المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة يدعو لتعزيز دور الشباب

انتخاب السعودية رئيساً للمؤتمر خلال العامين المقبلين

المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة  يدعو لتعزيز دور الشباب
TT

المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة يدعو لتعزيز دور الشباب

المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة  يدعو لتعزيز دور الشباب

دعا المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة في دورته الثامنة، التي انتهت أشغالها أول من أمس بالرباط، إلى تعزيز دور الشباب والمجتمع المدني في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وأكد على أهمية تجديد الدول الأعضاء التزامها السياسي بدعم الأجندة العالمية للتنمية المستدامة، طبقا للمبادئ والمرجعيات المتوافق عليها دولياً.
وحث المؤتمر، الذي نظم تحت شعار «دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة والتنمية المستدامة»، الدول الأعضاء على تسخير كل الجهود الوطنية والدولية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى مراعاة «الخصوصيات الثقافية والطبيعية، وتفعيل الإرادة السياسية بوصف ذلك شرطاً أساسيا لأي نجاح في هذا المجال، إلى جانب الوفاء بالالتزامات المالية والفنية، وإشراك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص». وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات ملموسة بهدف «إلغاء الديون، وتيسير الوصول إلى الأسواق ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات». كما قرر المؤتمر اعتماد «مشروع استراتيجية تفعيل دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي»، داعيا الدول الأعضاء إلى إيلاء مزيد من «الاهتمام إلى العوامل الثقافية والدينية عند وضع الخطط والاستراتيجيات الوطنية لرفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما يستجيب لاحتياجاتها ويتوافق مع أولوياتها».
كما طالب المؤتمر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» بوضع خطة تنفيذية للاستراتيجية بالتعاون مع المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، والمؤسسات ذات الصلة في العالم الإسلامي وخارجه.
واعتمد المؤتمر تقرير الإيسيسكو حول «الخطة التنفيذية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وإدارتها في الدول الأعضاء، والإحاطة علماً بما تم تنفيذه في إطار البرنامج النموذجي لبناء القدرات في مجال تخفيف وإدارة المخاطر، الناجمة عن الكوارث الطبيعية في الدول الأعضاء، ودعوة الدول الأعضاء إلى تفعيل الإجراءات والتدابير للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، والتعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة».
كما دعا المؤتمر المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده للعمل على إنهاء الحروب الداخلية والاحتلال والصراعات، التي حدثت في بعض الدول الأعضاء، و«ما يترتب عن ذلك من تدمير للبيئة والبنيات التحتية للتنمية المستدامة، والرفع من عدد اللاجئين، وتحطيم للمآثر التاريخية وللتراث الثقافي والحضاري».
كما سجل المؤتمرون أن الدول الأعضاء تعاني من «آثار الظواهر المناخية المتطرفة، وما يتبعها من تحديات جَمَة، أهمها نضوب المياه، وانخفاض إنتاج الغذاء، وارتفاع مستويات مياه البحار، وموجات الجفاف»، وهو ما يستدعي اتخاذ «التدابير الضرورية للتخفيف من خطر وآثار الكوارث».
كما طالب المؤتمرون بالاستعداد لمواجهة الكوارث بـ«الإنذار المبكر، وإدماج استراتيجيات الحد من خطر الكوارث في سياسات التنمية المستدامة على مختلف المستويات، وتشجيع الاستثمار في مجال الحد من خطر الكوارث»، وأكدوا على تفعيل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وخاصة توصيات مؤتمرات الأطراف حول التغيرات المناخية في باريس 2015، ومراكش 2016 وما بعدها، وطالبوا بتفعيل دور المرفق العالمي للحد من الكوارث، وبنوك التنمية والمانحين والصناديق الدولية، في دعم خطة العمل التنفيذية لتطبيق «الاستراتيجية الإسلامية للحد من خطر الكوارث وتدبيرها»، في إطار التكافل بين الشمال والجنوب لمواجهة آثار هذه الظواهر.
في غضون ذلك، انتخب المؤتمر المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة لمدة عامين برئاسة السعودية، وقد جرى الاتفاق على إقامة الدورة التاسعة من المؤتمر بمقر «إيسيسكو» في العاصمة الرباط خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وقرر المؤتمر أيضا اعتماد تقرير برنامج الاحتفاء بعواصم العالم الإسلامي الصديقة للبيئة، حيث اعتمد مدينة أغادير المغربية، ومدينة نور سلطان في جمهورية كازاخستان عاصمتين صديقتين للبيئة في العالم الإسلامي لسنتي 2020 - 2021، واعتماد مدينة كمبالا في أوغندا، عاصمة صديقة للبيئة في العالم الإسلامي عن المنطقة الأفريقية لسنتي 2020 - 2021، واعتماد مدينة القدس الشريف عاصمة دائمة صديقة للبيئة في العالم الإسلامي.


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس يتحدث خلال اجتماع ترشيح الحزب في أوسنابروك ودائرة ميتيلمس في ألاندو بالهاوس (د.ب.أ)

زعيم المعارضة الألمانية يؤيد تدريب أئمة المساجد في ألمانيا

أعرب زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن تدريب الأئمة في «الكليةالإسلامية بألمانيا» أمر معقول.

«الشرق الأوسط» (أوسنابروك (ألمانيا))
المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات؛ لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططاً متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدّتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلومترات، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير، ما يعدّ دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه، من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع عدّوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعاً ملموساً من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالمياً.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية، وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية الدليلَ على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذجاً يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطار الرياض» على أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثراً دائماً للأجيال القادمة.

ووجّه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، الشكرَ لخادم الحرمين الشريفين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقّيه القطار والحافلات، لافتاً إلى أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبد العزيز، و«انطلاقاً من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.