نورما»... طعام غربي بمزاج شرقي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة