قيادي في «مجلس سوريا الديمقراطي» ينتقد اللجنة الدستورية

TT

قيادي في «مجلس سوريا الديمقراطي» ينتقد اللجنة الدستورية

موازاة إحاطة المبعوث الأممي غير بيدرسن أعضاء مجلس الأمن الدولي باجتماع أعضاء اللجنة الدستورية المتفق عليها بين الحكومة السورية والمعارضة والأمم المتحدة لعقد أولى جلساتها في 30 أكتوبر (تشرين الأول) المُقبل؛ طالبت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا والتي أقصي ممثليها عن تشكيلة اللجنة؛ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بـ«إعادة النظر بهذه الخطوة غير العادلة والتي لا تمثل حق السوريين في المشاركة لإعداد مستقبلهم»، وقالت الإدارة في بيان نشر على حسابها الرسمي إنّ «هذه اللجنة لا تراعي من حيث التشكيل خصوصية الشعب السوري وتنوعه، كما لا تنسجم مع وحدة السوريين وتطلعاتهم في البناء الديمقراطي».
وإعلان أسماء اللجنة الدستورية جاء عقب توصل الدول الضامنة لمسار «آستانة» بين تركيا وروسيا وإيران المنعقد منتصف الشهر الجاري، بحسب رياض درار الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تشكلت بإرادة القوة الضامنة لمسار (آستانة) وبالتالي هي ليست لجنة سورية؛ إنما بهدف تمرير الوقت وحل مشكلات عالقة بين القوة الدولية»، مضيفاً أنّ ما تم التوصل إليه «لا يمكن أن نطلق عليه اتفاق جميع الأطراف بالمعنى الدقيق، فاللجنة الدستورية لا تعكس طموحات السوريين بصياغة دستور جديد لبلادهم أو تنهي معاناتهم».
وتسيطر الإدارة الذاتية المُعلنة في يوليو (تموز) العام الماضي وقواتها العسكرية على مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا، وتتلقى الدعم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة «تنظيم داعش» الإرهابي، ويشكل «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، ويعد المظلة السياسية للإدارة الذاتية، وعن جدية الأطراف المشاركة لإنهاء الأزمة السورية علق درار قائلاً إن «المِحَك يَكمن بالمباشرة وفي التنفيذ والإجراءات العملية والوقوف عند الكلمة والحرف وعند كل جملة، وهكذا فإن المسار سيطول حتى يحقق النظام المزيد من المكاسب العسكرية على حساب المعارضة الهزيلة»، على حد تعبيره.
وتعوّل الأمم المتحدة كثيراً على إنشاء اللجنة الدستورية التي تأمل من خلالها إيجاد تسوية للنزاع السوري الدائر منذ ربيع 2011، غير أن المعارض السوري رياض درار مشاركة ممثلي الإدارة في اللجنة وتناقض تام مع القرار الأممي (2254) القاضي بحل الأزمة السورية بمشاركة كل السوريين، وأكد أنّ التشكيلة التي تم اختيارها لا يمكن أن تخدم صناعة دستور، وقال: «يمكن تمييز بعض الأسماء التي اختارتها الأمم المتحدة، هؤلاء سيساهمون في إعداد الأوراق أما البقية فلن يستطيعوا تحقيق شيء لأنه باعتقادي ليس لهم بعد حقيقي في التمثيل السياسي والدستوري»، مشيراً بالوقت نفسه إلى أن «ما يريده النظام والدول الداعمة له سوف يتم إقراره شريطة تقاسم الكعكة السورية بين الدول الضامنة، كما أنها فرصة لتسويق المعارضة المشاركة باللجنة».
وعقدت الإدارة الذاتية حوارات ولقاءات بين أقطاب المعارضة السورية في الداخل والخارج، وطرح قضايا الدستور والحوكمة وشكل النظام السياسي، وأكد رياض درار مضي جهودهم واعتبرها «نقطة جذبٍ وارتكاز، عبر تحقيق المزيد من التوافقات الوطنية عبر الورشات الحوارية والملتقيات والتواصل مع كوادر وناشطين حقيقيين، ينظرون إلى المستقبل وليس إلى المصالح الآنية»، منوهاً أنها تهدف إلى إنجاز شكل دستوري يلبي طموحات السوريين في التغيير، واختتم حديثه بالقول: «من المفيد عدم المشاركة بهذا التجمع العشوائي الذي أقرب ما يكون للاستعراض وتمييع القضية، سنساهم باللحظة التي نرى إمكانية إنجاز دستور عصري ينهي الاستبداد ويمهد لسوريا لامركزية ديمقراطية لكافة السوريين».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».