«تقييم الحوادث» يؤكد صحة إجراءات التحالف في عمليات عسكرية

TT

«تقييم الحوادث» يؤكد صحة إجراءات التحالف في عمليات عسكرية

أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن، صحة معظم الإجراءات التي قامت بها القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية، عبر استهداف عدد من المواقع العسكرية المشروعة التي استخدمتها الميليشيات الحوثية كمخازن أسلحة، أو نقاط تجمعات لمسلحيها.
واستعرض المستشار منصور المنصور، المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن، خلال مؤتمر صحافي أمس في الرياض، عدة حالات وردت إلى الفريق تدعي قصف قوات التحالف، وإحداث أضرار بشرية ومادية، مفنداً جميع هذه الحالات بعد التحقق من الأدلة المرفقة.
وأوضح المنصور أن فريق التقييم رصد في وسائل الإعلام تقارير عن قيام قوات التحالف في يونيو (حزيران) 2016، بقصف منزل في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، دون تسجيل أي إصابات أو وفيات جراء الاستهداف.
وأضاف: «بعد التحقق ومقابلة الشهود، راجعنا المهام الجوية في اليوم نفسه، وتبين أن التحالف لم يقم بأي مهام جوية في تلك المنطقة، واتضح أنه بعد يوم وردت معلومات استخباراتية من الداخل اليمني، تؤكد أن الميليشيات الحوثية استولت على جبل جالس المطل على قاعدة العند العسكرية التابعة للشرعية، وبناء عليه قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية على هذا الموقع، قمة جبل جالس، باستخدام قنبلتين موجهتين أصابتا الهدف بدقة، ويبعد الهدف العسكري 1700 متر عن موقع الادعاء».
وأكد المتحدث باسم الفريق أن المباني المحيطة بمدرسة النصر محل الادعاء، لم تتعرض لأي أضرار أو استهداف جوي.
وتطرق المستشار المنصور إلى ما ورد في خطاب المقرر الخاص المعني بالإعدام خارج نطاق القضاء، الذي يفيد بأن قوات التحالف قصفت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 منزلاً في مزرعة بمحافظة صعدة، أسفر عن مقتل 7 من إحدى العائلات، بينهم ثلاثة أطفال، ولم يتم تحديد موقع المنزل في الخطاب.
وتابع المنصور: «بعد التحقق، تبين أنه وردت معلومات استخباراتية عن وجود تحركات للحوثيين في باقم بصعدة، والاستيلاء على مبنى تم استخدامه مستودعاً للأسلحة ونقطة تجمعات حوثية، يبعد عن الحدود السعودية 16 كيلومتراً. وبما أنه استخدم لدعم المجهود الحربي، فإنه يعتبر هدفاً عسكرياً مشروعاً، وسقطت الحماية القانونية عنه، طبقاً لاتفاقية جنيف، وعليه قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية على المبنى جنوب باقم، باستخدام قنبلة واحدة موجهة أصابت الهدف، وكانت إجراءاته صحيحة، وتتفق مع القانون الدولي الإنساني».
وتطرق منصور المنصور إلى ما ورد في التقرير السادس، الصادر عن اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، عن تعرض مبنى نقل الدم في السبعين بصنعاء في أبريل (نيسان) 2018 لقصف صاروخي، تسبب في تدمير أجزاء كبيرة منه وإتلاف أجهزة بنك الدم.
وبحسب المتحدث باسم فريق التقييم، تبين أن التحالف حصل على معلومات استخباراتية عن قيام الحوثيين بالاستيلاء على محطة وقود، داخل معسكر القوات الخاصة بصنعاء، لدعم المجهود الحربي، وعليه قام التحالف مساء اليوم نفسه بتنفيذ مهمة جوية على المحطة، بقنبلة واحدة موجهة غير متفجرة لم تصب الهدف.
وأضاف: «يقع مبنى مركز نقل الدم جنوب صنعاء، ضمن قائمة الأهداف المحظور استهدافها، ويبعد 200 متر عن محطة الوقود المستهدفة داخل المعسكر. وحجم الأضرار لا يتناسب مع الأضرار الواردة في الادعاء؛ حيث إن تأثير القنبلة الإسمنتية يكون مكان سقوطها فقط. وعليه نؤكد صحة ما ورد في تقرير اللجنة الوطنية حول تعرض المبنى لاستهداف جوي؛ لكن سقوط القنبلة كان نتيجة لخلل حصل فيها، ولم يكن استهدافاً مباشراً للمركز».
وتابع: «المبنى تعرض لأضرار جزئية، ولم تكن هناك أي انفجارات داخله، وعليه فإن الإجراءات التي قام بها التحالف للتعامل مع محطة الوقود صحيحة ومتوافقة مع القانون الدولي. هناك خطأ في سقوط القنبلة، ويرى الفريق أن يبادر التحالف بتقديم مساعدات عن هذه الأضرار».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.