معرض «بيروت بيروت»... حبّ مدينة يتجسّد في صور

وثّقته المصوّرة فاديا أحمد بكتاب صدر بالفرنسية والإنجليزية

العاصفة
العاصفة
TT

معرض «بيروت بيروت»... حبّ مدينة يتجسّد في صور

العاصفة
العاصفة

90 صورة فوتوغرافية التقطتها الفنانة فاديا أحمد، بعدسة كاميرتها الرقمية، لأحياء وأزقة وشوارع وبحر العاصمة اللبنانية، تؤلّف محتوى معرض «بيروت بيروت» في مركز «بيت بيروت» بمنطقة السوديكو. ويرفق المعرض بكتاب من توقيعها يحمل الاسم نفسه وقد صدر بالفرنسية والإنجليزية. أمّا الرحلة التي تأخذنا بها المصورة اللبنانية التي اختارها مهرجان «la biennale paris» ضيفة شرف له، فتعبق بمشهدية مشبعة بجمال هذه المدينة شرق الأوسطية وغوايتها. وفي سبعة أقسام تتنوع ما بين الهندسة المعمارية القديمة والحديثة وبحر بيروت وأزقتها وأحيائها، وصولاً إلى منطقتي الجميزة ومار مخايل، نشاهد في أقسام أخرى عيناً ثاقبة لمصورة فوتوغرافية التقطت مشاهد لصيادي السمك ولبيروت مدينة التعايش. فنعاين خلالها بيروت عن قرب، وكأنّها إنسان ينبض بالحياة ويتنفس مشاعر الحب، تماماً كما تراها صاحبة المعرض فاديا أحمد. «إنّه أكثر من أرشيف موثّق، بل هو رسالة شعرية مجبولة بمعانٍ إنسانية تعبّر عن مدينتنا القوية»، تشرح أحمد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وتضيف: «تأتي لفتتي هذه لبيروت لأعيد لها حقّها الطبيعي بعدما شوّهتها ألسن كثيرة متناولة سيئاتها فقط. فهي بنظري كائن بشري لديه حسانته وسيئاته يتنفس ويحزن ويفرح، ولذلك لا يمكن أن يكون مثالياً أو كاملاً».
وتتضح في صور أحمد الـ90 الموزعة على الطابق الأول من مركز «بيت بيروت» الثقافي، تفاصيل عن بيروت لم نسبق أن لاحظناها، إن في طبيعة أزقتها وأحيائها، أو في عمارتها وبحرها المتوسطي الشاسع. «كثيرون أسروا لي بأن هناك مناظر عن بيروت لم يسبق أن رأوها من قبل، وهو ما يؤكد نظريتي بأن بيروت تستأهل منا أن نتوقف عندها ونتأملها عن كثب، لأنّها غنية بكل عناصرها الطبيعية والهندسية والبشرية».
وبين صور للمعلم الأثري وسط بيروت (الحمامات الرومانية)، وأخرى لموقع «فيللا كلارا» في الأشرفية، ومحطة قطار مار مخايل وغيرها التي تبرز تعايش 18 ديانة فيها، ومحطات أخرى من لياليها الملاح، يتألق هذا المعرض الذي يستمر لغاية 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وتصور لنا كاميرا فاديا أحمد، وبتقنية ترتكز على مكونات طبيعية، لا عمليات فوتوشوب وتصحيح أو «ريتوش» فيها، اللحظة بكل فيها من إبداع وجمال. «هناك تقنيات كثيرة رائجة اليوم في عالم التصوير الفوتوغرافي. ولكن ما يميز واحدة عن أخرى هو التوليفة التي تطل فيها وكمية الحب التي تسكنها».
فالفنانة اللبنانية جمعت الحاضر والماضي في آن، والجمال وعكسه في لقطة، والحلو والمر في مشهدية، كي تعبر عن فكرة أساسية تراودها عن بيروت ألا وهي مدينة التسامح. «عندما دخلت منطقة قطار مارمخايل التي يُمنع تصويرها عادة، استرجعت ماضياً طويلاً عن بيروت لم أفكر يوماً بأنّه ستكون لي الفرصة لأعيشه بكاميرتي. فتخيلتها في تلك الحقبة تزدحم بالمسافرين والناس الذين ينتظرون مواعيد الإقلاع والوصول. وجالت كاميرتي بين أنقاض محطة قطار تعرف اليوم بمنطقة (تران ستايشن)، لأتنبه لأنّ بين الماضي والحاضر هناك مستقبلاً ينبئ بالأمل ونستطيع أن نتقدم نحوه بعزم». وتتابع في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كانت لحظات حزينة اختلطت فيها مشاعر الفرح أحياناً كثيرة، لأنّه يجدر بنا أن نقلب الصّفحة ونسامح ونبني وطناً يفتخر به أبناؤنا».
رواد مقاهي شعبية ومحلات بقالة ودكاكين وحوانيت تبيع الخرداوات وغيرها من مبانٍ تراثية ومشهدية تتعلّق ببحر بيروت ومناطق المنارة وعين المريسة الساحلية، نقلتها عين فاديا أحمد بالألوان، وأحياناً بالأبيض والأسود، لتبقى ذاكرة يشهد عليها جيل اليوم فلا ينساها. «تلامذة وطلاب مدارس عدة يزورون معرض (بيروت بيروت) ما حوّله إلى جسر حوارات بين الأجيال من خلال قطع فنية تحكي عن بيروت»، توضح فاديا أحمد. وعن أهمية كتابها «بيروت بيروت» الذي يتضمّن 120 صورة فوتوغرافية عن «ست الدنيا»، توضح أنه «ستسافر معه بيروت إلى أقاصي الدنيا كأميركا وكندا وجنوب أفريقيا وغيرها. فيتسنّى لكل من يرغب في التعرف على وجه بيروت الحقيقي الفرصة لذلك. فبعض السّياح الأجانب الذين زاروا المعرض كانوا متأثرين لمشاهدتهم هذا الكم من الصّور الجميلة عن بيروت، وطلبوا نسخاً من الكتاب كي يُطلعوا بدورهم أصدقاءهم ومقربين منهم عليها».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.